ماذا افعل لتقوية الذاكرة

ماذا افعل لتقوية الذاكرة

الذاكرة

تُعرّف الذاكرة (بالإنجليزية: Memory) على أنّها قدرة الدماغ على تخزين واسترجاع المعلومات التي تمّ تخزينها في الماضي،[1] وتُقسم الذاكرة إلى نوعين، الأولى قصيرة المدى (بالإنجليزية: Short Term Memory)، والثانية طويلة المدى (بالإنجليزية: Long Term Memory)، تختص الذاكرة قصيرة المدى بالأحداث والمعلومات التي تم اكتسابها في الماضي القريب، في حين أنّ الذاكرة طويلة المدى تختص بتلك المكتسبة في الماضي البعيد. ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة ببعض الأمراض من مثل مرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer's Disease) تُدمّر نظام الدماغ الإدراكي المتحكم بالذاكرة. وفي الحقيقة عادةً ما تتمّ المحافظة على الذاكرة طويلة المدى قوية بينما يتمّ فقدان الذاكرة قصيرة المدى، وفي المقابل قد تصبح ذكريات الشخص مختلطة فيفقد قدرته على تذكر الأشخاص والأماكن التي من المفترض أن تكون معروفة لديه.[2]

طرق تقوية الذاكرة

يمرّ جميع الأشخاص بمواقف مختلفة في حياتهم يشعرون فيها أنّهم غير قادرين على تذكّر بعض المعلومات، ولكنّ البعض منهم يُعانون من هذه المشكلة بشكل أكبر،[3] بحيث تؤثر على حياتهم العملية والاجتماعية بشكل ملاحظ، ومن الجدير بالذكر أنّ الخوف من فقدان القدرة على التفكير والتذكر يُعدّ من أكبر المخاوف لدى الأشخاص عند التفكير في مشاكل كبر السن. وعند التساؤل عن سبب معاناة البعض بشكل أكبر من غيرهم من مشاكل الذاكرة نجدُ أنّ الجينات بلا شك تلعب دوراً في ذلك، ولكن لا يُمكن إغفال الاختيارات الشخصية في محافظة الشخص على صحته العقلية،[4] فكما أنّ العضلات تضمر بمرور الوقت وتفقد بعضاً من قدراتها وتحتاج إلى التمارين الرياضية للمحافظة عليها للسنوات اللاحقة، فإنّ الدماغ أيضاً معرّضٌ لفقد بعضٍ من قدراته ويحتاج إلى اتباع بعض العادات الصحيحة للمحافظة عليه والتقليل من تأثير التقدم في العمر على قدراته الإدراكية.[5] وهنا نُشير إلى أنّ هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها لتحسين قدرات الذاكرة، ويُمكن بيان بعض منها على النحو الآتي:[6]

