ما سبب تشقق اللسان

ما سبب تشقق اللسان

تشقق اللسان

يتمثّل تشقّق اللسان بظهور شقوق أو أخاديد على السطح العلوي اللسان أو على جانبيه، وتتفاوت هذه الشقوق في عمقها وحجمها، وبشكل عام فهي تُظهِر اللسان وكأنّه مجعّد، وفي بعض الحالات قد تظهر منذ الولادة، أمّا في حالات أخرى فإنّها تتطور خلال مرحلة الطفولة، ويرى العديد بأنّ الإصابة بتشقّق اللسان من المحتمل أن تكون وراثية، فقد لُوحظ إصابة أكثر من شخص ضمن العائلة الواحدة بتشقّق اللسان، وبحسب الاحصائيات التي تمّ إجراؤها في الولايات المتحدة الأمريكية فإنّ ما نسبته 5% تقريباً من الاشخاص يُعانون من هذه الحالة، وتجدُّر الإشارة إلى أنّ الإصابة بتشقق اللسان تُصيب الرجال أكثر من النساء، وتزداد وضوحاً وشدّة مع التقدم في السن.[1]

أسباب تشقق اللسان

على الرغم من أنّ السبب الرئيسي لتشقق اللسان ليس واضحاً تماماً حتى الآن، ولكن هناك مجموعة من العوامل والظروف الصحية التي ارتبط وجودها بتشقق اللسان، نذكر منها ما يلي:[2][1]

  • العوامل الوراثية: إنّ العديد من النظريات تدعم فكرة وجود عامل وراثي للإصابة بتشقق اللسان، وفي الحقيقة لا توجد دراسات كافية لدعم هذه الفكرة.
  • التعرض للإصابة: إنّ ظهور شقوق اللسان يُعزى في العديد من الحالات إلى تنظيف حواف اللسان أو سطحه بالفرشاة بشكل زائد ومستمر، وفي حالات أخرى قد يكون احتكاك اللسان المستمر مع قطع الطعام أو الأسنان المكسورة سبباً في حدوث ذلك.
  • مشاكل اللسان: ومن الأمثلة على تلك المشاكل اللسان الجغرافي (بالإنجليزية: Geographic tongue) واللسان المُشْعِر (بالإنجليزية: Hairy tongue)، ففي حالة اللّسان الجغرافي تختفي بعض حليمات اللسان ممّا يجعله أكثر عُرضة لتطوّر الشقوق، أما في حالة اللسان المُشْعِر يزداد نمو البصيلات الشعرية في اللسان بحيث يظهر اللسان متصبغاً وهذا ما يجعل التفريق بين تلك الحالة وبين اللسان المتشقق أمراً ليس بالسهل.
  • مرض متلازمة شوغرن: (بالإنجليزية: Sjögren's syndrome)، لا يوجد سبب معين لحدوث هذه المُتلازمة ويُرجّح بأن تكون العوامل الوراثية والبيئية هي السبب وراء حدوثها، وفي هذه الحالة يُصاب الجسم باضطراب يؤثر على قدرة غُدد الجسم المنتيجة للرطوبة، وهذا بحدّ ذاته يؤثر على الصحة العامة للإنسان بحيث يشعر الشخص بالتعب، والحكة، وجفاف الفم، وآلام المفاصل، وحرقة العينين، إضافة إلى تشقق اللسان، وفي الحقيقة فإنّ العدوى الفيروسية والبكتيرية قد تكون سبباً في زيادة خطر الإصابة بهذه المتلازمة، أمّا عن العلاج فإنّ الطبيب يقوم بوصف العلاجات للسيطرة على الأعراض بما في ذلك محفّزات اللُّعاب والدموع الاصطناعية.
  • نقص البيوتين: (بالإنجليزية: Biotin Deficiency)، يُعتبر البيوتين أحد الفيتامينات المهمة في جسم الإنسان وبخاصة لتصنيع الدهون وتنشيط عملية الأيض، ويُتسبب نقص هذا الفيتامين بشحوب الجلد وجفافه، والشعور بألم العضلات، وتشقق اللسان، ويُنصح بزيادة تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين للتغلب على هذه الحالة.
  • العادات الصحية الخاطئة: ومنها المبالغة في تناول الأطعمة الحارة.
  • الإصابة بداء المبيضات الفموي: وهو ما يُعرف أيضاً باسم السلاق الفموي (بالإنجليزية: Oral thrush)، إنّ الإصابة بهذا المرض تزيد من خطر الإصابة باللسان المُتشقّق، ويتمثّل بإصابة الفرد بعدوى فطرية ترتبط غالباً بضعف جهاز المناعة، وتظهر الإصابة بهذه العدوى عند الرضع وكبار السن أكثر من غيرهم من الأشخاص، ويوجد العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسلاق الفموي ومن أبرزها الخضوع لعلاجات السرطانات، وفي حالات زراعة الأعضاء، والإصابة بمرض السكري، وتناول بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، أو البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، أو الكورتيزون المُستنشَق (بالإنجليزية: Inhaled corticosteroids).[3][2]
  • الإصابة بمتلازمة داون: (بالإنجليزية: Down syndrome)، إذ إنّ ما نسبته 80٪ تقريباً من الأطفال المصابين بمتلازمة داون تظهر عليهم الإصابة باللسان المتشقق أيضاً.[4]

