ما هو الكونغ فو

ما هو الكونغ فو
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الكونغ فو

يُعرّف الكونغ فو (بالإنجليزية: Kung fu) بأنّه شكل من أشكال تمرين الجسد على المهارات القتالية العالية، وتمرين النفس على الانضباط الداخليّ، والتركيز الشديد، كما يُعنى الكونغ فو بتطوير قدرة المرء على أن يكون جاهزاً، ومتأنياً للتحكم في عواطفه، وعقله بالشكل المناسب، كما يُركّز فنّ الكونغ فو على القتال المُجرّد دون سلاح، وبشكل مُشابه لبعض الفنون القتالية الأخرى؛ كالتايكوندو (بالإنجليزية: Taekwondo)، والكاراتيه (بالإنجليزية: karate).[1]

بدأت طائفة الطاوية (بالإنجليزية: Daoists) ممارسة الكونغ فو كتمارين خاصّة بها، وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد، إلّا أنّ أصول فنّ القتال للكونغ فو تعود إلى أسرة ژو (بالإنجليزية: Zhou dynasty)، واهتمّ فنّ الكونغ فو بدراسة التركيب التكويني لعضلات الإنسان، ووظائف أعضائه المُختلفة، وجعل هذا التركيب أساساً تُبنى عليه الأفعال، وردود الأفعال في هذا الفنّ، إذ يعتمد على استخدام القوة العضلية بشكل كبير.[1]

يتَّسم الكونغ فو بالعديد من الأساليب المختلفة، والحركات، وتعتمد هذه الحركات على قدم المُقاتل، والتي تتّخذ أحد الأوضاع التالية، والتي تُحاكي بمعظمها أساليب القتال للحيوانات، كوضعية الوقوف بشكل مستقيم، ووضعيات الضفدع، والتنين، والثعبان، ووضعية ركوب الخيل، وجدير بالذكر أنّ ظهور بعض أفلام الحركة في النصف الثاني من القرن 20، والتي تناولت تقنيات تعتمد على فنّ الكونغ فو القتالي، ساعد على زيادة الاهتمام العالمي بهذا الفنّ، وقد تطوّر الكونغ فو ليشمل حركات القتال المُسلّح، بالإضافة إلى غير المسلّح.[1]

أنماط الكونغ فو

يتميز فنّ الكونغ فو بالعديد من الأنماط المتنوعة، والتي تعتمد على تقنيات مختلفة، وهذه التقنيات هي: الضرب، والركل، والتصارع، والقتال على الأرض، والضغط على الخصم، ويسمى النمط الذي يعتمد على استخدام كافة التقنيات بالكونغ فو الكامل (بالإنجليزية: Complete)، ويتميز كل نمط من أنماط الكونغ فو بامتلاكه نقاط قوة، ونقاط ضعف، إذ إنّ لكل منها أهميتها، وتقوم الأنماط في مُجملها على أربعة مفاهيم أساسية، وهي: الرياضة، وفنون القتال، والتمارين، والفلسفة:[2]

