ما هو تليف الرئتين

ما هو تليف الرئتين
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الرئتان

تمثل الرئتان أحد أعضاء الجهاز التنفسي الإسفنجية المملوءة بالهواء والموجودة على جانبي الصدر، ويتم تغطية الرئتين بطبقة رقيقة من الأنسجة تسمى غشاء الجنب (بالإنجليزية: Pleura)، والذي يلتحم بالتجويف الصدري ويغطيه، ويحتوي الكيس المغلف للرئة طبقة رقيقة من السوائل، التي تسمح للرئة بالانزلاق بسلاسة مع تمددها وتقلصها مع كل نفس، وتقوم الرئتين بمساعدة القصبة الهوائية الرئيسية (بالإنجليزية: Trachea) على ايصال الهواء الذي يتم استنشاقه من الأنف إلى الرئتين من خلال فروعها الأنبوبية، والتي تسمى القصبات الهوائية الفرعية (بالإنجليزية: Bronchi)، ومن ثم تنقسم القصبات الهوائية الفرعية إلى فروع أصغر تسمى قصيبات مجهرية في نهاية المطاف، وتنتهي هذه القصيبات في نهاية المطاف بمجموعات من الأكياس الهوائية المجهرية تسمى الحويصلات الهوائية، التي يتم فيها امتصاص الأكسجين من الهواء الموجود بداخلها إلى الدم، ونقل ثاني أكسيد الكربون، والذي يمثل أحد مخلفات عملية الأيض، من الدم إلى الحويصلات الهوائية، ليتم اخراجها خارج الجسم عن طريق عملية الزفير، ويوجد بين هذه الحويصلات الهوائية طبقة رقيقة من الخلايا، والتي تحتوي على الأوعية الدموية والخلايا التي تساعد على دعم الحويصلات الهوائية.[1]

تليُّف الرئتين

يعد التليُّف الرئوي (بالإنجليزيّة: Lung Fibrosis) إحدى الحالات المرضيّة التي تُسبِّب ندبات في الرئتين، ممَّا يجعلها أكثر صلابة، الأمر الذي يُسبِّب صعوبة في التنفُّس، وبالتالي عدم وصول كمِّية كافية من الأكسجين إلى الجسم، ومن الممكن أن يُؤدِّي في النهاية إلى فشل الجهاز التنفُّسي، وفشل القلب، أو غيرها من المضاعفات،[2] وتُظهر الأبحاث أنَّ السبب وراء الإصابة بتليُّف الرئتين يعود إلى مجموعة من العوامل، مثل: التعرُّض لمُهيِّجات الرئة، كالموادِّ الكيميائيّة، والتدخين، والالتهابات، والعوامل الوراثيّة، ونشاط الجهاز المناعي.[3]

أعراض تليُّف الرئتين

يختلف مسار مرض التليُّف الرئوي، وشِدَّة أعراضه من شخص إلى آخر بشكل كبير، حيث يُمكن أن يُصاب بعض المرضى بإعياء شديد وبشكل سريع، أمّا البعض الآخر فيُصاب بأعراض خفيفة تزداد سوءاً ببُطء على مدى شهور أو سنوات، وتتضمَّن علامات وأعراض التليُّف الرئوي ما يأتي:[4]

  • الضيق في التنفُّس، وقد يُواجه بعض المرضى تدهوراً سريعاً، وتفاقماً حادّاً في ضيق التنفُّس أو غيره من الأعراض، والذي قد يستمرُّ لعِدَّة أيّام أو أسابيع، وفي مثل هذه الحالات يُمكن وضع هؤلاء الأشخاص على جهاز تنفُّس صناعي ميكانيكي، كما يُمكن أن يصف الأطباء المُضادَّات الحيويّة، وأدوية الكورتيكوستيرويد، أو غيرها من الأدوية لعلاج التدهور الحادِّ للأعراض.
  • الألم في العضلات والمفاصل.
  • اتِّساع واستدارة أطراف أصابع اليدين أو القدمين.
  • السُّعال الجاف.
  • الإرهاق.
  • فقدان الوزن غير المُبرَّر.

أسباب تليُّف الرئتين

في الحقيقة ليس من السهل معرفة سبب الإصابة بتليُّف الرئتين، حيث إنَّه توجد العديد من الحالات مجهولة السبب، ومع ذلك يُمكن أن يكتشف الطبيب سبباً أو أكثر لهذا المرض، وتشمل هذه الأسباب ما يأتي:[5]

