ما هو الحب وما هو الزواج

ما هو الحب وما هو الزواج

الحب والزواج

يُعتبَر الحبّ من العواطف البشرية العميقة، وهي من المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها، كما أنّ الكثير من الناس يعتقدون بالحب من النظرة الأولى، كما أنّ الحب يلعب دوراً كبيراً في حياة الجميع، وذلك لأنه من العلاقات العميقة والرومانسية، كما أنه معيار يعتمد عليه كثير من الناس في قرار اختيار شريك الحياة، كما ويصعب تعريف الحب لأنه ليس شيء، بل هو شعور اتجاه العديد من الناس مثل الأهل، والأصدقاء، والجيران، ومن الممكن أن يكون الحب سيء ومضلل، وخصوصاً إن كان بشكل غير متناسق.[1]

يُعتبَر الزواج بمثابة اتحاد رسمي وعقد قانوني بين شخصين من أجل توحيد حياتهما معاً في العديد من النواحي، منها الناحية العاطفية والاقتصادية، ويستند الزواج إلى العديد من العوامل الدينية، والثقافية، والشخصية؛ إذ إنّ الزوجين لديهما التزامات قانونية تستمر طوال الحياة، ومنها شرعية العلاقات الجنسية داخل إطار الزواج؛ مما يسهم في الحفاظ على الأخلاق، والزواج له العديد من الطقوس ومنها حفل الزفاف والشكليات التي تُصاحِبُه.[2]

الفرق بين الحب والزواج

هناك فرق ما بين الحب والزواج؛ إذ إنّ الحبّ يطغى عليه طابع الرومانسية وعدم الواقعية بشكلٍ كافٍ، على عكس الزواج الذي يغلب عليه طابع الواقعية مع وجود بعض الرومانسية، والمقصود بالرومانسية هي حالة وجدانية تُسيطرعلى الأفعال، وهي المودة والرحمة والحنان المتوازن، وليست المشاعر المُفرِطَة والتغنّي بالعذاب، أما الواقعية فهي الوسطية وعدم التطرُّف مع الاعتراف بوجود مشاكل بالحياة، مع القيام بالتصدي لها بموضوعية وحسن تقدير، والزواج حياة مستمرة قد يتخلّلها الملل، ولهذا يجب مواجهة ذلك الملل والعمل على التخلُّص منه، وفي حال وجود مشكلات؛ فيجب على المرء أن يتخلّص منها بشكل إيجابي من أجل أن تسير الحياة بشكل طبيعي وبسلام، أما الحبّ فإنّه يرتكّز على الأحلام الوردية؛ وذلك لأنّ الأحبة يعيشون في وقتهم الخاص الذي لا يحتوي على أي مشاكل حقيقية، لذلك يبدو الحب جميلاً وهو في الواقع غير ذلك.[3]

النظرة إلى الحب قبل الزواج في الإسلام

تُقسّم النظرة الإسلامية حب الرجل للفتاة قبل الزواج إلى قسمين؛ الأول هو أن يُحبّ الرجل الفتاة ويتّقي الله بها، وما إن يجد سبيلاً للزواج منها سوف يتقدّم لها ويتزوجها، والدليل على ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النكاحِ)، وإن لم يتمّكن الرجل من الزواج بمحبوبته، فإنّه يصرف قلبه عنها حتى لا يُشغِل قلبه بما لا فائدة منه.[4][5]

أما النوع الثاني فهو الذي لم يجد القدرة على الزواج وعفاف النفس، فيتحوّل الحب إلى عشق مُحرّم للمحاسن والصور، ينتهي بعواقب وخيمة، ويظهر حب الصور والملذات عند الابتعاد عن محبة الله عز وجل، فإن امتلأ قلب الإنسان بحب الله دفع الله عنه ذلك المرض، ولهذا يُنصَح بعلاج الحب بشكل عملي عن طريق تحديد مصارف للشهوات، ويكون ذلك عن طريق الصيام، والاستشعار بمراقبة الله، وغضّ البصر، والزواج عند وجود المقدرة، مع التركيز على مقاييس الإسلام للمرأة الصالحة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ).[4][6]