  • الكونغ فو الخطّي: (بالإنجليزية: Linear)، يُشير إلى استخدام اسلوب الحركة المستقيم، والمُباشر للجسم أثناء هجوم المُقاتل على الخصم، أو الدفاع عن نفسه.
  • الكونغ فو الدائري: (بالإنجليزية: Circular)، يُعنى بالتحرُّك بشكل دائري أثناء قتال، ومواجهة الخصم، حيث يُمكن من خلال هذه الحركات الدائرية الهجوم، أو إعادة التوجيه، أو التحرّك بطريقة مختلفة عند مواجهة الخصم.
  • الكونغ فو الصّلب: (بالإنجليزية: Hard)، يركّز المقاتل فيه بشكل كبير على استخدام الطاقة، والقوة البدنية لتوجيه الضربات إلى خصمه، والذي قد يصعب عليه تلافي مثل هذه الضربات، أو التعافي منها، ويحقق هذا النمط درجة عالية من الالتزام، وتُعتبر قبضة شاولين الشمالية الطويلة (بالإنجليزية: Northern Shaolin Long Fist) أحد الأمثلة على هذا النوع من الكونغ فو.
  • الكونغ فو الناعم: (بالإنجليزية: Soft)، لا يعتمد كثيراً على استخدام القوة البدنية للمقاتل، وإنما يركز لإخلال توازن الخصم على إعادة توجيه طاقته الداخلية، بالإضافة إلى استخدام عدة مهارات؛ كالاستماع، ويتطلّب هذا النمط التزاماً أقل، كما يُعتبر التعافي من ضرباته أمراً مُمكناً، ومن الأمثلة على هذا النمط: أساليب (Xingyi)، و(Baji)، و(Taijiquan)، و(Baguazhang).
  • الكونغ فو الداخلي: (بالإنجليزية: Internal)، يعتمد على استخدام المقاتل للعناصر الباطنية غير الملموسة، والتي تتعلق بالطاقة، مثل ما يُعرف بتشي (بالإنجليزية: Qi flow)؛ بالإضافة إلى استخدامه بعض المهارات؛ كالتأمُل، والإدراك، والتحكُم في جسده، وعقله، وعقل الآخرين، ومن الأمثلة على هذ النمط، أسلوب تاي تشي شوان (Taijiquan).
  • الكونغ فو الخارجي: (بالإنجليزية: External)، ويُعتبر من الأنواع الصعبة في الكونغ فو، فيُعنى هذا النوع من الكونغ فو بدراسة شكل، وبنية الجسم، والميكانيكا الخاصة به، والوزن، والقوة، وغيرها من العناصر الأخرى لاستخدامها، واستغلالها لصالح المُقاتل، ومن الأمثلة على هذا النوع من كونغ فو هو قبضة شاولين مونك (بالإنجليزية: Shaolin Monk Fist).

أبرز أساليب الكونغ فو

تاي تشي

يقوم أسلوب التاي تشي (بالإنجليزية: Tai chi) على مبدأ تحريك الجسم بشكل بطيء، مع التأمل الكبير، والتركيز، والتنفُس بشكل عميق، وذلك لتزويد الجسم بالطاقة، وتصفية الذهن للشخص الذي يُمارس هذا الفنّ، ويُمكن مُمارسة هذا الأسلوب من الكونغ فو من قِبل أيّ شخص؛ حيث يُمكن تعلُّمه في المنزل من خلال الفيديوهات التي تُساعد على ذلك، أو يُمكن الالتحاق في بعض الفصول التدريبية الخاصة بهذا الأسلوب.[3]

يعتمد أسلوب التاي شي في معظمه على حركات دائرية، إذ تُرخى خلالها عضلات الجسم، وتُثنى، وتُمدّ فيها المفاصل بطريقة مُعتدلة، وليس بشكل كبير، ويحتوي هذا الأسلوب على أنماط حركية مختلفة، منها ما هو قصير، ويتضمن عشرات الحركات، أو أقلّ من ذلك، ومنها ما هو طويل قد يتضمن مئات الحركات، ويُمكن البدء بممارسة أي نمط من خلال بعض الحركات البسيطة، كتحريك الكتف في دوائر، أو حتى تدوير الرأس من جانب إلى آخر، وجدير بالذكر أنّه يُمكن مُمارسة أسلوب التاي شي عبر الوقوف، أو الجلوس، أو حتى الاستلقاء، بل أنّه يُمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية مُمارسة هذا الأسلوب.[3]

يتّسم أسلوب التاي شي الكثير من الفوائد الصحيّة من الناحيتين الجسدية، والنفسية، فيُساعد هذا الأسلوب على الحفاظ على قوة الجسم، وعضلاته، وزيادة مرونته، وتوازنه، بل إنّه يُستخدم كعنصر داعم لشفاء المريض، ومعالجته، وتحسين نوعية حياته، كما تشير بعض الدراسات إلى أنّه قد يُساعد على الحدّ من شعور المرء بالخوف من السقوط، هذا فضلاً عن فائدته في تحسين عملية التنفُس لدى مُمارسيه.[3]

باغوا تشانغ

يُعتبر أسلوب با كوا تشانغ (بالإنجليزية: Pa kua Chang)، أو كما يُعرف بأسلوب (بالإنجليزية: Baguazhang) أحد الأساليب القتالية المُستخدمة في جمهورية الصين الشعبية، ويُعتبر أكثر أساليب الكونغ فو صعوبة، فقد يتطلب إتقانه قضاء سنوات في التدريب، والتمرُّن، ويقوم هذا الأسلوب على تقوية الجسم، وتوظيفه كوحدة واحدة، وعلى مبدأ التحرُّك بشكل سهل، وسلس، وهو يتضمن بعضاً من مبادئ أسلوب التاي شي، ويُدرّب المُقاتل في هذا الأسلوب القتالي على استخدام العديد من أنواع الأسلحة المُختلفة كالسيوف الطويلة، والسكاكين التي تتّخذ شكل قرن الغزال.[4]

