ما سبب تليف الكبد

ما سبب تليف الكبد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تليف الكبد

يُعتبر الكبد أحد أعضاء الجسم المهمة، وذلك لما يقوم به من وظائف ومهامّ عديدة، ولعلّ أبرزها قدرته على تنقية الدم وتصفيته، وتصنيع العديد من البروتينات المهمة في الجسم بما فيها عوامل التخثر التي تُساعد على التئام الجروح والشفاء منها، ويُعتبر كذلك مخزناً للعديد من العناصر الغذائية المهمة مثل السكريات، والفيتامينات، والدهون، والتي يقوم بإطلاقها إلى خلايا الجسم عند حاجتها لذلك، إضافة إلى دوره في تنظيم مستوى الهرمونات في الجسم، وتصنيع العصارة الصفراء المهمة في عملية هضم الدهون، وغير ذلك الكثير.[1] قد يتعرّض الكبد للعديد من الظروف والأمراض التي تتسبب بإلحاق الضرر فيه، وإنّ تعرّضه بشكل مستمرّ أو متكرر لمثل هذه الأضرار قد يتسبب بحدوث ما يُعرف بتليف الكبد (بالإنجليزية: Liver Fibrosis)، ومن هنا يمكن القول إنّ تعرّض الكبد لمرض أو تلف حاد وشديد لا يعني ضرورة إصابته بتليف الكبد، وإنّما يتطلب الأمر وجود المُسبّب لفترات طويلة أو متكررة، وتسهيلاً لذلك يمكننا بيان ذلك بقولنا إنّ تعرّض الكبد لالتهاب حاد وشديد لا يُسفر عن تليّفه، ولكن تعرّضه لالتهاب مزمن يُسفر في الغالب عن إصابته بالتليف.[2]

في الحقيقة يحدث تليف الكبد عند محاولته إصلاح الضرر الناجم الذي تسبب به العامل متكرر الحدوث أو المستمر في الوجود، وفي محاولة الكبد لإصلاح الضرر الحاصل يتكون نسيج يُعرف بنسيج الندبة (بالإنجليزية: Scar Tissue)، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا النسيج لا يستطيع القيام بوظائف الكبد المعتادة، فهو نسيج تالف، وإضافة إلى عدم قدرته على القيام بوظائف خلايا الكبد الأصلية، يتسبب بحدوث اضطرابات في مجرى الدم من الكبد وإليه، وهذا ما يُعيق وصول كمية كافية من الدم إلى خلايا الكبد، مُسبّباً تكوّن المزيد من نسيج الندبة، ومع مرور الوقت يتأثر ضغط الدم الذي يجري في الوريد البابي أو وريد الباب (بالإنجليزية: Portal vein)، والذي يُمثّل الوريد الذي ينقل الدم من الأمعاء الدقيقة إلى الكبد، إذ يتسبب تليف الكبد بارتفاع ضغط الدم في هذا الوريد مُسفراً عن حدوث حالة تُعرف بفرط ضغط الدم البابيّ (بالإنجليزية: Portal Hypertension).[2][3]

أسباب تليف الكبد

كما بيّنا؛ إنّ تليف الكبد يحدث نتيجة تكون نسيج الندبة، وذلك غالباً ما يحدث بعد تراكم العديد من البروتينات مثل الكولاجين، والبروتينات السكرية، وبعد ذلك يصل الكبد إلى مرحلة لا يستطيع فيها إصلاح أيّ ضرر، فيظهر التليّف، ويمكن بيان أكثر العوامل والظروف التي تتسبب بتليف الكبد فيما يأتي:[3][2]

