ما هي حقوق الطفل في الإسلام
حقوق الطفل قبل الولادة
كفل الإسلام للطفل العديد من الحقوق، من أجل أن ينجو من النار، ويسعد في الدنيا والآخرة، ويكون ذلك من خلال اختيار الزوج التقيّ، والزّوجة الصالحة، ممّا يقود إلى بناء أسرة متكاملة تقوم على تطبيق شريعة الله، وتُربّي أبناءها على مكارم القيم والأخلاق،[1] ثمّ تبدأ العناية بالطفل قبل دخوله إلى رحم أمه،[2] حيث ذُكر في الحديث النبويّ الشريف: (لو أن أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: بسمِ اللهِ، اللهم جَنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقْتَنا، فقُضِيَ بينهما ولدٌ لم يَضُرُّه)،[3] كما يعتني الإسلام بالطفل وهو في رحم أمه؛ فتحرص على رعاية الجنين الموجود في رحمها، حيث حرّم الله تعالى الاعتداء عليه وإيذائه، وأجاز الشّرع للحامل الإفطار في شهر رمضان؛ وذلك من باب رحمة الله بالأم وبطفلها، ومن أجل أن يكتمل نموه، ويخرج إلى الحياة بأحسن تقويم، كما أوجب الإسلام النفقة على الزوجة، والنفقة أيضاً على الأم المطلقة إذا كانت حاملاً،[4][2] حيث يقول تعالى في محكم تنزيله: (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ).[5]
حقوق الطفل بعد الولادة
أكرم الإسلام الطفل بعد ولادته بالعديد من الحقوق التي يجب أن يحصل عليها كلّ طفل ولعلّ أهمّها ما يأتي:[4]
- البشارة بالمولود الجديد: يجب أن يستبشر الأهل بالمولود عندما يولد، وهذه البشارة تشمل المولود الذكر والأنثى على حدّ سواء من غير تفريق وتفضيل أحدهما على الآخر.
- الأذان في أذن المولود: ينبغي أن يقتدي المسلم بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك، ويتمّ الأذان في أذن المولود اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، إذ إنّ الرسول أذّن في أذن الحسن بن علي رضي الله عنه عند ولادته.
- استحباب التحنيك بالتمر: يستحبّ تحنيك الطفل بالتمر عند ولادته، وذلك لأنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فعل ذلك عندما أتاه أبو موسى الأشعري بمولوده، فيقول: (وُلِد لي غُلامٌ ، فأتَيتُ به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسمَّاه إبراهيمَ، فحنَّكه بتمرةٍ، ودَعا له بالبركةِ، ودفَعَه إليَّ، وكان أكبرَ ولَدِ أبي موسى).[6]
- حلق شعر الرأس، والتصدّق بوزنه: من حقوق الطفل في الإسلام حلق شعر رأسه، والتصدّق بوزن الشعر فضة، .
- تسمية المولود باسم حسن: ينبغي اختيار الاسم الحسن للطفل، حيث أوجب الإسلام أن يُختار الاسم ذو الصفة الحسنة والمحمودة الذي يبعث الراحة والطمأنينة.
- العقيقة: يحقّ للطفل أن يُعقّ عليه، أي أن يتم ذبح شاة عنه في اليوم السابع من ولادته، علماً أنّ حكمها سنة مؤكدة.
- إتمام الرضاعة: من حقوق الطفل أن ترضعه أمه عامين كاملين؛ وذلك من أجل تطوّر بناء جسمه بشكل صحيّ وسليم.
- الختان: من حقوق الطفل الختان بعد الولادة، وهو أمر ثابت في السنة، وثبت عن الرسول الكريم أنّه قال: (الفطرةُ خمسٌ: الاختتانُ، والاستحدادُ، وقصُّ الشَّاربِ، وتقليمُ الأظفارِ، ونتفُ الإبطِ).[7]
- الحضانة والنفقة: أوجبت الشريعة الإسلامية على الوالدين رعاية الطفل، والحفاظ على حياته، وصحّته، وتربيته، وتثقيفه، والنفقة عليه من خلال إطعامه، وكسوته، وتوفير المسكن له، والإحسان إليه، والرأفة به.
- التعليم: ينبغي على الوالدين الاهتمام بهذا الجانب جيداً.
- الميراث: أوجب الإسلام للطفل حقّ الميراث، فهي من الحقوق الأساسيّة التي يجب أن يحصل عليها كلّ طفل.[8]
- العدل والمساواة: يحقّ للطفل المساواة مع بقيّة الأطفال الآخرين، وكذلك الأمر بالعدل بينه وبين غيره، وعدم التفريق بينهم.[8]
التربية الإسلامية
يعتبر حق التربية من أهمّ الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل، وأساس التربية يكون منذ أيام ولادة الطفل الأولى، وبذرة التربية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وهي فطرة كلّ مولود جديد، حيث يأتي كلّ مولود على الحياة الدنيا مسلماً موحداً لله تعالى، ومحبّاً لله وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك يجب على الوالدين الاهتمام بهذه الفطرة التي فطر الله عليها مولودهم الجديد، وأن يتمسّكوا بمبادئ الدين الإسلاميّ، ويُغذوا أبناءهم من الغذاء الروحيّ، ويحصنوهم من خلال عبادة الله تعالى، وتحكيم شرعه، فهذا سيساعدهم على العيش بألفة وبمحبة أسرية، ويبعدهم عن الأعداء المحيطين بهم، كما يعدّ الدعاء للأولاد من حقوقهم أيضاً، ويكون بأن يهديهم الله إلى الطريق السليم المستقيم االذي لا انعواج فيه.[1]
المراجع
- ^ أ ب الشيخ عبدالله المؤدب البدروشي (12-1-2010)، "من حقوق الطفل في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "من حقوق الطفل في الإسلام"، www.fatwa.islamweb.net، 19-4-2004، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 141 ، صحيح.
- ^ أ ب "حقوق الطفل في الإسلام"، www.islamstory.com، 14-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الطلاق ، آية: 6.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 6198 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 257 ، صحيح.
- ^ أ ب محمد نور الإسلام (20-2-2013)، "حقوق الطفل بعد الولادة .. الميراث والعدل والمساواة "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2018. بتصرّف.