يرى المؤرخون أنّ تأسيس هذا الأسلوب القتالي يعود إلى دونغ هايتشوان (بالإنجليزية: Dong Haichuan)، وقد علّم هذا الفنّ إلى طلابه الذين برز، وتميز منهم اثنان تعلُّموا هذا الأسلوب، ونقله، وتعليمه لطلاب آخرين، وهذان الشخصان هما: يَنْ فو (بالإنجليزية: Yin Fu)، وتشنغ تينغهوا (بالإنجليزية: Cheng Tinghua)، وكان لكل منهما مهاراته الخاصة.[4]

سينغ آي تشوان

يُشكّل أسلوب شن يين تشوان (بالإنجليزية: Xin Yi Chuan)، ويهدف هذا الأسلوب إلى إعداد الجسم داخلياً ليكون قادراً على تجاوز أي هجوم قد يتعرض له، فتمتاز ضربات هذا الأسلوب بقوتها الكبيرة التي قد تتسبب بالموت جراء ضربة واحدة فقط، وتشير السجلات التاريخية إلى أنّ هذا الفنّ قد تعلّمه تشي تشي لونغ فنغ من قِبل أحد أعضاء الطائفة الطاوية، ولهذا الأسلوب خمسة قبضات تستند إلى العناصر الأساسية الخمسة وهي: الأرض، والماء، والنار، والمعدن، والخشب، وتعتمد أنماط هذا الأسلوب على حركات حيوانات بعضها حقيقيّ؛ كالقرد، والحصان، والصقر، والتمساح، والثعبان، وبعضها خياليّ؛ كالتنين، ويُشار لهذا الأسلوب باسم (Hsing-I Chuan).[5]

أساليب أخرى للكونغ فو

يتميز فنّ الكونغ فو بأساليب داخلية ثلاثة رئيسية تمّ التطرُّق إليها سابقاً، ولكنّ هذا الفنّ لم يقتصر على هذه الأساليب وحسب، فقد طُوّرت أساليب مختلفة امتدّت إلى جميع أنحاء الصين، فقد طُوّر كل أسلوب بما يتناسب مع طبيعة تضاريس تلك المنطقة، ومناخها، وخصائص، وبنية، ولياقة أجسام قاطنيها، ووصلت أعداد هذه الأساليب إلى ما يزيد عن 300 أسلوب، تتشابه معظمها في مظاهرها المُتقدمة، ومبادئ الدفاع عن النفس، والميكانيكا البشرية المتشابهة، وتقوم جميعها على التوازن، والسرعة، كما أنّ لهذه الأساليب بعض الخصائص التي تُميز كل منها، وفيما يأتي بعض من هذه الأساليب:[6]