الزواج التقليدي والزواج عن الحب

كونُ الزواج تقليدياً أو بعد علاقة حب لا يُحدّد بالضرورة نجاح أو فشل هذا الزواج، فقد ينجح الزواج عن حب أو يفشل مثله مثل الزواج التقليدي، ولكن هناك دراسات اجتماعية قد قام بها عدد من الباحثين وعلماء الاجتماع حول نسب نجاح الزواج عن حب مقارنة بالزواج التقليدي؛[8] حيث أثبتت دراسة أستاذ الاجتماع سول جور دون الفرنسي الجنسية بأنّ الزواج يكون أكثر نجاحاً في حال لم يكن الطرفين واقعين في الحب قبل الزواج، وقد توصّل عميد كلية الآداب في جامعة الزقازيق بمصر الأستاذ إسماعيل عبد الباري إلى نفس النتيجة السابقة؛ حيث أثبَتَ أنّ 75% من حالات الزواج عن حبّ انتهت بالطلاق، وأنّ النسبة تقل عن 5% في حالات الزواج التقليدي،[7] كما أن هناك دراسات أثبتت أنّ ما يقارب من 85% من حالات الطلاق تعود إلى زواج الحب؛ حيثُ يُعد الزواج التقليدي أكثر استقراراً وأطول عمراً، لذا تُنصح الفتيات بعدم رفض فكرة الزواج التقليدي، وخصوصاً إن كانت الفتاة تشعر بالراحة والقبول اتجاه الشاب، ولكن بشروط محددة، وهي أن يكون الزواج منظماً بين العائلتين؛ من خلال القيام بزيارات مُنتظمَة من أجل السماح للشاب والفتاة بالجلوس معاً وفتح أبواب النقاش ليكون لديهما الفرصة الكافية في تكوين صورة واقعية لكل منهما عن الشخص الآخر؛ ليتمكنوا من بناء قرار الزواج أو عدمه على أساسها.[8]

أما النظرة الإسلامية للزواج التقليدي، فهو نفسه الزواج الإسلامي والشرعي، وهو معروف في العالمين العربي والإسلامي باسم زواج الصالونات، وفي بداية القرن الماضي بدأت مدرسة تغريبية في النشوء في المجتمعات العربية؛ حيثُ طالت المبادئ والقيم والعادات والتقاليد، بالإضافة إلى الأمور الثابتة في الدين؛ حيثُ قامت تلك المدرسة بزرع أفكار غربية في جميع نواحي الحياة، وخصوصاً قيامها بالترويج لما يُسمّى بالحب قبل الزواج بديلاً عن الزواج التقليدي والشرعي؛ بإقامة علاقة مُحرّمة فيها الكثير من المخالفات الشرعية؛ ممّا تُسبّب في فساد كبير، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (أَفَمَن أَسَّسَ بُنيانَهُ عَلى تَقوى مِنَ اللَّـهِ وَرِضوانٍ خَيرٌ أَم مَن أَسَّسَ بُنيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ في نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ).[7][9]

المراجع

  1. ↑ Isabel Thottam, "What is Love?"، www.eharmony.com, Retrieved 8/11/2017. Edited.
  2. ↑ SHERI STRITOF (23/10/2017), "Definition of Marriage"، www.thespruce.com, Retrieved 8/11/2017. Edited.
  3. ↑ د/عادل صادق، حب بلا زواج وزواج بلا حب، القاهرة-مصر: دار الصحوة، صفحة 31-35. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "حكم الحب في الإسلام"، www.http://fatwa.islamweb.net، 27/9/2001، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2018. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5200، خلاصة حكم المحدث:صحيح.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5090، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  7. ^ أ ب ت الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي (10/7/2010)، "المفاضلة بين الزواج عن حب والزواج التقليدي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2017. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ريهام كامل (12/8/2014)، "أيهما أنجح الزواج عن حب أم الزواج التقليدي؟"، www.hiamag.com. بتصرّف.
  9. ↑ سورة التوبة، آية: 109.