ما هو داء التوحد

ما هو داء التوحد

داء التوحد

يمكن تعريف داء التوحد أو طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum) على أنّه اضطراب يتمثل بصعوباتٍ في التعامل الاجتماعيّ والنطق، واختلافات جوهرية في طريقة تواصل المصاب مقارنة بأقرانه، وغالباً ما يتم الكشف عنه في المراحل المبكرة من عمر الطفل خاصة في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين عامين وثلاثة أعوام، ومن الممكن أيضاً اكتشافه على عمر 18 شهراً، وفي الحقيقة بلغ عدد المصابين بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب إحصائيات أجرتها مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) واحداً من بين كل 68 طفلاً، وقد لوحظ أنّ عدد المصابين من الذكور يفوق عدد المصابات من الإناث، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بالتوحد تُعزى لمجموعة من العوامل البيئية والعوامل الجينية التي تؤثر في دماغ الطفل وجهازه العصبيّ، ومن الأمثلة على العوامل البيئية التعرّض لعدوى شديدة مثل التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis) أو التهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis)، أو تعرّض الطفل لمشاكل أثناء الحمل مثل الحُميراء المعروفة بالحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella) أو مواد كيميائية سامة وغيرها.[1][2][3]

أعراض الإصابة بالتوحد

في الحقيقة يُعتبر داء التوحد مرضاً ذا نطاق واسع؛ أي أنّه لا يوجد شخصان مصابان بالتوحد تظهر عليهما الأعراض ذاتها تماماً، وإنّما تختلف الأعراض والعلامات بين المصابين، وكذلك تتراوح في شدتها، فقد تكون خفيفة عند البعض وشديدة عند البعض الآخر، ومن أكثر أعراض وعلامات الإصابة بداء التوحد شيوعاً ما يلي:[2][3]

  • اضطرابات مهارات التواصل الاجتماعي: تظهر على المصابين بداء التوحد اضطرابات في التواصل مع الآخرين، فنجد أنّهم يتصرفون بطريقة مختلفة عن الأصحّاء، وتتراوح الاضطرابات باختلاف شدة المرض، ففي الحالات البسيطة قد يبدو المصاب غير مبالٍ، أو هجومياً في كلامه وتعليقاته، أو مُعارضاً لآراء الآخرين بشكل يفوق العادة، وأمّا في الحالات الشديدة يكون الطفل المصاب غير مُكترث للآخرين على الإطلاق وغير آبهٍ لكلامهم ووجودهم، وقد يواجه المصابون بالتوحد مشاكل في القدرة على التواصل بالعيون، وقد يفتقدون مهارات اللعب والكلام مع الآخرين؛ فتجد أنّهم لا ينتبهون للتلميحات ولا يستطيعون تمييز فيما إن كان الآخر يرغب بالحديث معهم.
  • اضطرابات إدراك وفهم مشاعر الآخرين: غالباً ما يواجه المصابون بداء التوحد مشاكل في فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، وعند الحديث مع المصابين لا يكون هناك قدر كافٍ من تبادل الأفكار، والمشاعر، ويغلب على المصابين كذلك الرغبة في الحديث عن أنفسهم بشكل يفوق الحد الطبيعيّ.
  • اضطرابات التواصل الجسديّ: بعض المصابين بالتوحد لا يرغبون بلمس أجسادهم أو مداعبتهم، وقد يُبدون رداً عنيفاً إذا أقدم الآخرون على ذلك فجأة، ومن جهة أخرى هناك بعض المصابين بالتوحد الذين لا يُواجهون هذه المشكلة، وعلى العكس قد يرغبون باحتضان أمهماتهم، وآبائهم، وأشقّائهم.
  • نبذ الأصوات العالية والروائح القوية: قد يُبدي المصابون بالتوحد رداً غير لطيف لسماعهم الأصوات العالية بشكل مفاجئ، أو تعرّضهم للروائح القوية أو الأضواء الساطعة فجأةً، ويُعتقد أنّ انزعاجهم يُعزى لعنصر المفاجأة وليس للضوء، أو الصوت، أو الرائحة بحد ذاتها.
  • اضطرابات الحديث: تزداد معاناة المصاب من اضطرابات الحديث بتقدم الحالة واشتدادها، فقد يصل الأمر إلى عدم تحدث المصاب على الإطلاق، وقد يُعاني المصابن من اضطراب يُعرف باللفظ الصدويّ (بالإنجليزية: Echolalia) والذي يمكن تعريفه على أنّه تكرار بعض الألفاظ أو العبارات التي يسمعها الطفل من الآخرين، وغالباً ما يبدو حديث المصابين بالتوحد رسمياً للغاية وبطريقة تفوق أعمارهم الحقيقية.
  • تكرار التصرفات: يفضل الأطفال الذين يُعانون من التوحد الروتين، فتراهم يُكرّرون التصرفات ذاتها، كالقفز مثلاً من طرف الغرفة إلى طرف آخر مرات ومرات، وقد يُكرّرون هذا الفعل لخمس أو عشر دقائق، أو ربما وقتاً أطول، وكذلك قد يرسمون الصورة ذاتها في كل مرة، ومن الأمثلة أيضاً على هذا النوع من الاضطرابات؛ حزن الطفل المصاب عند تغيير ترتيب شيء اعتاد عليه، كتفريش أسنانه بعد تحميمه، بعد أن اعتاد على تفريش الأسنان قبل الاستحمام.
  • اضطرابات الأكل: غالباً ما يُفضل مرضى التوحد أنواعاً معينة من الطعام، ويرفضون تجربة أنواع أخرى.