  • أسلوب شاولين الشمالي: (بالإنجليزية: Northern Shaolin)، ينتشر هذا الأسلوب في المناطق الشمالية من الصين، ويُركّز هذا النظام على استخدام اليد من خلال الركلات القوية، ويعود ذلك نظراً لطبيعة أجساد السكان الشماليين، والذين يمتازون بطول قاماتهم.
  • أسلوب التنين: (بالإنجليزية: Dragon)، يُشار إلى أنّه استُحدث من قِبل راهبة تُدعى وو موي (بالإنجليزية: Wu Mui)، وقد تعرّض للتعديل في المناطق الشمالية، والجنوبية من الصين، وهناك عدد من التقنيات المعتمدة فيه؛ كالانسحاب من الهجوم في بعض الحالات، والتّنفُس بطريقة مُعينة، والالتواء، وغيرها، ويعتمد أسلوب التنين الجنوبيّ على التحرّك بتعرّجات كثيرة، بالإضافة إلى توجيه الركلات القوية.
  • 'أسلوب طائر الكركي الأبيض: (بالإنجليزية: White Crane)، بدأ استخدامه في وسط، وجنوب الصين منذ ما يُقارب 150 عام، وتعود سبب تسميته بهذا الاسم للاعتقاد بأنّه قد استلهم من قتال نشأ بين غوريلا الجبل، وطائر الكركي الأبيض، إذ طُوّر فيما بعد ليتناسب مع الأسلوب البشري في القتال، ويُعتبر هذا الأسلوب من أنظمة القتال المعقدة في الكونغ فو.
  • أسلوب وينغ تشون: (بالإنجليزية: Wing Chun)، وقد طُوّر هذا الأسلوب على يد فتاة تُدعى يم وينج تشون (بالإنجليزية: Yim Wing Chun)، ويعتمد تدريب هذا الأسلوب على فنّ يُعرف باسم تشي ساو (بالإنجليزية: Chi Sao)، وهو تمرين نفسي يسعى المُتدرب من خلاله إلى الاحساس بنية خصمه، عن طريق اللمس.
  • أسلوب هونغ غار تشوان: (بالإنجليزية: Hung Gar Ch'uan)، نشأ في القرن الثامن عشر، من قبل هونغ هي غوون (بالإنجليزية: Hung Hei Goon)، ويعدّ هذا الأسلوب أشهر، وأحد أهمّ أساليب الكونغ فو الخمسة الموجودة في منطقة جنوب الصين، ويقوم على دمج مجموعة من الأساليب المتنوعة؛ كأسلوب النمر، والكركي الأبيض، والأفعى، والفهد، والتنين، وغيرها من الأساليب، والتقنيات المختلفة، وقد شمل هذا الأسلوب على العديد من التدريبات البدنية، بالإضافة إلى التدريب على استخدام بعض الأسلحة البيضاء؛ كالسكاكين، كما ضمّ هذا الأسلوب التركيز على العديد من القيم الأخلاقية ،والنفسية؛ كالصدق، والشهامة، والإرادة، وغيرها.
  • أسلوب صلاة فرس النبي: (بالإنجليزية: Praying Mantis)، أو ما يُعرف بصلاة السرعوف، فهذه الحشرة ذات مكانة مرموقة في الفنون الصينية الخاصة بالقتال، وطُوّر هذا الأسلوب من قِبل وانغ لانغ (بالإنجليزية: Wang Lang) في العام 1630م، وذلك عندما لجأ وانغ إلى الغابات لممارسة العُزلة، والتأمل، بهدف تطوير قوته، وقدراته القتالية، وقد استلهم وانغ هذا الأسلوب من خلال مُشاهدته لقتال لحشرة السرعوف مع حشرة كبيرة أُخرى، حيث تمكّنت السرعوف من هزيمة الحشرة، والقضاء عليها، وحاول وانج اختبار قوة السرعوف بنفسه، من خلال مُهاجمتها بقشة، ولاحظ ردة فعلها التي تجلت في الدفاع القوي، وبدأ وانج بتطوير تقنيات قتال السرعوف لتتكيف مع الإمكانيات البشرية، وعند عودته من عزلته إلى المعبد تمكّن وانج من هزيمة رهبان المعبد شر هزيمة، من خلال هذا الأسلوب، الأمر الذي أدّى إلى انتشار أسلوبه لتُصبح مدرسته في الدفاع عن النفس أكثر المدارس القتالية شهرة في الصين، وبعد وفاة وانخ أسّس أربعة من تلاميذه البارزين مدارس قائمة على أساليب جديدة طوروها من أسلوب قتال حشرة السرعوف، والتي كان من أبرزها مدرسة يين يانغ السرعوف.
  • أسلوب القرد: (بالإنجليزية: Monkey)، وهو أسلوب طُوّر من قِبل كاو سي (بالإنجليزية: Kau See)، وذلك من خلال مراقبته لما تقوم به القرود، وذلك في أثناء وجوده في سجن مُحاط بالغابات التي تحتوي على القرود، حيث راقب كاو سي تحركات القردة، ودراسة تقنياتهم في الصيد، والقتال، وحاول تقليدها أملاً في أن يستطيع الحفاظ على لياقته البدنية، والذهنية أثناء سجنه، واستمر كاو في هذا التقليد طوال فترة سجنه التي وصلت إلى عشرة أعوام، وعقب خروجه من السجن أسس كاو مدرسة لتدريس أسلوب القرود القتالي الذي يعتمد على القيام بالحركات العشوائية، والمُنخفضة، والتي تتطلب جلسة القرفصاء، وعلى الرغم من أنّ حركات هذا الأسلوب كانت تظهر بشكل هزليّ، إلّا أنّها كانت ذات فعالية رائعة في فنّ القتال.
  • أسلوب تشوي لي فت: (بالإنجليزية: Choy Lee Fut)، ويُعتبر هذا الأسلوب أحد أكثر أساليب الكونغ فو عدوانية، وقد دُرّس هذا الأسلوب لأول مرة في مقاطعة غونغ موي (بالإنجليزية: Gung Mui)، وبشكل رسميّ وذلك في العام 1836م.

