ما هي الصدفية وما علاجها

ما هي الصدفية وما علاجها

الصدفية

تُعرف الصدفيّة (بالإنجليزية: Psoriasis) بأنّها مرض مناعيّ ذاتي مزمن غير مُعدٍ يؤثّر في الجلد غالباً، ويظهر على شكل طفح أو بقع متقشّرة، ويُطلَق عليها اسم اللويحات (بالإنجليزية: Plaques)، والتي تمثّل مناطق التهاب ونموّاً زائداً في الجلد؛ حيث ينمو الجلد في المناطق المصابة بشكلٍ يفوق قدرة الجسم على التخلص منه، وعادةً ما تظهر الصدفيّة على فروة الرأس، وحول الأذنين، والكوعين، والركبتين، والأعضاء التّناسلية، والأرداف، بلون أبيض مائل إلى الفضيّ، وفي الحقيقة تختلف الصّدفية في شدّتها من شخص لآخر، حيث إنّها قد تظهر لدى البعض في مناطق صغيرة محدّدة، بينما تغطي كامل الجسد لدى آخرين، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصدفية تسبب ضموراً في الأظافر لدى المصابين بها بشكلٍ شائع، كما قد تسبّب حدوث التهاب في المفاصل يُطلَق عليه التهاب المفاصل الصدفيّ (بالإنجليزية: Psoriatic arthritis)، والذي يُصيب ما نسبته 10-15% من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الصدفيّة، ومن الجدير بالذكر أنّه لم يتمّ إلى الآن تحديد المسبّب الرئيس للإصابة بالصدفيّة؛ ولكن يُعتقد بوجود عامل وراثيّ قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض.[1]

علاج الصدفية

العلاج الموضعي

تستخدم العلاجات الموضعية وحدها في علاج حالات الصدفية الخفيفة إلى المعتدلة، وفي الحالات الشديدة يمكن اللجوء إلى تناول الأدوية الفمويّة أو العلاج بالضوء، ومن العلاجات الموضعيّة المستخدمة ما يأتي:[2][3]

  • الكورتيكوستيرويد الموضعيّ: حيث تساعد كريمات الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids) على تخفيف الالتهابات، والحكّة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة اتّباع إرشادات الطبيب حول استخدام هذه الأدوية لتجنّب حدوث الأعراض الجانبيّة.
  • حمض الساليسيليك: إذ ينصح بعض الأطباء باستخدام المراهم التي تحتوي على حمض الساليسيليك (بالإنجليزية: Salicylic acid) لدورها في تلطيف الجلد وإزالة التقشرات، ومن الضروري تجنّب استخدام حمض الساليسيليك على مناطق واسعة من الجلد، وذلك لتجنّب الآثار الجانبيّة للدواء.
  • قطران الفحم: حيث تساعد المنتجات المحتوية على قطران الفحم (بالإنجليزية: Coal tar) على تقليل نموّ الخلايا وتحسين الأعراض، ولكنّها قد تسبّب بعض الأعراض الجانبيّة في بعض الحالات مثل التهاب الجريبات (بالإنجليزية: Folliculitis)، والذي يظهر على شكل طفح يصيب بصيلات الشعر.
  • المرطبات: إذ لا تساعد الكريمات المرطبة على التخلّص من الصدفية، ولكن يمكن لها أنْ تساعد على التخلّص من الحكّة، والقشور، وجفاف البشرة، ويُنصَح باستخدامها مباشرةً بعد الاستحمام للاحتفاظ بالرطوبة.
  • الأنثرالين: حيث يُستخدم الأنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin) في العلاج طويل الأمد، إذْ يبطئ نموّ خلايا الجلد، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب استخدام هذا الدواء عند وجود تهيّج أو التهاب في الجلد.[4]
  • مثبطات الكالسينورين: إذ تفيد مثبطات الكالسينورين (بالإنجليزية: Calcineurin inhibitors) بشكلٍ خاص في مناطق الجلد الحسّاسة كالوجه والمناطق المحتوية على ثنيات، ومن هذه المثبطات التاكروليمس (بالإنجليزية: Tacrolimus)، والبيميكروليموس (بالإنجليزية: Pimecrolimus).[5]

العلاج بالضوء

هناك العديد من أنواع العلاج بالضوء المختلفة التي يمكن اللجوء إليها لعلاج مشكلة الصدفيّة، ونذكر منها ما يأتي:[2]

