ما أسباب البهاق

ما أسباب البهاق

البُهاق

يُعتبر مرض البُهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) أحد الاضطرابات الجلدية التي تتمثّل بظهور بُقع بيضاء على منطقة معينة من الجلد أو مناطق عدّة من أنحاء الجسم، ويكون ظهوره نتيجة تدمير الخلايا الميلانينية (بالإنجليزية: Melanocytes) المسؤولة عن تكوين الصبغة الخاصة بلون الجلد، وتجدر الإشارة إلى احتمالية تأثير مرض البُهاق في الأغشية المخاطية الموجودة داخل الفم والأنف. بحسب الدراسات فإنّ 50% من المُصابين بهذه الحالة تظهر لديهم الأعراض قبل بلوغهم العشرين من العمر، وفي الحقيقة لم يتمكّن المختصون إلى الآن من تحديد طريقة معينة للحدّ من حدوث البُهاق أو طريقة لتحديد ما إذا كان المرض سينتشر أو سيبقى محصوراً في موقع واحد من الجسم.[1]

أسباب البُهاق

في الحقيقة لا يُعدّ مرض البهاق مرضاً معدياً، ولا يوجد سبب مُحدد وواضح للإصابة به، ويُعتقد بوجود مجموعة من العوامل التي قد تُساهم في حدوثه، نذكر منها ما يلي:[2]

  • اضطرابات المناعة الذاتية، إذ يقوم جهاز المناعة في هذه الحالة بمهاجمة الخلايا الميلانينية في الجسم.
  • التّعرض لأحداث مرهقة.
  • تضرّر الجلد نتيجة حروق الشمس أو الجروح.
  • التّعرض لأنواع معينة من المواد الكيميائية.
  • أسباب مُتعلقة بالجهاز العصبي.
  • العوامل الوراثية والتي قد تكون سبباً في ظهور البُهاق في العديد من العائلات.
  • العدوى الفيروسية.

علامات وأعراض البُهاق

تظهر مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تدل على الإصابة بمرض البُهاق، نذكر منها ما يلي:[3]

  • فقدان لون البشرة على شكل بقع واضحة على الجلد، وغالباً ما يظهر على اليدين، والقدمين، والذراعين، والوجه، والشفتين، والتي تُمثل مناطق الجسم الأكثر عُرضة للشمس.
  • ظهور الشعر الابيض في الرأس، أو الحاجبين، أو الرموش، أو اللحية.
  • زوال لون الأنسجة التي تُبطّن الفم والأنف.
  • زوال أو تغيير لون شبكية العين.

أنواع البُهاق

يظهر البُهاق بعدّة أنواع، وفيما يلي بيان لكل منها:[3]

  • البُهاق المعمّم: (بالإنجليزية: Generalized vitiligo)، يُعتبر هذا النّوع الأكثر شيوعاً، ويتمثّل بإصابة العديد من أجزاء الجسم بالبُهاق، وتجدر الإشارة إلى أنّ تغير لون الجلد في هذه الحالة يظهر بنمط متشابه في جميع أنحاء الجسم.
  • البُهاق الموضعي: (بالإنجليزية: Focal vitiligo)، يظهر هذا النوع من البُهاق في منطقة واحدة أو مناطق قليلة ومحددة من الجسم.
  • البُهاق القطعي: (بالإنجليزية: Segmental Vitiligo)، يظهر البُهاق في هذه الحالة في جانب واحد فقط أو جزء واحد فقط من أجزاء الجسم، ويظهر هذا النوع من البهاق في سن أصغر بحيث يُلاحظ تقدّم المرض لمدة سنة أو سنتين ومن ثم توقّفه.