مستويات أحزمة الكونغ فو

يُعتبر أمر تعلُّم فنّ الكونغ فو رحلة شاقة تتطلب العمل الجاد، والمُثابرة، والصبر، ويرتدي مقاتلو الكونغ فو أثناء التدريبات، والمباريات وشاحاً يُربط حول الخصر لحماية أجسادهم، وقد أصبح الوشاح رمزاً، ودلالة على مستوى تقدّم المُتدربين، وذلك بعد أن اعتُمِد نظام لألوانه، إذ استحدث هذا النظام بداية في اليابان، في بدايات القرن ال 20، ثمّ امتدّ ليشمل معظم الرياضات القتالية في العالم، بالإضافة إلى الكونغ فو، فقديماً لم يكن هناك ألوان مُختلفة للأحزمة، حيث كان يُحتفظ بنفس الحزام بعد اجتياز كل مرحلة، والانتقال إلى التي تليها، فقد كان يُحوّل نفس اللون إلى الأغمق منه فقط، وفيما يأتي جميع ألوان حزام الكونغ فو الحالية، ودلالة كل لون:[7]

  • الحزام الأبيض: وهو المستوى الأول لطالب الكونغ فو، ويرمز إلى اعتبار ذهن المُتدرب بمثابة صفحة بيضاء يُضاف إليها المعرفة والمعلومات.
  • الحزام الأصفر: ويرمز إلى لون ضوء الأشعة الأولى الصادرة من الشمس، ففي هذه المرحلة من الكونغ فو يبدأ المُتدرب بتنمية اهتمامه في هذا الفنّ، إذ يتكون لديه الفضول ليتعلّم، ويكتشف المعارف الأساسية فيه.
  • الحزام البرتقالي : ويرمز هذا اللون إلى شعور الطالب بالحماس، والفعالية، إذ يمتلك الطالب في هذه المرحلة رغبة في تطوير، وتحسين معرفته، والمهارات التي اكتسبها.
  • الحزام الأخضر: وهو اللون الذي يُمثل الحياة، والطبيعة، وفي هذا المرحلة الرابعة من الكونغ فو يبدأ الطالب بالنضج العقلي، والجسدي.
  • الحزام الأزرق: وهو لون الهدوء، والإدراك، ففي هذه المرحلة يبدأ المُتدرب بالتحكُم في عقله، وجسده على نحو جيد.
  • الحزام الأرجواني : في مرحلة الحزام الأرجواني تزيد ثقة المتدرب في نفسه بالتطور باستخدامه تقنيات قتالية فعالة، وقوية، ويرمز هذا اللون إلى الطموح، والسلطة.
  • الحزام البني : وهو اللون الذي يُشير إلى الجِدية، وتحمُل المسؤولية، وفي هذه المرحلة يبدأ الطالب بالشعور بالمسؤولية تجاه ما بذله من جهد في هذا الفنّ القتالي.
  • الحزام الأسود: يتمكّن الطالب الذي يمتلك الحزام الأسود من تطبيق تقنيات الكونغ فو بإتقان، وبراعة، ويبدأ من خلال الممارسة بالبحث عن خفايا هذه الفنّ، والتعمّق فيه، وقد يتطلّب وصول المُتدرب إلى هذا اللون جهداً من العمل المُستمر لسنوات عدة قد تتراوح من خمسة إلى سبعة أعوام، وذلك تبعاً للجهد الذي يبذله المُتدرب.
  • الحزام الأحمر: وهو اللون الخاص بمعلمي الكونغ فو، ويرمز هذا اللون إلى الطاقة، والثقة، والشجاعة.