  • أشعة الشمس: حيث يؤدي التعرّض للأشعة فوق البنفسجية إلى إبطاء دورة خلايا الجلد، وتقليل التقشير والالتهاب، ولكنّ التعرّض الشديد للشمس يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض والتسبّب في تلف الجلد، لذلك يُنصَح بالتعرّض اليومي لكميات صغيرة من أشعة الشمس فترات وجيزة.
  • العلاج الضوئيّ بالأشعة فوق البنفسجية ب (بالإنجليزية: UVB phototherapy): فقد يؤدي التعرّض إلى نسب معيّنة من هذا النوع من الأشعّة من مصدر إضاءة اصطناعي إلى تحسين أعراض الصدفية الخفيفة والمعتدلة، وقد يعاني الشخص من بعض الأعراض الجانبيّة قصيرة المدى مثل الاحمرار، والحكّة، وجفاف البشرة، ولكنّ استخدام المرطبات يساعد على التقليل من هذه الآثار الجانبية.
  • السُورالين والأشعة فوق البنفسجية أ (بالإنجليزية: Psoralen plus ultraviolet A): ويتضمن هذا النوع من العلاج الضوئيّ الكيميائيّ تناول دواء السُورالين الذي يزيد الحساسيّة للضوء قبل التعرّض للأشعة فوق البنفسجيّة، إذْ تخترق الأشعة فوق البنفسجية أ البشرة بشكلٍ أعمق من الأشعة فوق البنفسجية ب، أما السُوَرالين فيجعل البشرة أكثر استجابةً عند التعرّض للأشعة فوق البنفسجية أ، وقد يكون مصحوباً ببعض الآثار الجانبيّة المزعجة والخطيرة في بعض الحالات.
  • ليزر إكسيمر (بالإنجليزية: Excimer laser): إذ يستخدم هذا العلاج في حالات الصدفيّة الخفيفة والمعتدلة، حيث يؤثّر في البشرة المصابة دون الإضرار بالبشرة السليمة.

العلاج الجهازي

قد يصف الطبيب الأدوية التي تؤخذ عبر الفم أو الحقن في حالات الصدفية الشديدة أو تلك المقاومة للأنواع الأخرى من العلاجات، وبسبب الآثار الجانبيّة المصاحبة لهذه الأدوية يتمّ استخدامها فترات قصيرة فقط، وفيما يأتي بيان لبعض منها:[2][5]

  • الميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate): حيث يساعد هذا الدواء على علاج الصدفيّة، بالإضافة إلى مشكلة التهاب المفاصل الصدفيّ، وصدفيّة الأظافر.
  • الريتينويد (بالإنجليزية: Retinoid): حيث تفيد هذه الأدوية مثل الأسيتريتين (بالإنجليزية: Acitretin)، والتي هي من مشتقات فيتامين أ في حالات الصدفية الشديدة، ومن آثارها الجانبية؛ التهاب الشفاه، وتساقط الشعر، ويرتبط تناولها بحدوث تشوهات خلقية، لذلك يجب على النساء اللاتي يتناولن هذه الأدوية تجنّب الحمل مدّة ثلاث سنوات على الأقل بعد التوقف عن استخدامه.
  • الأدوية البيولوجية: إذ تستخدم هذه الأدوية في علاج الصدفية المتوسطة والشديدة، ومنها الإيتانرسيبت (بالإنجليزية: Etanercept)، والإينفليكسيماب (بالإنجليزية: Infliximab)، والأداليموماب (بالإنجليزية: Adalimumab)، وتيلدراكيزوماب (بالإنجليزية: Tildrakizumab).
  • أدوية أخرى: حيث تُعدّ أدوية الثيوغوانين-6 (بالإنجليزية: 6-Thioguanine) والهيدروكسي يوريا (بالإنجليزية: Hydroxyurea)، والآزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine) من الأدوية الأخرى المثبّطة لجهاز المناعة، المستخدمَة في حال عدم القدرة على استعمال الأدوية الأخرى.

تشخيص الصدفية

يمكن تشخيص الإصابة بالصدفيّة عن طريق فحص الجلد في معظم الحالات، ولكن قد يكون من الصعب أحياناً تشخيص الصدفيّة لتشابهها مع الإكزيما وبعض الأمراض الجلديّة الأخرى، وفي حال عدم تأكدّ الطبيب من التشخيص قد يأخذ خزعة من الجلد ويفحصها تحت المجهر، وفي حال ظهور أعراض تدل على الإصابة بالتهاب المفاصل بالصدفيّة مثل ألم المفاصل، وتيبُّسها، وتورّمها، قد يطلب الطبيب حينها إجراء فحوصات أخرى مثل تحليل الدم، والتصوير بالأشعّة السينيّة (بالإنجليزية: X-rays)؛ من أجل استثناء الأشكال الأخرى من التهاب المفاصل.[6]

المراجع

  1. ↑ The MNT Editorial Team (5-1-2016), "What Is Psoriasis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-8-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (6-3-2018), "Psoriasis"، www.mayoclinic.org, Retrieved 13-8-2018. Edited.
  3. ↑ "Understanding Psoriasis -- Treatment", www.webmd.com,30-10-2017، Retrieved 15-10-2018. Edited.
  4. ↑ "Anthralin Cream", www.webmd.com, Retrieved 16-10-2018. Edited.
  5. ^ أ ب "Treatment of psoriasis in adults", www.uptodate.com, Retrieved 16-10-2018. Edited.
  6. ↑ "Tests to Diagnose Psoriasis", www.webmd.com,10-10-2017، Retrieved 30-8-2018. Edited.