  • تقليل السكر المضاف إلى الطعام: بالإضافة إلى تأثير السكريات على الصحة العامة للشخص، فقد بيّنت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتناولون كميةً أكبر من السكر يفقدون بعضاً من قدراتهم الدماغية ومنها التذكر؛ حيث تتأثر المنطقة المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى من الدماغ لديهم، كما بيّنت بعض تلك الدراسات أنّ حجم الدماغ يتأثر أيضاً ويقلّ عند استهلاك الجسم لكمياتٍ كبيرةٍ من السكر.
  • تناول زيوت السمك: حيث إنّها غنية بالأوميجا 3، فيساعد تناولها على تحسين قدرات الذاكرة العرضيّة والعملية والذاكرة قصيرة المدى خاصّةً عند الأشخاص الكبار بالعمر.
  • ممارسة التأمل: يمكن للأشخاص من كل الأعمار الاستفادة من التأمل؛ حيث تُعدّ ممارسة التأمل ذات أهمية كبيرة لصحة الشخص الجسدية والنفسية، كما تساعد على الاسترخاء والتقليل من التوتر، وتساعد على التقليل من ضغط الدم، وكذلك قد وجدت الدراسات أنّ التأمل يزيد من المادة الرمادية في الدماغ (بالإنجليزية: Gray Matter) المحتوية على أجسام الخلايا العصبية، ومن المعروف أنّ هذه المادة تقلّ مع مرور العمر مؤثرة بذلك على قدرات الشخص الإدراكية والتذكرية، وتجدر الإشارة إلى أنّ التأمل يفيد بشكل خاص على تطوير الذاكرة العاملة المكانية (بالإنجليزية: Spatial Working Memory) وهي الذاكرة الخاصة بتذكر مواقع الأشياء في الفضاء المكاني.
  • المحافظة على وزن مثالي للجسم: حيث تُعدّ السمنة عاملاً مساعداً في تراجع قدرات الذاكرة، وتزيد نسبة الإصابة بمرض ألزهايمر السالف الذكر.
  • ممارسة تمارين الدماغ: تُعدّ تمارين الدماغ وسيلة ممتعة وفعّالة لتحسين مستوى الذاكرة، ومنها ألعاب الذاكرة والكلمات المتقاطعة، كما ويُمكن أيضاً استخدام التطبيقات الإلكترونية التي تحفّز الذاكرة.
  • التقليل من تناول الكربوهيدرات المكرّرة: ومن الأطعمة المحتوية على هذه الكربوهيدرات الأرز، والخبز الأبيض، والكيك، وغيرها من الأطعمة، وتُهضم هذه الكربوهيدرات بسرعة في الجسم مسببة ارتفاعاً سريعا في مستوى السكر في الدم، وبالتالي تؤثر في قدرات الذاكرة كما هو الحال بالنسبة للسكريات السالفة الذكر.
  • إجراء الفحوصات الخاصة بفيتامين د: تعدّ الإصابة بنقص فيتامين د منتشرة بين الأفراد، خاصة في البلدان ذات الطقس البارد والأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ويؤدي هذا النقص إلى إضعاف قدرات الذاكرة، لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة عند الشك بوجود نقص في فيتامين د.
  • ممارسة التمارين الرياضة: للتمارين الرياضية فوائد عظيمة على جسم الإنسان بما في ذلك الدماغ والذاكرة، لذلك يُنصح بممارسة الأشخاص من كافة الأعمار للتمارين الرياضية بشكل مستمر، وقد أظهرت الدراسات أنّ ممارسة الرياضة ولو لفترة متوسطة ولمدة قليلة من الزمن تُسهم في تحسين قدرات الذاكرة.
  • النوم لفترات كافية: يساعد النوم في عملية دمج وتثبيت الذاكرة، ويؤدي الحرمان من النوم أو النوم لفترات غير كافية إلى إضعاف الذاكرة، فيُنصح دائما بجعل النوم لفترات كافية أولوية، حيث يحتاج الشخص البالغ إلى حوالي 7-9 ساعات من النوم يومياً.[7]

تقوية الذاكرة عند الأطفال

هناك العديد من الطرق التي يُمكن استخدامها لتحسين قدرات الذاكرة عند الأطفال، وفيما يأتي نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر:[8]

  • تشجيع الطفل على طرح الأسئلة: حيث يبدأ التذكر الجيد للمعلومات بالفهم الجيد لها، ويساعد طرح الأسئلة والاستفادة من أجوبتها على تحقيق فهم أعمق لهذه المعلومات.
  • تقديم المعلومات على شكل أغاني أو أنماط: حيث تساعد هذه الأغاني على تذكر الدماغ للمعلومات المرتبطة بها.
  • جعل التعليم متعة: حيث تساعد المتعة في التعليم على التذكر، عن طريق تقديمها بواسطة الفيديوهات، والكتب، وأيّة طرقٍ أخرى تحقق المتعة.
  • استخدام الحواس الخمسة في التعليم: مثل استخدام حاسة السمع، والبصر، واللمس، ويُساعد ذلك على ربط المعلومات وسرعة تذكرها لاحقاً.
  • تبديل الأدوار مع الطفل: بحيث يقوم الطفل بشرح المعلومات للأهل أو المعلمين، وتحفيزه على تذكر المعلومات، ومن ثم عرضها عليه مرة أخرى مع التركيز على نقاط ضعفه.

المراجع

  1. ↑ "Memory and Brain Injury", www.brainline.org, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  2. ↑ "Medical Definition of Memory", www.medicinenet.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  3. ↑ "Tips for a Better Memory", www.webmd.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  4. ↑ "Improving Memory", www.health.harvard.edu, Retrieved 26-2-2019.
  5. ↑ "10 Brain Exercises That Boost Memory", www.everydayhealth.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  6. ↑ "14 Natural Ways to Improve Your Memory", www.healthline.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  7. ↑ "Memory loss: 7 tips to improve your memory", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  8. ↑ "IMPROVING WORKING MEMORY FOR STUDENTS", www.oxfordlearning.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.