الفرق بين الكونغ فو ورياضات القتال المختلطة الأخرى

لا يُعتبر فنّ الكونغ فو من الفنون القتالية التي نشأت بهدف الخراب، والتدمير الذي سعى إليه سادة الحرب، وأمراؤها، فهذا الفنّ نشأ من قِبل الرهبان البوذيين الذين كان لديهم فلسفة إطالة الحياة، وقد نشأ عن هذه الفلسفة تعدّد، واختلاف طرق ممارسة هذا الفنّ، يكمن الفرق بين الكونغ فو والرياضات القتالية الأخرى في موضعين رئيسين، يتناول الموضع الأول شمولية رياضة الكونغ فو لجميع التقنيات القتالية خلافاً لغيره من الرياضات الأخرى، فهذه الرياضات بُجملها قائمة على أربعة مبادئ رئيسية للدفاع عن النفس، وهي: الضرب، والركل، والتصدّي، وتثبيت الخصم، والسيطرة عليه، وتُعتبر كلّ تقنية من هذه التقنيات قادرة على مُجابهة نوع واحد من الهجوم، على عكس الكونغ فو الذي يُتيح القدرة على التعامل مع كل نوع الهجوم بقوة، وفعالية، ففي رياضات الكراتيه، والجودو، والتايكوندو، والجوجيتسو يتمّ تناوُل تقنية واحدة، أو اثنتين من أصل التقنيات الأربعة الخاصة بفنون القتال، إلا أنّ الكونغ فو يحتوي على جميع هذه التقنيات، ومن هنا يبرز ضعف قدرة الشخص المُمارس للرياضات القتالية الأُخرى على صدّ أي هجمات لا يختصّ بها فنّه القتالي.[8]

يكمن الفرق الآخر بين الكونغ فو، وبين الرياضات القتالية الأخرى في الصعيد النفسي للمُتدرب، ففي حين أنّ بعض الرياضات القتالية تحتوي في تدريباتها على العنف، والعدوانية، إلا أنّ أسلوب الكونغ فو بعيد عن مثل هذا الأمر، فهو يروّض النفس، ويخلصها من الممارسات العدوانية، والأنانية، وزيادة قدرة المُتدرّب على التصرّف بهدوء، والشعور بالآخرين.[8]

أسباب تجعلك تمارس الكونغ فو

تُعدّ مُمارسة الكونغ فو أمراً ذو فائدة على الشخص الذي يقوم بهذا الفنّ، فيوجد العديد من الأسباب التي تدفع المرء، وتشجّعه على مُمارسة هذا الفنّ، عدا عن تلك المزايا، والفوائد التي ستحصل عند مُمارسته للكونغ فو، ومن هذه الأسباب الآتي:[9]

  • كسر العادات الرياضية اليومية التي يقوم بها المرء، فقد يشعر الإنسان بالملل جراء الروتين الرياضي الذي يقوم باتّباعه في الصالات الرياضية، ويُعتبر الكونغ فو فرصة رائعة لتجربة نوع جديد من الرياضة، على الرغم من أنّ فنّ الكونغ فو فنّ قديم، ومتجذر منذ القدم.
  • الموازنة بين زيادة القوة الجسدية، والذهنية، والنفسية للشخص الذي يُمارس الكونغ فو، فكما أنّ الكونغ فو يعتمد على مبدأ القوة البدنية لتلافي هجوم مُعين، إلا أنّه كذلك يطوّر وعي المرء، وإدراكه، ويُعزّز من ثقته بنفسه.
  • تنوّع الأساليب في الكونغ فو، فلا تقتصر مُمارسة الكونغ فو على القفز المُرتفع، والحركات البهلوانية، فهناك أساليب تُعنى بالتدرُّب الناعم، والذي يُركّز على استخدام الطاقة الكامنة.
  • تُعتبر مُمارسة فنّ الكونغ فو جزءاً من معرفة الإنسان لمكنونات نفسه، وطاقتها الداخلية.

