ما هو مرض الجذام

ما هو مرض الجذام
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مرض الجذام

يُعرّف مرض الجذام (بالإنجليزية: Leprosy) على أنّه أحد الأمراض المزمنة التي تُصيب الإنسان نتيجة التعرّض للبكتيريا العصوية المعروفة بالمتفطرة الجذامية (بالإنجليزية: Mycobacterium leprae)، ويُصيب هذا المرض الجلد، والأعصاب الطرفية، والعيون، والغشاء المخاطيّ المبطّن للجهاز التنفسيّ العلويّ. ويُعتبر مرض الجذام من الأمراض التاريخية القديمة التي عُرفت منذ سنواتٍ عديدة، وكان يُعتبر من يصاب به منبوذاً بين أفراد أسرته والمجتمع، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الجذام يُصيب الرجال بشكلٍ أكبر من النساء، ولكن في بعض مناطق إفريقيا قد تُلاحظ إصابة النساء بشكلٍ أعلى من الرجال أو بشكلٍ مساوٍ لهم، وقد يُصيب الجذام الأفراد في أيّ عمرٍ ولكن غالباً ما يُصيب الأطفال دون العاشرة من العمر؛ إذ يُشكّل هؤلاء الأطفال ما نسبته 20% من حالات الإصابة بالجذام.[1][2]

أعراض مرض الجذام

غالباً ما تحتاج أعراض الجذام فترةً طويلة لتظهر، وتُسمّى الفترة الممتدة من لحظة الإصابة بالبكتيريا المُسبّبة للجذام وظهور الأعراض فترة حضانة المرض (بالإنجليزية: Incubation period)، ويمتاز الجذام بطول فترة حضانته؛ فغالباً ما تمتدّ هذه الفترة من ثلاث إلى خمس سنواتٍ، وقد تمتد لتصل إلى عشرين سنةً، ولعلّ هذا الأمر يُصعّب على الأطباء تحديد مكان ووقت التقاط المصاب للعدوى. وإنّ أكثر الأعراض التي تظهر على المصابين بالجذام تقرّحات الجلد، وظهور الكتل الصغيرة والنتوءات عليه، وغالباً ما يكون لونها شاحباً، وتستمرّ من أسابيع إلى شهور عدة، وكذلك فإنّ المصابين بالجذام يُعانون من ضعفٍ في العضلات وفقدان الإحساس بالأطراف أو حدوث التنميل فيها نتيجة تلف الأعصاب، ومن الجدير بالذكر أنّ تلف الأعصاب قد يشمل أعصاب العينين مُسبّباً مشاكل في النظر قد تصل إلى حدّ العمى، وبسبب قدرة الجذام على التأثير في الأغشية المخاطية فإنّه قد يتسبّب برعاف الأنف واحتقانه.[3][4][5]

علاج مرض الجذام

يُعتبر الجذام من الأمراض التي يمكن الشفاء منها، ويعتمد العلاج على نوع وشكل الجذام الذي يُصيب الشخص، ولكن غالباً ما يتضمّن العلاج المجموعات الدوائية التالية:[3][4]

  • المضادّات الحيوية: تُعطى المضادّات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) لعلاج العدوى البكتيرية التي تسبّبت بظهور الجُذام، ولكن لا تستطيع المضادات الحيوية معالجة تلف الأعصاب الحاصل، وغالباً ما يصف الأطباء المختصون اثنين أو أكثر من المضادات الحيوية لمدة ستة أشهر إلى سنة، وفي الحالات الشديدة قد يتطلّب العلاج مدةً أطول، ومن المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الجذام ما يأتي:
  • مضادّات الالتهاب: يهدف إعطاء مضادّات الالتهاب (بالإنجليزية: Anti-inflammatory drugs) إلى السيطرة على تلف وألم الأعصاب الناتج عن الجذام، ومن هذه المضادات الستيرويدات مثل بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
  • مُثبّطات المناعة: قد يصرف الأطباء مثبطات المناعة لمرضى الجذام للسيطرة على الأعراض الجلدية عن طريق تثبيط جهاز المناعة، ومن هذه الأدوية ثاليدوميد (بالإنجليزية: Thalidomide)، ولكن يجدر التنبيه إلى عدم استخدام دواء الثاليدوميد في النساء الحوامل أو اللاتي يُخططن للحمل وذلك لما يُسبّبه هذا الدواء من مشاكل خطيرة في الجنين.
  • دابسون (بالإنجليزية: Dapsone).
  • ريفامبين (بالإنجليزية: Rifampin).
  • كلوفازيمين (بالإنجليزية: Clofazimine).
  • مينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline).
  • أوفلوكساسين (بالإنجليزية: Ofloxacin).

