ما لون راية العباسيين

ما لون راية العباسيين

لون راية العباسيين

اتّخذ العباسيون اللون الأسود لوناً لرايتهم،[1] واستمرَّ السواد شعاراً للعباسيين طيلة فترة حكمهم، وتباينت الآراء في تحديد سبب اختيار العباسيين لهذا اللون، فقيل إنَّ النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم عقد لعمّه العباس في يوم حنين ويوم الفتح راية سوداء اللون، ويرى أبو هلال العسكريّ أنَّ مروان أراد قتل إبراهيم العباسيّ، وهو أول القائمين على طلب الخلافة العباسية، وقال لشيعته: (لا تفجعوا لقتلي، وإذا تمكنتم من أمركم استخلفوا أبا العباس السفاح عليكم)، وعندما قُتل مروان لبس شيعته السواد، والتزموا بذلك، وأصبح شعاراً لهم، بينما يُرجع ابن خلدون ذلك إلى الحزن على شهدائهم من بني هاشم.[2]

المأمون وراية الخلافة العباسية

يُذكَر أنَّ الخليفة العباسيّ المأمون استبدل راية العباسيين السوداء براية خضراء؛ وكان ذلك بعد عودته من مدينة خراسان إلى مدينة السلام، ولكن تُشير المصادر التاريخيّة إلى أنَّ الإبقاء على هذه الراية لم يدم فترةً طويلةً من الوقت؛ إذ عاد المأمون إلى الراية السوداء، وانتقلت الخضرة إلى العلويين؛ حيث اتّخذوها راية لهم، واستمرّوا في ذلك حتّى مجيء الفاطميين الذين استبدلوها براية بيضاء اللون.[2]

العبارات الدينية المنقوشة على الراية العباسية

تُشير الوثائق والآثار التاريخيّة إلى أنّ راية العباسيين كانت منقوشة باللون الأبيض؛ إذ كُتب عليها الشهادتين في شريط أو على شريطين زخرفيين، أو أكثر من ذلك، وكانت جميعها بالخط الكوفيّ البسيط ذي الحروف المُتقنة، وذلك على النحو الآتي:[2]

  • كُتب على الشريط الأول عبارة (لا إله إلا الله).
  • كُتب على الشريط الثاني عبارة (محمد رسول الله).

يُرجّح استعمال العباسيين آيات من القرآن الكريم في رايتهم، كما ويُحتمل أنْ يكون مكتوب على الراية اسم الخليفة ولقبه.

وصف راية العباسيين

تندر المعلومات الواردة حول راية وألْوِية الدولة العباسية، ويُذكر أنَّ راية العباسيين كانت مصنوعة من الكتان الأبيض، ومصبوغة باللون الأسود، حيث عُرفت الأصباغ منذ عهد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وكانت الصباغة بالزعفران والورس هي المنتشرة في ذلك الوقت؛ إذ كان الرسول يصبغ جميع ثيابه وعمامته بالزعفران، واستمرت هذه الطريقة حتّى عهد الخلافة العباسيّة ببغداد، وكانت جميع الأصباغ المُستخدَمة في تلوين المنسوجات الإسلاميّة من صبغة الورس ذات اللون الأصفر، وكان مصدرها شجرة الورس المنتشرة باليمن، ويجدر بالذكر أنَّ راية العباسيين كانت طويلة ومستديرة الشكل، ويُعتقد أنَّ طولها يتراوح ما بين (2-3 متر)، وكانت تُثبّت على رمح بطول 4 أو 5 أمتار؛ بحيث كان قائد الجيش هو المسؤول عن حملها، أو يتم تعليقها على الخيمة التي يستقرّ فيها القائد، أو الأمير.[2]

الدولة العباسية

أقام العباسيون دولتهم على أنقاض الدولة الأمويّة، وذلك بعد انتصارهم على الأمويين في معركة الزاب المشهورة، واستمرّت هذه الدولة في الحكم مدة خمسة قرون، وقد تتابع على حكمها حوالي سبعة وثلاثين خليفة، كما انقسمت إلى عصرين اثنين، فشهدت في عصرها الأول القوة والازدهار، بينما شهدت في عصرها الثاني الانحلال والتدهور، وكانت نهايتها على يد التتار عام 656هـ.[3]

المراجع

  1. ↑ محمد ضايع حسون الجبوري (27-1-2013)، "الدعوة العباسية ومرحلة تنظيمها وطبيعتها"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث صالح بن قربة (21-2-2018)، "الرايات والأعلام في عهد الخلافة العباسية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ مجلة الوعي الإسلامي (19-7-2016)، "خلفاء العصر العباسي (PDF)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.