فوائد الكونغ فو

يجب أولاً الإشارة إلى أنّ الفوائد الصحية التي يُتوقع الحصول عليها من الكونغ فو هي مجرد ملاحظات، ونتائج عملية، فلا توجد دراسات طبية علمية تُشير إلى صحة هذه الفوائد الصحية، وبشكل عام فإنّ للكونغ فو العديد من الفوائد،[10] ومنها الآتي:[11]

  • تطوير مهارات الدفاع عن النفس، فيُعدّ فنّ الكونغ فو أحد الفنون القتالية التي تستطيع تعليم المُتدرّب كيفية حماية نفسه بشكل مثالي.
  • الحفاظ على سلامة صحة جسم الإنسان، ذلك أنّ الكونغ فو يزيد قدرة المرء على التحمل، وزيادة سرعة المرء، وقوته، وطاقته، وتحملّه، وإكسابه خفة في الحركة، وتوازناً مُحكماً.
  • الحصول على حياة أفضل، وذلك من خلال ما يتعلمه المرء من تركيز، وانضباط عند ممارسة الكونغ فو، الأمر الذي من شأنه جعل المرء ناجحاً في مختلف مناحي حياته في حال التزامه بما تعلّمه.
  • احترام الآخرين، والاحترام الذاتي للشخص نفسه، إذ يعززّ الكونغ فو مبادئ الاحترام بين المُدرّبين والطُّلاب، حيث يبدأ وينتهي التمرين بانحناءة احترام.
  • يزيد تعلُّم الكونغ فو من ثقة المرء بنفسه، وذلك من خلال تطوير قوته، ومهاراته البدنية في الدفاع عن نفسه، ومُساعدته على تحديد أهدافه بشكل واضح لفعل كل ما يريد.
  • تُساعد مُمارسة الكونغ فو في التخلُّص من القلق، والتوتر في المواجهات، والحصول على راحة البال، وتحقيق السلام الداخلي، وذلك من خلال تطوير قدرات المرء على الاسترخاء، والتركيز، وتحكيم العقل.
  • زيادة القدرات العقلية، ومهارات الاستيعاب، والقدرة على التركيز، وقوة الذاكرة، جنباً إلى جنب مع نطوير القدرات الجسدية.
  • خلق روح التطلُع لاكتساب مهارات جديدة، وممارسة تمارين، وأنشطة ممتعة.
  • زيادة قوة عضلات الجسم، والمحافظة على مظهر بدني مثالي، ووزن صحي، كما تُساعد مُمارسة الكونغ فو على إكساب القلب المزيد من الصحة، وقوة التحمل.

التاريخ القديم للكونغ فو

يعود تاريخ ظهور فنّ الكونغ فو إلى عام 527 قبل الميلاد تقريباً، بحسب رواية غير مؤكّد صحتها، إذ بدأت عند وصول أحد الرهبان الهنود إلى معبد شاولين (بالإنجليزية: Shaolin) في مقاطعة خنان (بالإنجليزية: Henan)، وقد جاء هذا الراهب الذي يُعرف باسم بودهيدهارما (بالإنجليزية: Bodhidharma) إلى الصين لنشر معتقدات مذهب بوذية تشان (بالإنجليزية: Ch'an Buddhism)، وقد تبينّ له أثناء فترة تعليمه لمبادئ البوذية أنّ العديد من الرهبان كانوا يفتقرون إلى اللياقة البدنية الجيدة، ومن هنا قدّم بودهيدهارما مجموعة من التمارين الرياضية الموجودة في كتابين، وتعلّم الرهبان هذه التمارين، ودمجها مع بعض الفنون القتالية القديمة، والتي كان قد بدأ ظهورها قبل 2674 سنة من الميلاد، ونتج عن هذا الدمج بعض أشكال المُمارسات الأولية التي شكلت فيما بعد فنّ الكونغ فو.[12]