خصائص اللسان المتشقق

يمتاز اللسان المتشقق بالعديد من الخصائص، نذكر منها ما يلي:[4]

  • ظهور الشقوق والأخاديد داخل الفم على اللسان فقط دون غيره.
  • اتصال الأخاديد والشقوق ببعضها في بعض الحالات، وهذا ما قد يُظهر اللسان مقسّماً إلى فصوص أو قطع صغيرة.
  • تراكم حُطام الطعام في هذه الشقوق في بعض الحالات.
  • الإصابة بتشقق اللسان يُعدّ شائعاً عند البالغين، إلّا أنّ حدوثه في مرحلة الطفولة وارد أيضاً.

مضاعفات اللسان المتشقق

في الحقيقة لا توجد مضاعفات مرتبطة بالإصابة باللسان المتشقق، إلّا أنّه لُوحظ حدوث بعض المضاعفات نتيجة الإصابة بمتلازمة ميلكرسون-روزنتال التي يرافقها عادة ظهور شقوق في اللسان(Melkersson-Rosenthal Syndrome)،[5] وتُمثِّل هذه المتلازمة اضطراباً عصبياً نادراً يتمثّل بظهور تورّم في الوجه والشفتين بشكل متكرر ولفترات طويلة من الزمن، كما قد يصاحب هذه الحالة تشقق اللسان وضعف عضلات الوجه، وتجدر الإشارة إلى أنّ أعداد الفتيات المصابات بها تتجاوز أعداد الذكور، وتحدث هذه الحالة نتيجة عوامل عديدة وأسباب مختلفة تُعتبر العوامل الوراثية من أبرزها.[6]

تشخيص وعلاج اللسان المتشقق

غالباً ما يعتمد التشخيص على تقييم مظهر اللسان والشقوق التي تظهر عليه، دون الحاجة لأخذ خزعة من اللسان وفحصها، وفيما يخصّ العلاج فإنّه لا يوجد علاج محدد لتلك الحالة، ويكتفي الأطباء بنصح هؤلاء المرضى بتنظيف لسانهم بالفرشاة لإزالة حُطام الطعام المتراكم بين الشقوق والذي يتسبّب بمزيد من التهيج، وفي حال معاناة المريض من أيّ مضاعفات أو مشاكل صحيّة أخرى مرتبطة بتشقق اللسان ينبغي مراجعة طبيب مختص ليقوم بتقييمها بشكل شامل.[7][8]

إنّ الحفاظ على رطوبة اللسان أمر ضروري لتخفيف الشعور بالانزعاج الناجم عن تشقق اللسان، ويتمّ ذلك عن طريق شرب كميات كافية من الماء، وتجنب الأطعمة الحارة والغنيّة بالتوابل التي تزيد من التهيّج والألم، ويُنصح بتناول النعناع لتخفيف تشقق اللسان، والألم والانزعاج المرتبط به.[2]

المراجع

  1. ^ أ ب "fissured tongue", www.healthline.com, Retrieved 11-4-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Fissured Tongue: Causes and Treatments", www.med-health.net, Retrieved 11-4-2018. Edited.
  3. ↑ "Oral thrush", www.mayoclinic.org, Retrieved 11-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Fissured Tongue", www.webmd.com, Retrieved 11-4-2018. Edited.
  5. ↑ Robert D Kelsch (24-6-2016), "Fissured Tongue Clinical Presentation"، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 11-4-2018. Edited.
  6. ↑ "Melkersson Rosenthal Syndrome", www.rarediseases.org, Retrieved 11-4-2018. Edited.
  7. ↑ "fissured tongue", www.dermnetnz.org, Retrieved 11-4-2018.
  8. ↑ "fissured tongue", www.webmd.boots.com, Retrieved 11-4-2018. Edited.