ما هو اضطراب ثنائي القطب

ما هو اضطراب ثنائي القطب
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

اضطراب ثنائي القطب

يُعتبر اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزيّة: Bipolar disorder) مرضاً نفسياً خطيراً، يتمثّل بوجود تقلّبات مزاجيّة غير طبيعيّة وحادّة تتراوح بين السعادة المفرطة، والهوس، والاكتئاب، والاسم الآخر له هو المرض الهوسي الاكتئابيّ (بالإنجليزيّة: Manic-depressive illness). وتُرافق التقلّبات المزاجيّة تغيّرات في مستويات الطاقة والنشاط اليوميّ للمريض، ويمكن لهذه الحالة أن تؤدّي إلى تراجع ملحوظ في التحصيل العلمي، ومشاكل في العمل، وتدمير للعلاقات الاجتماعيّة مع الآخرين. يُؤثّر المرض في كلا الجنسين على حدّ سواء ويُمكن أن يُصيبهم في أيّ عمر ولكن غالباً ما يُصيب اليافعين منهم الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر والخامسة والعشرين من العمر.[1] تختلف التقلبات المزاجيّة التي يُعاني منها مريض اضطراب ثنائي القطب عن التقلبات المزاجية التي يمرّ بها الإنسان الطبيعيّ؛ حيث تستمرّ التقلبات عند المريض لأيّام أو أسابيع، وترافقها معاناة المصاب من صعوبة في النوم والتركيز كما تتراجع قدرته على العمل، وفي بعض الأحيان قد يُؤذي المريض نفسه أو يُنهي حياته انتحاراً.[2]

أعراض اضطراب ثنائي القطب

تتأرجح الأعراض المختلفة لمرض اضطراب ثنائي القطب بين مرحلتين رئيسيّتين هما؛ نوبة الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression episode) ونوبة الهوس (بالإنجليزيّة: Mania episode)، بالإضافة إلى الحالة المختلطة بينهما والتي تظهر فيها أعراض نوبة الاكتئاب ونوبة الهوس معاً في الوقت ذاته.[3]

أعراض نوبة الاكتئاب

تظهر على الأشخاص الذين يُعانون من نوبات الاكتئاب بعض الأعراض، يمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:[1][3]

  • تدنّي مستوى تقدير واحترام الذات.
  • كثرة البكاء.
  • قلّة الطاقة وعدم الاكتراث للحياة.
  • الشعور بالذنب، والحزن، والوحدة، والعجز.
  • التعب والبطء في الكلام مع قلة التركيز وصعوبة التذكّر.
  • مشاكل النوم سواء تمثلت بالأرق أم الإفراط في النوم.
  • التفكير في الموت والانتحار.
  • تغيرات في الشهيّة سواء بالإكثار من الأكل أو عدم الأكل.
  • الشعور بآلام غير معروفة السبب في الجسم.
  • فقدان المتعة خلال ممارسة النشاطات التي عادةً ما تُشعره بالسعادة والمتعة.
  • الشعور بالظلام وفقدان الأمل.
  • القلق حيال الأمور العاديّة والبسيطة.
  • الانزعاج والتهيّج عند التعرض لأمور يُمكن تقبّلها أو تجاهلها مثل الأصوات المزعجة، أو بعض الروائح، أو الملابس الضيقة.

أعراض نوبة الهوس

ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بنوبة الهوس ما يأتي:[1][3]

  • الشعور بالنشوة والنشاط (بالإنجليزيّة: Euphoria) أو التهيّج المفرط.
  • كثرة الكلام لوجود العديد من الأفكار وكثرة التنقل بين المواضيع.
  • ثقة كبيرة بالنفس.
  • ارتفاع مستويات الطاقة مما يؤدّى لقلة الحاجة للنوم.
  • الاندفاع والتهوّر بهدف المتعة من خلال القيادة بسرعة كبيرة، والتسوق، والدخول في مشاريع تجاريّة خطرة، وممارسة الجنس غير الشرعي.
  • الهذيان والهلوسة (بالإنجليزيّة: Hallucinations) والأوهام.
  • عدم القدرة على إعطاء القرارات والأحكام بصورة صحيحة.
  • الاعتقاد بإمكانيّة فعل أيّ شيء.
  • الاعتقاد بعدم وجود شيء خاطئ.

