ما فضل سورة السجدة

ما فضل سورة السجدة

فضل سورة السجدة

تتفاضل سور القرآن الكريم فيما بينها في الفضل والوصيّة النبويّة بقراءتها وكثرة تدبّرها، وكانت سورة السجدة إحدى هذه السور الكريمة التي ورد عن النبيّ -عليه السّلام- شيءٌ في فضلها والاجتهاد في تلاوتها، وممّا ورد في هذا، حديثٌ عن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله أنّه: (كانَ لا ينامُ حتى يقرأَ الم، تَنْزِيلُ السجدةُ، و تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)،[1] وممّا ورد في الحضّ على قراءة سورة السجدة أنّ النبيّ -عليه السّلام- كان يجتهد في قراءتها في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى منها؛ وذلك لما تحويه آيات سورة السجدة من معانٍ جليلةٍ تجمع بين المواعظ ومواقف الاعتبار فتُحيي القلوب، فكانت سنّة النبيّ -عليه السّلام- أن يستفتح بها يوم الجمعة.[2][3]

سورة السجدة

سورة السجدة سورةٌ مكيّةٌ، أنزلت على النبيّ -عليه السّلام- قبل هجرته، ولقد ورد لها أسماء أخرى، مثل: ألف لام ميم تنزيل، وكذلك تنزيل السجدة، وقيل إنّها سورة المنجية وسورة المضاجع، وسورة السجدة كبعض السور الكريمة الأخرى افتُتحت بالحروف المقطعة؛ ألف، لام، ميم؛ للتأكيد على إعجاز هذا القرآن وبلاغته، وأنّه إلهيّ منزّلٌ من عند الله سبحانه، وهو بعيدٌ عن افتراء أحدٍ من البشر وتكذيبهم، كما زعم الكفار أنّه افتراءٌ من عند النبيّ عليه السّلام.[4]

موضوعات سورة السجدة

تبدأ سورة السجدة بالتأكيد على أنّ هذا القرآن العظيم من عند الله سبحانه، ثمّ تذكر الآيات الدلائل على مصداقيّة الله تعالى ومصداقيّة رسوله الكريم، وتعرج السورة إلى التأكيد على وحدانيّة الله تعالى وأنّه لا شريك له، وذلك بالإخبار أنّ الله وحده خَلق السماوات والأرض في ستّة أيامٍ، ثمّ تفصّل في خلق الإنسان وجماله والإحسان في ذلك، ثمّ ينتقل الحديث إلى قدرة الله سبحانه على إعادة الخَلق مجدّداً لمن يتردّد في ذلك، فيؤكّد الله هذا بقوله: (وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ*قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)،[5] تعرج الآيات بعد ذلك على حال المجرمين يوم القيامة والخزي الذي يعتريهم حين لا يملكون شيئاً ولا حُجّة يحتجون بها أمام الله سبحانه، وكذلك فإنّ الله سبحانه يُذكّر نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بالنبيّ موسى؛ وذلك ليثبّت قلبه على الدعوة والاستمساك بها أمام تكذيب قومه، وفي الختام يذكر الله شيئاً من نعمه على عباده قبل أن يختم بالحديث عن تكذيب الكفار ليوم القيامة مع أنّه آتٍ، وقد أسماه الله يوم الفتح؛ أي الحكم، إذ يحكم فيه بين عباده.[4]

المراجع

  1. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 6903 ، صحيح.
  2. ↑ "سورتا فجر الجمعة (2) سورة السجدة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-4. بتصرّف.
  3. ↑ "فضل سورة: الملك - الواقعة ـ السجدة ـ النبأ."، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-4. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "مقاصد سورة السجدة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-4. بتصرّف.
  5. ↑ سورة السجدة، آية: 10-11.