  • بعض الأدوية، مثل: العلاجات الكيميائيّة للسرطانات، والأدوية المُستخدَمة لعلاج الأمراض الالتهابيّة، مثل: دواء الميثوتريكسيت (بالإنجليزيّة: Methotrexate)، والأدوية المُستخدَمة لعلاج اضطراب النظم القلبي، مثل: دواء الأميودارون (بالإنجليزيّة: Amiodarone)، والمُضادَّات الحيويّة المُستخدَمة لعلاج التهابات المسالك البوليّة، مثل: دواء نتروفورانتوين (بالإنجليزيّة: Nitrofurantoin).
  • أمراض المناعة الذاتيّة، والتي تُسمَّى أيضا أمراض النسيج الضام، أو أمراض الكولاجين الوعائيّة، أو أمراض الروماتيزم؛ والتي تحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للرئتين، ومن الأمثلة على هذه الأمراض ما يأتي:[5]
  • أسباب تتعلَّق بمهنة المريض، ويُسمَّى تليُّف الرئتين الناتج عن ذلك بتغبُّر الرئة (بالإنجليزيّة: Pneumoconiosis)، والذي يحدث بعد تعرُّض الرئة بشكل كبير لمجموعة مُتنوِّعة من الغبار غير العضوي، بما في ذلك الأسبستوس، والسيليكا، وغبار الفحم، والبريليوم، والغبار المعدني الصلب.
  • الأشعَّة الموجَّهة للصدر، والمُستخدَمة في علاج سرطان الغُدَد الليمفاويّة (بالإنجليزيّة: lymphoma)، أو مرض هودجكن (بالإنجليزيّة: Hodgkin’s disease)، أو سرطان الثدي والرئة، وغيره من السرطانات.
  • الأسباب البيئيّة، أو ما يُعرَف بالتهاب رئوي مفرط الحساسيّة (بالإنجليزيّة: Hypersensitivity pneumonitis)، ويحدث ذلك عندما تتفاعل الرئتان مع الالتهاب والتندُّب.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزيّة: Rheumatoid arthritis).
  • تصلُّب الجلد (بالإنجليزيّة: Scleroderma).
  • متلازمة شوغرن (بالإنجليزيّة: Sjögren’s syndrome).
  • التهاب العضلات (بالإنجليزيّة: Polymyositis).
  • التهاب الجلد (بالإنجليزيّة: Dermatomyositis).
  • متلازمة مكافحة التخليق (بالإنجليزيّة: Antisynthetase syndrome).

تشخيص تليُّف الرئتين

يُعاني مريض التليُّف الرئوي غالباً من ضيق التنفُّس الذي تزداد حِدَّته مع مرور الوقت، إلا أنَّه لا يكفي وجود هذه الأعراض لتشخيص المرض، وإنَّما يتَّخذ الطبيب عِدَّة إجراءات لتشخيص المرض، ومن ذلك ما يأتي:[6][7]

  • الفحص السريري للرئتين، والذي يتمّ باستخدام سمَّاعة الطبيب، حيث يُمكن للطبيب سماع أصوات طقطقة أو خشخشة في الصدر.
  • اختبار وظائف الرئة، والذي يُظهر صغراً في أحجام الرئتين، وكذلك انخفاضاً في تدفُّق الهواء، إلا أنَّ الشيء الأساسي المُميِّز لتليُّف الرئتين هو انخفاض قدرة الانتشار، والذي يُعبِّر عن قدرة الرئتين على تبادل غازات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون داخل وخارج مجرى الدم.
  • الأشعَّة السينيّة للصدر، والتي يُمكن أن تكون طبيعيّة، أو تُظهر مشاكل في الرئتين، ولهذا يتمّ اللُّجوء إلى اختبار الأشعَّة السينيّة الخاص الذي يُطلَق عليه الفحص بالأشعَّة المقطعيّة عالي الدقَّة، والذي يُظهر في كثير من الأحيان عِدَّة مشاكل، مثل: تندُّب محيطي منتشر في الرئتين بفقاعات صغيرة مُتَّصلة بالبطانة الخارجيّة لسطح الرئة، وغالباً في المنطقة القريبة من قواعد الرئتين.
  • خزعة الرئة، والتي يتمّ اللُّجوء إليها لتأكيد تشخيص التليُّف الرئوي، حيث قد يكون من الضروري في بعض الحالات الحصول على خزعة جراحيّة مفتوحة، ممَّا يعني أنَّه يجب فتح جدار الصدر تحت التخدير العامّ لإزالة جزء من أنسجة الرئة، للحصول على ما يكفي من الأنسجة لإجراء تشخيص دقيق.

فيديو أعراض تليُّف الرئة

تتشابه أعراض تليُّف الرئة مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى، فما هي هذه الأعراض، وكيف يمكن تمييزها عن أعراض الأمراض الأخرى؟ :

المراجع

  1. ↑ "Picture of the Lungs", www.webmd.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
  2. ↑ "Pulmonary Fibrosis", medlineplus.gov, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  3. ↑ Judith Marcin, MD (12-4-2017), "Pulmonary Fibrosis"، www.healthline.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  4. ↑ "Pulmonary fibrosis", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "CAUSES & SYMPTOMS OF PULMONARY FIBROSIS ", www.pulmonaryfibrosis.org, Retrieved 27-5-2019. Edited.
  6. ↑ George Schiffman, MD, "Pulmonary Fibrosis"، www.medicinenet.com, Retrieved 27-5-2019. Edited.
  7. ↑ "Idiopathic Pulmonary Fibrosis", www.nhlbi.nih.gov/, Retrieved 27-5-2019. Edited.