بماذا نتيمم
التيمّميطلق التيمّم في اللغة على قصد الأمر، أو طلبه، أو تعمّده، فيقال: قصد المكان؛ أيّ يمّم وجهه إليه وتوجّه نحوه، ويقال أيضاً: رجلٌ ميمّم؛ أيّ ظافرٌ
التيمّم
يطلق التيمّم في اللغة على قصد الأمر، أو طلبه، أو تعمّده، فيقال: قصد المكان؛ أيّ يمّم وجهه إليه وتوجّه نحوه، ويقال أيضاً: رجلٌ ميمّم؛ أيّ ظافرٌ بمطالبه،[1] أمّا التيمّم في الشرع، فهو: مسح الوجه واليدين بالصعيد الطيّب بشكلٍ خاصٍّ على وجه التعبّد لله تعالى؛ حيث إنّه رخصةٌ من الله تعالى لعباده، وخصيصّةٌ من خصائص الأمّة الإسلاميّة، كما أنّه مشروعٌ بنصّ القرآن الكريم والسنة النبويّة، وبإجماع الأمّة الإسلاميّة، حيث قال الله تعالى: (وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ)،[2] وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الصَّعيدَ الطَّيِّبَ طَهُورًا، ما لَمْ تَجِدِ الماءَ، و لو إلى عَشْرِ حِجَجٍ، فإذا وجدْتَ الماءَ فأمِسَّهُ بَشَرَتَكَ)،[3] وبما أنّ التيمم يحلّ محلّ الوضوء؛ فإنّه يُباح به ما يُباح بالوضوء من العبادات؛ مثل: الصلاة والطواف بالكعبة وقراءة القرآن.[4]
كيفية التيمّم
يجوز التيمّم بكلّ طاهرٍ على الأرض، سواءً أكان طيناً، أو تراباً، أو وحلاً، أو جداراً، أو حجراً، كما يجوز التيمّم بكلّ ما خرج منه غبارٌ، ويجوز التيمّم لمن أصابه حدثٌ أصغر أو أكبر، في حال تعذّر عليه استعمال الماء، أو كان فاقداً له، أو عاجزاً عن استعماله، أو كان ممّن يتضرّر باستعمال الماء، فالتيمّم فيه طهارةٌ معنويّةٌ بامتثال أوامر الله تعالى، لا تدرك بالحواس، ويبدأ التيمّم بعقد النيّة على التيمّم، ثمّ ضرب باطن اليدين مرةً واحدةً بالتراب، ثمّ النفخ عليها؛ للتخفيف من الغبار، ثمّ مسح الوجه بهما، ثمّ مسح الكفين، حيث يكون مسح الكفين بسمح ظاهر اليد اليمنى بباطن اليد اليسرى، ثمّ مسح ظاهر اليد اليسرى بباطن اليد اليمنى، وأحياناً يؤخّر مسح الوجه، بحيث يكون بعد مسح الكفين، ومن أصابه جرحٌ بأحد أعضاء الوضوء بحيث لا يستطيع غسله أو مسحه بالماء، فيقوم بالتيمم بعد الانتهاء من الوضوء، ولا يجوز التيمّم أثناء الوضوء، ومن أصابته نجاسة في ثوبه، ووجب عليه الوضوء، فإن كان الماء الذي معه لا يكفي لإزالة النجاسة والوضوء، فإنّه يبدأ بإزالة النجاسة ثمّ يتوضأ بما بقي من الماء، وإن كان الماء لا يكفي لغسل جميع أعضاء الوضوء، فعليه التيمّم، وإن كان الماء لا يكفي لغسل أي عضو فيتمّم فقط، ثمّ يشرع في الصلاة، وإذا وجد الماء أثناء الصلاة يبطل التيمّم، فيقطع المصلي صلاته ويتوضأ ويصلّي ثانيةً، وأمّا إن وجد الماء بعد الانتهاء من الصلاة فلا يبطل التيمم، وتكون الصلاة التي تمّت صحيحةً، ولا يجب إعادتها؛ حيث إنّ التيمّم يبطل بوجود الماء، أو بالقدرة على استخدامه، ويُنقض بأيّ ناقضٍ من نواقض الوضوء.[5]
أحكامٌ متعلّقةٌ بالتيمّم
بيّن العلماء عدّة مسائل تتعلّق بالتيمم، وفي ما يأتي بيان بعضها:
- لا يصحّ التيمم إلا بتوفر عدّة شروط؛ هي:[6]