أسباب الإصابة باضطراب ثنائي القطب

لا يوجد سبب واضح ومعروف للإصابة بالمرض، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بمرض اضطراب ثنائي القطب ومنها:[4]

  • التغيّرات الحيوية في الدماغ.
  • الجينات، إذ ترتفع احتمالية إصابة الشخص باضطراب ثنائي القطب في حال كان أحد الوالدين أو الإخوة يُعاني من الداء ذاته.
  • إدمان المخدّرات أو إدمان الكحول.
  • التعرّض للتوتر لفترات طويلة، كما في حال موت شخص قريب أو حبيب.

الحالات الطبية التي تُرافق اضطراب ثنائي القطب

هناك بعض الحالات الصحيّة التي من الممكن أن تُرافق اضطراب ثنائي القطب، وقد تزيد من حالة المصاب سوءاً في حال عدم السيطرة عليها، ومن هذه الحالات والمشاكل ما يأتي:[4]

  • اضطرابات القلق (بالإنجليزيّة: Anxiety disorders).
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (بالإنجليزيّة: Attention-deficit/hyperactivity disorder).
  • الإدمان على المخدّرات أو الكحول.
  • المشاكل الجسدية مثل أمراض القلب، أو مشاكل الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزيّة: Thyroid problems)، أو البدانة.

أنواع اضطراب ثنائي القطب

يصعب تشخيص هذا المرض في بعض الأحيان، وذلك لتشابه أعراضه مع بعض الأمراض النفسية الأخرى مثل الفُصام (بالإنجليزيّة: Schizophrenia) أو الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression)، وبهذا قد تستمرّ الأعراض لمدّة طويلة قد تصل إلى أعوام حتى يتمّ تشخيص المرض بشكل صحيح.[2] وفيما يلي توضيح بسيط لثلاثة أنواع رئيسيّة تمّ التعرف عليها لمرض اضطراب ثنائي القطب:[1]

  • النوع الأوّل لاضطراب ثنائي القطب: يتمّ تشخيص هذا النوع في حال تعرّض المريض لنوبة هوس واحدة على الأقل، بالإضافة إلى نوبة اكتئاب كبيرة ورئيسيّة.
  • النوع الثاني لاضطراب ثنائي القطب: يتمّ تشخيص هذا النوع في حال تعرّض المريض لواحدة أو أكثر من نوبات الاكتئاب العاديّة بالإضافة إلى نوبة هوس خفيف (بالإنجليزيّة: Hypomanic) واحدة على الأقلّ.
  • اضطراب المزاج الدوري: (بالإنجليزيّة: Cyclothymia) وهذا النوع يتمثّل بوجود نوبات عديدة متناوبة بين الاكتئاب الخفيف والهوس الخفيف.

علاج اضطراب ثنائي القطب

للأسف لا يوجد شفاء تامّ لمرض اضطراب ثنائي القطب حتى الآن،[2] ولكن توجد العديد من الخيارات العلاجيّة لمحاولة تحسين المزاج، وتهدئة حالة الهوس، والتخفيف من حالة الاكتئاب.[3] وبذلك فإنّ العلاج يهدف بشكل أساسيّ إلى تقليل حدّة الأعراض التي تظهر على المريض، وتقليل مدّة النوبة لمحاولة تأمين حياة طبيعيّة له.[1]

وفيما يلي مجموعة من العلاجات الممكنة لمرض الاضطراب ثنائي القطب:

  • الأدوية: يجب على المريض الالتزام بتعليمات الطبيب بما يتعلّق بطريقة تناول الأدوية، بالإضافة إلى الحاجة إلى المتابعة مع الطبيب لتعديل الأدوية عند حدوث التقلّبات المزاجيّة.[1] كما يجب الانتباه إلى الآثار الجانبيّة الناتجة عن الأدوية وإخبار الطبيب بها، ويجدر التنبيه إلى عدم إيقاف الدواء بشكل مفاجئ لتفادي حدوث أيّ أعراض خطيرة أو زيادة الحالة سوءاً.[2] ومن الأدوية المستخدمة لعلاج المرض ما يلي:[1]
  • المعالجة النفسيّة: (بالإنجليزيّة: Psychotherapy) وتُعتبر المعالجة النفسية نوعاً من العلاجات المهمّة لمساعدة المريض على تمييز الأعراض الأوليّة للمرض وتعليمه الطرق المناسبة للتعامل مع محفّزات الحالة والضغوطات النفسية اليوميّة وزيادة الالتزام بتناول الأدوية، وذلك للحفاظ على الفترات الطبيعيّة قدر المستطاع لأطول فترة ممكنة.[1][3]
  • التوعية والاستشارة السلوكيّة: (بالإنجليزيّة: Behavioral counseling) فيما يلي ثلاثة أنواع من العلاج بالكلام (بالإنجليزيّة: Talk therapy) للمساعدة على منع حدوث النوبات أو التعامل معها:[3]
  • المعالجة بالتخليج الكهربائي: (بالإنجليزيّة: Electroconvulsive therapy) وفيها يتمّ تعريض المريض لصدمة كهربائيّة أي تيّار كهربائي سريع، وهذا قد يُساعد على علاج بعض المشاكل الموجودة في الدماغ.[2]
  • العلاجات الطبيعيّة والعشبيّة: في بعض الأحيان تُستخدم الأعشاب والمكمّلات الغذائيّة الطبيعيّة (بالإنجليزيّة: Natural supplements) للمساعدة على السيطرة على المرض مثل؛ عشبة حشيشة القلب (بالإنجليزيّة: St. John’s wort)، وأحماض أوميغا 3 الدهنيّة (بالإنجليزيّة: Omega-3 fatty acids). ولكن تجب استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ عشبة أو مكمل غذائي.[2]
  • الإدخال للمستشفى: قد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى إدخال للمستشفى في الحالات التي يُتوقّع فيها إيذاء الشخص لنفسه أو غيره.[1]
  • كربونات الليثيوم (بالإنجليزيّة: Lithium carbonate): وتُستخدم عادةً لمدّة لا تقلّ عن ستّة أشهر، وهي أكثر الأدوية المستخدمة للسيطرة على النوبات طويلة الأمد من الاكتئاب والهوس.
  • مضادّات الاختلاج (بالإنجليزيّة: Anticonvulsants): تُستخدم في بعض الأحيان لعلاج نوبات الهوس.
  • مضادّات الذهان (بالإنجليزيّة: Antipsychotics): تُستخدم في الحالات التي تكون فيها الأعراض شديدة والتصرفات السلوكيّة للمريض مضطربة بشكل واضح.
  • الاستشارة الفرديّة (بالإنجليزيّة: Individual counseling): وفيها يأخذ المريض المشورة من المعالج المحترف ذي الخبرة في هذا المرض، ليُساعد المريض على تقبّل الإصابة بالمرض، وتعليمه العلامات التحذيريّة لبداية النوبات، وطرق السيطرة على التوتر.
  • المشورة الأسريّة (بالإنجليزيّة: Family counseling): بما أنّ هذا المرض قد يؤثر في الأسرة بأكملها، فإنّه من المهمّ أن تتشارك العائلة مع المعالج في مساعدة المريض على تعلّم تمييز العلامات التحذيريّة الأوليّة للنوبات.
  • المشورة الجماعيّة (بالإنجليزيّة: Group counseling): وهي جلسات جماعيّة للتحدث، تتمّ فيها مشاركة الشعور تجاه المرض والطرق المتبعة للتعامل مع المرض، وهذا بدوره يُساعد المريض على تقبّل المرض وتطوير مهاراته في مواجهته.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Christian Nordqvist (7-12-2017), "What should you know about bipolar disorder"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Bipolar Disorder", www.nimh.nih.gov,1-11-2015، Retrieved 12-3-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Joseph Goldberg (2-3-2018), "Preventing Bipolar Disorder"، www.webmd.com, Retrieved 12-3-2018. Edited.
  4. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (31-1-2018), "Bipolar disorder"، www.mayoclinic.org, Retrieved 12-3-2018. Edited.