مضاعفات مرض الجذام

إنّ التأخّر في تشخيص المرض وعلاجه قد يُسبّب بعض المضاعفات الخطيرة، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:[4][5]

  • فقدان الشعر وخاصةً شعر الحواجب (بالإنجليزية: Eyebrows) ورموش العين (بالإنجليزية: Eyelashes).
  • عدم القدرة على استعمال اليدين والقدمين.
  • مشاكل الأنف؛ كاحتقان الأنف المزمن، ونزيف الأنف، وتحطم حاجز الأنف (بالإنجليزية: Nasal Septum).
  • التهاب قزحية العين (بالإنجليزية: Iritis).
  • المياه الزرقاء في العين (بالإنجليزية: Glaucoma) والتي تُسبّب تلف العصب البصريّ.
  • ضعف الانتصاب عند الرجال (بالإنجليزية: Erectile Dysfunction) والعقم (بالإنجليزية: Infertility).
  • فشل الكلى (بالإنجليزية: Kidney failure).
  • شلل اليدَين والقدَمين.
  • قصر أصابع اليدين والقدمين.
  • احمرار وألم حول المنطقة المصابة.
  • تلف أعصاب القدمين واليدين الدائم.
  • تقرحات دائمة غير قابلة للشفاء في باطن القدم.

طرق انتقال مرض الجذام

لم يستطع العلماء إلى الآن تحديد طرق انتقال مرض الجذام على وجهٍ أكيد، ولكن يعتقدُ بعض العلماء بأنّ الجذام قد ينتشر عن طريق استنشاق الرذاذ المنتقل من المصاب بالعطاس (بالإنجليزية: Sneezing) أو السعال (بالإنجليزية: Coughing)، وقد نفى العلماء احتمالية انتقاله عن طريق المصافحة، أو العناق، أو الجلوس مع المصابين على موائد الطعام أو جنباً إلى جنبٍ في الحافلات وغيرها، وتجدر الإشارة إلى عدم انتقال المرض عند ممارسة الجنس أو من الأم إلى طفلها خلال الحمل، ولكن غالباً ما ينتقل المرض من المصاب إلى غيره عند مخالطته والبقاء بالقرب منه شهوراً طويلةً.[6]

أنواع مرض الجذام وأشكاله

يمكن تصنيف مرض الجذام بالاعتماد على درجة خطورته إلى أشكال أو مراحل متعددة، وتجدر الإشارة إلى أنّ قوة جهاز المناعة تلعب الدور الرئيسيّ في تحديد درجة المرض؛ فكلما كان جهاز المناعة أقوى كانت شدة المرض أخف وحدته أقل، ومن الجدير بالذكر أنّ المرض قد ينتقل من مرحلة إلى أخرى بالاعتماد على قوة جهاز المناعة أيضاً؛ فقد يتقدم إلى مرحلة متطورة أكثر في حال ضعف جهاز المناعة، أو يتراجع مرحلةً إلى الوراء في حال قوة جهاز المناعة، ويمكن تصنيف مراحل الجذام حسب شدتها إلى ما يأتي:[7]

  • الجذام غير المحدّد (بالإنجليزية: Indeterminate leprosy).
  • الجذام الدرنيّ (بالإنجليزية: Tuberculoid leprosy).
  • الجذام شبه الدرني الحديّ (بالإنجليزية: Borderline tuberculoid leprosy).
  • الجذام المعروف بــ Borderline borderline leprosy.
  • الجذام الورميّ الحديّ (بالإنجليزية: Borderline lepromatous leprosy).
  • الجذام الورميّ (بالإنجليزية: Lepromatous leprosy).

المراجع

  1. ↑ "Leprosy", www.who.int, Retrieved December 2, 2017. Edited.
  2. ↑ "Leprosy", www.emedicine.medscape.com, Retrieved December 2, 2017. Edited.
  3. ^ أ ب "Leprosy Symptoms, Treatments, History, and Causes", www.webmd.com, Retrieved December 2, 2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Leprosy", www.healthline.com, Retrieved December 2, 2017. Edited.
  5. ^ أ ب " Hansen's Disease (Leprosy)", www.cdc.gov, Retrieved December 2, 2017. Edited.
  6. ↑ " Hansen's Disease (Leprosy)", www.cdc.gov, Retrieved December 1, 2017. Edited.
  7. ↑ "Leprosy", www.dermnetnz.org, Retrieved December 2, 2017. Edited.