  • الإصابة بالعدوى، وخاصة العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد الفيروسي ج (بالإنجليزية: Hepatitis C)، والتهاب الكبد الفيروسي ب (بالإنجليزية: Hepatitis B).
  • شرب الكحول.
  • الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحوليّ (Non-alcoholic fatty liver disease)، ويُقصد به تراكم الدهون على الكبد على الرغم من عدم شرب الإنسان للكحول، ويحدث ذلك نتيجة المعاناة من الوزن الزائد أو السمنة، وكذلك نتيجة لارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون في الدم، إضافة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم كما هو الحال عند المعاناة من مرض السكري، وبناءً على الدراسات المجراة من قبل مجلة (The Lancet) وُجد أنّ الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحوليّ تُشكّل السبب الأكثر شيوعاً لحالات تليف الكبد.
  • المعاناة من بعض اضطرابات عمليات الأيض أو الاستقلاب الوراثية، مثل حالات الإصابة بعوز مضاد التريبسين ألفا 1( بالإنجليزية Alpha-1 Antitrypsin Deficiency)، ومرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson disease)، وداء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis) المعروف بفرط حمل الحديد، فمثل هذه الاضطرابات تؤثر في كيفية امتصاص الجسم للطعام، وتحطيمه، ومعالجته، وهذا بدوره يتسبب بتراكم بعض المواد في بعض الأعضاء بما فيها الكبد مُسبّباً تلفه.
  • بعض أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Diseases) التي يُهاجم فيها جهاز المناعة الجسم ذاته، مثل التهاب الكبد المناعي الذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis)، والتهاب الأوعية الصفراوية المصلب الابتدائي (بالإنجليزية: Primary Sclerosing Cholangitis)، وتشمع المرارة الأولي (بالإنجليزية: Primary biliary cirrhosis).
  • الاضطرابات التي تؤثر في مجرى الدم من الكبد، وإليه، وداخله، ويمكن تفسير ذلك بأنّ إعاقة مجرى الدم خارج الكبد تتسبب بتضخم الكبد مثل المعاناة من الحالة المعروفة بمتلازمة بود كياري أو بود شياري (بالإنجليزية: Budd chiary Syndrome) التي يُعاني فيها المصاب من انسداد في مجرى الدم خارج الكبد بسبب تكون خثرة دموية، في حين إنّ إعاقة مجرى الدم الواصل إلى الكبد تتسبب بموت خلاياه ليحل مكانها نسيج الندبة، ومن الأمثلة على ذلك حالات المعاناة من فشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure) وخثرة الوريد البابيّ الكبدي (بالإنجليزية: Portal Vein Thrombosis) الذي يُمثل الوريد الرئيسيّ المغذّي للكبد.
  • بعض أنواع الأدوية، مثل تولبوتاميد (بالإنجليزية: Tolbutamide)، وأوكسي فينيساتين (بالإنجليزية: Oxyphenisatine)، ومثيلدوبا (بالإنجليزية: Methyldopa)، والميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، وآيزونيازيد (بالإنجليزية: Isoniazid)، والكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، وأميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone)، وكلوربرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine).

تشخيض الإصابة بتليف الكبد

يعمد الطبيب المختص إلى معرفة التاريخ الصحيّ للمصاب إلى جانب الأعراض التي يُعاني منها، ثم يُجري بعض الفحوصات الأساسية التي تساعد على تشخيص الإصابة بتليف الكبد، ويمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:[4]

  • فحوصات الدم والتي تُوضّح نسب إنزيمات الكبد، وبهذا تُعطي تصوّراً عن صحة الكبد وسلامته، ومن هذه الإنزيمات ناقلة أمين الأسبارتات (بالإنجليزية: Aspartate Aminotransferase)، وناقلة أمين الألانين (بالإنجليزية: Alanine transaminase).
  • تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Abdominal Ultrasound).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging).
  • التصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan).

المراجع

  1. ↑ "Viral Hepatitis", www.hepatitis.va.gov, Retrieved May 3, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Fibrosis of the Liver", www.msdmanuals.com, Retrieved May 3, 2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Liver Fibrosis", www.healthline.com, Retrieved May 3, 2018. Edited.
  4. ↑ "Fatty Liver Disease and Liver Fibrosis", www.radiologyinfo.org, Retrieved May 4, 2018. Edited.