علاج البُهاق

يهدف علاج البُهاق إلى استعادة لون البشرة الأصلي، ويوجد العديد من الطرق العلاجية المُتّبعة في علاج هذه الحالة، ويعتمد اختيار العلاج المُناسب على العديد من العوامل، بما في ذلك عمر المريض، وصحته العامة، ومكان ظهور بقع البُهاق على الجسم، وفيما يلي بيان لبعض الطرق المُتّبعة في علاج البُهاق:[4]

  • العلاجات غير الطبيّة: تُعتبر هذه العلاجات آمنة وتقوم في مبدئها على استخدام مستحضرات التجميل لتمويه لون الجلد المفقود وجعل البُهاق أقل وضوحاً، ومن هذه المُستحضرات مكياج الوجه، ومواد التسمير (بالإنجليزية: Self-tanners). وتُوصف هذه العلاجات للأطفال لحمايتهم من الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام الأدوية، إلّا أنّها تتطلب الاستخدام المتكرر والممارسة للحصول على نتيجة ذات مظهر طبيعيّ.
  • العلاجات الطبيّة: تُستخدم العلاجات الطبيّة بهدف علاج البُهاق المُسيطر على أماكن صغيرة من الجسم، بحيث تُوصف الأدوية الموضعية التي تُضيف لوناً إلى البشرة، وتُعتبر الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) القوية الأدوية الأكثر استخداماً في هذه الحالة إذ ثبت بأنّ ما نسبته 45% من المرضى يستعيدون جزءاً من لون بشرتهم بعد 4-6 أشهر من استخدام الكورتيكوستيرويدات، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تُعتبر أكثر فعالية عند تطبيقها على الوجه وأقل فعالية عند استخدامها على اليدين والقدمين، ويجدر التنبيه إلى أنّ الاستخدام المطول للكورتيكوستيرويدات يتسبّب بظهور عدد من الآثار الجانبية كضمور الجلد (بالإنجليزية: Skin Atrophy) أي أنّ الجلد يُصبح جافاً، ورقيقاً، وهشاً.
  • العلاج الضوئيّ: يعتمد هذا النّوع من العلاج على استخدام الضوء لاستعادة اللون المفقود من الجلد، ويُعتبر هذا العلاج أكثر فعالية عند استخدامه على الوجه وأقل فعالية عند استخدامه على اليدين والقدمين، ويحتاج المريض إلى جلستين إلى ثلاث جلسات من العلاج الضوئيّ أسبوعياً لعدة أسابيع، وقد يُستخدم العلاج الضوئي جنباً إلى جنب مع الكورتيكوستيرويدات في العديد من الحالات، وتجدر الإشارة إلى أنّ نتائجه العلاجية قد تختفي بعد فترة من التّوقف عن العلاج.
  • المداواة الكيميائية الضوئية: (بالإنجليزية: Photochemotherapy) واختصاراً (PUVA)، يُستخدم لعلاج البُهاق الذي يُغطي مساحة واسعة من الجسم، إذ يُعتبر فعّالاً بنسبة 50-75% في استعادة لون جلد الوجه، والجذع، وأعلى الذراعين، وأعلى الساقين، ويُقدّم هذا العلاج في المستشفى أو في مراكز مُتخصصة، كما يجدر بالمريض الخضوع لجلستين في الأسبوع الواحد لمدّة عام تقريباً.
  • العملية الجراحية: يُلجأ إلى الجراحة في الحالات التي يفشل فيها العلاج بالأدوية أو العلاج الكيميائي الضوئي، وقد ثبتت فعاليّته بنسبة 90-95%.
  • العلاجات غير التقليدية: يوجد العديد من الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية، والإنزيمات التي تساعد على استعادة لون البشرة لدى الأشخاص الذين يعانون من البُهاق، وفي الحقيقة لم تتم دراسة معظمها ولا يوجد دليل يدعم هذه العلاجات ويُبين طبيعة الآثار الجانبية المحتملة لاستخدامها.
  • فقدان التصبغ: (بالإنجليزية: Depigmentation)، يُلجأ إلى هذه الطريقة بهدف إزالة الأصباغ المُتبقية على الجلد بحيث يصبح الجلد أبيضاً بالكامل، إذ يُستخدم كريم لمرة واحدة أو مرتين في اليوم، بحيث يعمل على إزالة اللون المتبقي من الجلد بشكل تدريجي، ويحتاج فترة زمنية تتراوح بين سنة إلى 4 سنوات ليظهر مفعوله.

المراجع

  1. ↑ "vitiligo", www.medicinenet.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  2. ↑ "Understanding the symptoms of vitiligo", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Vitiligo", www.mayoclinic.org, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  4. ↑ "Vitiligo", www.aad.org, Retrieved 21-6-2018. Edited.