خرافات حول التوحد

يعتقد البعض أنّ المصابين بالتوحد لا يشعرون، وحقيقة يملك الأطفال المصابون بالتوحد مشاعر من مختلف الأنواع، فهم يفرحون، ويحزنون، ويتألمون، ولكنهم لا يُجيدون التعبير عن هذه المشاعر كما أسلفنا، ومن المعتقدات الباطلة لدى الناس كذلك حول مرضى التوحّد أنّهم يمتلكون قدرات ذكائية خارقة بما يتعلق بالأرقام والموسيقى، والحقيقة هي أنّ بعضهم يمتلكون نسبة ذكاء (بالإنجليزية: Intelligence Quotient Or IQ) مرتفعة حول ما يتعلق بعلم الحاسوب واستخداماته.[2]

مضاعفات التوحد

قد يُعاني مقدمي الرعاية الصحية للمصابين بداء التوحد من التوتر وقلة النوم، وقد يتسبب ذلك بعدم تقديم الرعاية للمصابين على الوجه المرجوّ، ومن جهة أخرى قد تترتب على الإصابة بمرض التوحد مجموعة من المضاعفات تظهر على المريض، ومنها ما يلي:[4]

  • اضطرابات الإحساس: فقد يتطور المرض فيفقد المصاب قدرته على الإحساس بالبرودة أو الحرارة الشديدين، أو الألم.
  • المعاناة من نوبات الصرع.
  • زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية كالاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، والقلق (بالإنجليزية: Anxiety)، وغيرها.
  • المعاناة من عادات النوم غير الطبيعية، والإصابة بمشاكل واضطرابات الجهاز الهضميّ (بالإنجليزية: Digestive System).
  • قصور القدرات العقلية؛ فقد وجد أنّ الأشخاص المصابين بمتلازمة الكروموسوم إكس الهش (بالإنجليزية: fragile X syndrome) التي تُسبب قصور القدرات العقلية أكثر عُرضة للمعاناة من داء التوحد.

المراجع

  1. ↑ "What Is Autism?", www.autismspeaks.org, Retrieved February 12, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is Autism?", www.medicalnewstoday.com,30 March 2016، Retrieved February 12, 2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Autism (Autism Spectrum Disorder)", www.asha.org, Retrieved February 12, 2018. Edited.
  4. ↑ "Autism Complications", www.healthline.com, Retrieved February 12, 2018. Edited.