ظهرت الحاجة إلى تعلُّم الفنون القتالية عندما استأجر العديد من الأثرياء، والرهبان حراس شخصيين لحمايتهم من المخاطر المتعددة التي قد يتعرضون لها أثناء رحلاتهم من الصين إلى الهند، حتى أنّ بعضاً منهم تعلّم هذه الفنون بنفسه لتلاشي التعرُّض لمثل هذه المخاطر، بدأ استدعاء قوة الرهبان، وفنونهم القتالية التي طوروها في النزاعات التي كانت تحدث على أرض الصين، ففي القرن السابع عشر استدعى الإمبراطور تاي تسونج رهبان معبد شاولين لإرجاع ابنه الذي خطفه غريمه الجنرال وانغ شيه تشونج، حيث نجح 13 راهباً في استعادة ابن الإمبراطور، وهزيمة وانغ شيه، واستمر تدخل الرهبان في العديد من النزاعات التي كانت تحدث على أرض الصين، ونتيجة لهذه النزاعات التي كان الرهبان في بعضها يمثلون الطرف الخاسر، فقد نزح الكثير منهم، وفرّوا من المعابد إلى مناطق أُخرى مصطحبين معهم فنونهم القتالية، وشعائرهم الدينية، وتنوعت أساليب مُمارسة فنّ الكونغ فو تبعاً لاختلاف بنية الأرض، وطبيعتها الجيولوجية من منطقة إلى أخرى، ففي المناطق الرطبة، والطينية على سبيل المثال كان يُركّز على الفنون القتالية التي تعتمد على القتال اليدوي، في حين أنّه كان يُعتمد على أساليب المُصارعة في المناطق التي تشهد تواجداً كثيفاً للناس كالموانئ البحرية، في حين كان يُركّز على استخدام تقنيات الحركة الطويلة؛ كالركلات، والقفز في المناطق الواسعة، أو الجافة، وشهد فنّ الكونغ فو تطوّراً كبيراً في بداية القرن العاشر، عندما طوّر الراهب الشاب تشي تشوان (بالإنجليزية: Chi Chuan) أساليب القتال المعروفة، ثم بدأ بتعليم هذه الفنون المتطورة لتُصبح أساساً يقوم عليه فنّ الكونغ فو الحديث.[12]

أنشأ كل من تشو يوان (بالإنجليزية: Zhue Yuen)، ولي سو (بالإنجليزية: Li So)، وباي يو فنغ (بالإنجليزية: Bai Yu Feng) في القرن السادس عشر أساليب ترتبط بحيوانات مُعينة، وطوروها، وهي: النمر، والفهد، والأفعى، والتنين، وطائر الكركي، حيث أصبح كل من هذه الحيوانات رمزاً للدلالة على مفهوم مُعين حيث يُشير النمر إلى زيادة القوة العضلية، وتُشير الأفعى إلى تطوير الطاقة الداخلية للمُقاتل، في حين يُشير الفهد إلى بناء القوة، والكركي إلى تقوية الأوتار العضلية، والتنين إلى تغذية الروح، والنفس، وأصبحت هذه الأساليب التي جمعت بين الأسلوب الشديد، والأسلوب اللين للفنون القتالية طريقاً لتعامل المرء مع نواحي حياته المختلفة، وبعد انتهاء حكم أسرة مينغ (بالإنجليزية: Ming Dynasty) عام 1644م، دُمّر معبد شاولين، مما أدى إلى ظهور أساليب جديدة للفنون القتالية في الصين، وشهدت أساليب الكونغ فو المُختلفة العديد من مراحل التطوُّر، وتوارثت عبر الأجيال المختلفة من الرهبان، وذلك حتى العام 164م حينما انتهى حكم أسرة مينغ التي حكمت الصين لفترة قاربت 300 عام، وتولى الحكم في الصين أسرة تشينغ التي دمرّت معابد الرهبان، وقتل الكثير منهم، ليُصبح تعليم الكونغ فو سراً على يد بعض الرهبان الذين اختبئوا، ثم ظهرت بعض الأساليب الجديدة التي تُعتبر قاعدة لفنون القتال الرئيسية التي لا زالت موجودة ليومنا هذا في الصين.[12]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Amy Tikkanen (24-10-2017), "Kung fu"، www.britannica.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  2. ↑ "Natural style kung fu school", www.naturalstylekungfu.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The health benefits of tai chi", www.health.harvard.edu,20-8-2019، Retrieved 5-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Ba gua", www.tangshou.com.br, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  5. ↑ "Hsing-I Chuan (Xing-Yi)", www.taikyokuken.co.jp, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  6. ↑ Wendell E. Wilson (2010), Kung-Fu Styles , Tucson, Arizona: Roaring Tiger Newsletter, Page 2-6. Edited.
  7. ↑ "Kung Fu Belt System", www.kungfuwestisland.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  8. ^ أ ب "What is Kung Fu?", www.pittsburghkungfu.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  9. ↑ "Top Reasons Why You Should Learn Kung Fu", spiritdragoninstitute.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  10. ↑ Tsang TW, Kohn M, Chow CM, and others (26-10-2008), "Health benefits of Kung Fu: a systematic review."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  11. ↑ "Benefits Of Kung Fu", www.championskungfu.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  12. ^ أ ب ت " The Early History of Shaolin Kung Fu – 527 to 1644 CE", www.historyoffighting.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.