- اختلف العلماء في الوقت المحدّد والصحيح للتيمم، حيث ذهب كلٌ من الحنفية والظاهرية وشيخ الإسلام ابن تيمية وأحمد بن حنبل في رواية عنه؛ إلى أنّ التيمّم يجوز أن يكون قبل دخول وقت الصلاة، وذهبوا أيضاً إلى أنّه يجوز للمتيمّم أن يؤدي أكثر من فرضٍ بالتيمّم الواحد، إلا أنّ جمهور العلماء ذهبوا إلى القول بأنّ التيمّم لا يصحّ إلا بعد دخول الوقت، ويجوز له أن يصلّي الفريضة وما يشاء من النوافل، مع عدم اشتراط اتصال التيمم بالصلاة، إلا أنّ المذهب المالكي اشترط اتصال التيمّم بالصلاة، لكن لا حرج في الانفصال اليسير الذي يُقدّر بالعرف.[7]
- ذهب الإمامان: أبو حنيفة ومالك، إلى القول بجواز التيمّم بكلّ ما يعدّ من جنس الأرض، سواءً أكان بالتراب أو بالرمل أو بالحصى، وقال الإمام أبو حنيفة إلى أنّ التيمّم يجوز بما هو أملس من الحجارة، والخزف الذي صنع من الطين، وقال أيضاً بجواز التيمّم بالثوب الذي خرج منه غبارٌ، وقال ابن تيمية بجواز التيمّم بأيّ جزءٍ من أجزاء الأرض من غير التراب في حال عدم وجود التراب، وقال ابن عثيمين رحمه الله: يجوز تيمّم المريض بالجدار المبنيّ من الصعيد، سواءً أكان من الطين أم من الحجر، ولا حرج بالتيمّم بالجدار المكسّو بالخشب إن كان عليه غبار، كما يجوز التيمم بآنية الطين أو الفخار إن لم تكن مطليّةً، وإن كانت مطليّةً فإنّ التيمّم لا يصحّ إلا إن كان عليها غبار.[8]
- يجوز للمسافر أن يتيمّم إن لم يجد الماء، أو إن كان يلحقه ضررٌ في استعماله للماء؛ بسبب المرض أو البرد الشديد، ولا يجوز له التيمم في غير ذلك من الأحوال، وإلا كانت صلاته باطلةً.[9]
- النيّة؛ حيث إنّ التيمم عبادةٌ؛ والعبادة لا تصحّ إلا بتوفر النيّة.
- الإسلام؛ فالتيمم عبادة لا تصحّ من الكافر.
- العقل؛ فالتيمم لا يصحّ من فاقد العقل، مثل: المجنون والمغمى عليه.
- التمييز، ويتحقّق التمييز ببلوغ سنّ السابعة، والتيمّم لا يصحّ لمن لم يبلغ سنّ السابعة.
- استحالة استعمال الماء؛ وذلك بانعدام وجود الماء، أو بعد القدرة والعجز عن استعماله، كأن يكون المتيمّم مريضاً بمرضٍ يمنعه من استعمال الماء، ويشرع التيمّم أيضاً عند البرد الشديد الذي يسبّب الضرر أو الهلاك.
- طهارة التراب، حيث يشترط في التراب المقصود في التيمم أن يكون طاهراً وخالياً من النجاسة، ويشترط أيضاً أن يكون للتراب غبارٌ يعلق باليد، وإذا انعدم التراب يصحّ التيمم بالرمل أو بالحجر.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى تيمم"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 6.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1666، صحيح.
- ↑ "شروط التيمم والأسباب المبيحة له"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "ما يجوز التيمم به"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "شروط التيمم والأسباب المبيحة له"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "مذاهب العلماء في وقت التيمم"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "التيمم بآنية من الفخار أو على الحائط"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "تيمم في السفر مع وجود الماء لعدم وجود حمام"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2018. بتصرّف.
المقال السابق: لماذا الشمس حارة
المقال التالي: كيف فرضت الصلوات الخمس
بماذا نتيمم: رأيكم يهمنا
0.0 / 5
0 تقييم
