ما هي المقالة الأدبية

ما هي المقالة الأدبية

مفهوم المقالة الأدبية

تعتبر المقالة الأدبية فناً نثريّاً أدبياً يُكتب بأسلوب عفويّ مقنع، ومشوّق، وسلس، وجذاب بهدف إقناع القارئ بفكرة معينّة محدودة الطول والموضوع تتناول فكرة محددّة، وليس الغاية منها جمع المعلومات والأفكار،[1] وتأخذ المقالة الأدبية بعين الاعتبار التطرّق إلى الظواهر الأدبية والنظريات الفلسفية المختلفة بأسلوب واضح يكشف عن مشاعر وعواطف وتجارب الكاتب.[2]

نشأة المقالة الأدبية

ساهمت مجموعة من العوامل في نشأة المقالة، فقد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بتطوّر الصحافة؛ بسبب تهيُّج مشاعر وأحاسيس الكتّاب، وقيام الوعي في مختلف البلاد العربية الذي ساهم بدوره إلى تنوّع مجالاتها فظهرت المقالات السياسية، والاجتماعية، والأدبية، والفكريّة، والعلمية؛ ولمقاومة الاستعمار وظهور الأحزاب السياسية وتعددها في الدول العربية، وكثرة وجود المجلات الأدبية دور في تطوّر المقالة بشكل عام.[3]

أساليب كتابة المقالة الأدبية

يتخذ كل كاتب أسلوباً خاصاً به في كتابة المقالة الأدبية وفي ما يأتي عرض لهذه الأساليب:[4]

  • التوسط بين الترسّل والسجع وانتقاء الألفاظ ذات جرس موسيقي قوي وعبارات رنّانة موافقة للغرض الذي يقصده الكاتب مع الميل إلى الفكاهة؛ للفت انتباه القارئ.
  • إضفاء لذة العقل وتنوّع الصور والأفكار على كتابة المقالة الأدبية، والتنقل بالقارئ من موقف إلى آخر من غير ملل بعبارات رقيقة وعذبة.
  • طغيان جانب العقل على جانب العاطفة في كتابة المقالة الأدبية لوضوح الفكرة، وعرضها بكل قوّة وجاذبية واستخدام الدّقة في التعبير والوصف مع معانٍ مبتكرة غير تقليدية تأخذ فكرتها من الواقع البسيط للمجتمع.
  • التنوّع في اختيار الألفاظ ذات الجرس الموسيقي والعبارات الرشيقة المؤثرة، والعناية الفائقة بصقلها وتهذيبها وتنسيق الجمل في وحدات مترادفة متساوية في الشكل والحجم ولا تُشكّل الملل للقارئ وبشكل يُقظ الحواس ويثير الانفعالات.

ملاحظة: إنّ الغاية من كتابة المقالة الأدبية نقل العاطفة من الكاتب إلى القارئ؛ وذلك باستخدام قوّة التعبير اللغوي وقوّة الألفاظ والعبارات ووصول دلالاتها ومعانيها بسهولة في ظلّ الخيال والذوق الفني ولغة مجازيّة بلاغيّة وروعة في التأثير.[5]

خصائص كتابة المقالة الأدبية

إنّ المقالة الأدبية قطعة نثرية فنية، تُكتب بعناية ضمن خصائص وأساليب فنية تختلف في بعضها من كاتب لآخر ومن أهم هذه الخصائص الآتي:[6]

  • ينبغي كتابة المقالة الأدبية بإيجاز وتجنب الإطالة والبعد عن التفاصيل الدقيقة وأن تُعرض بأسلوب ممتع.
  • يستخدم أسلوب التعبير الوجداني الخاص برؤية الكاتب بطابع متميّز عن الكتّاب الآخرين.
  • توجد للكاتب الحرية في أن يكتب ما يشاء بما يوجهه مصدر إلهامه الذي يستمدّه من الحوادث اليومية والمشكلات البيئية وهموم الإنسان وقضاياه وانطباعاته الخاصة.
  • تُعالج الموضوعات في المقالة الأدبية بطلاقة وبشيء من الصّنعة والتكلّف من غير ابتذال واستخدام فنون البديع بخفة من غير تأثير للوصول للفكرة الأساسية.
  • يستخدم العاطفة والخيال وإرسال الومضات الفكريّة واللفتات الذهنيّة.

المراجع

  1. ↑ عبد الرؤوف زهدي، سامي أبو زيد (22-11-2010)، "فن المقالة"، mql، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2018. بتصرّف.
  2. ↑ عفاف سارة (2016)، فنّْ المقالة الأدبيًُّْة عند مصطفى صادق الرافعي، الجزائر: جامعة أبي بكر بلقايد – تلمسان -، صفحة 15. بتصرّف.
  3. ↑ مسعد العطيوي (19-9-2016)، "تعريف المقالة وأنواعها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2018. بتصرّف.
  4. ↑ محمد نجم (1966)، فن المقالة (الطبعة الرابعة)، بيروت - لبنان: دار الثقافة، صفحة 80، 82، 83. بتصرّف.
  5. ↑ ربعي عبد الخالق، فن المقالة الذاتية في الأدب العربي الحديث، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، صفحة 89. بتصرّف.
  6. ↑ عطاء كفافي (1985)، المقالة الأدبية ووظيفتها في العصر الحديث (الطبعة الأولى)، إنبابة - مصر : هجر، صفحة 13-14. بتصرّف.