ما هو سبب صعوبة التنفس

ما هو سبب صعوبة التنفس
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

صعوبة التنفس

تُعرّف صعوبة التنفس أو ضيق التنفس (بالإنجليزيّة: Dyspnea) على أنّها عجز الفرد عن القيام بعمليّة التنفس بالشكل الطبيعي، والشعور بالانزعاج وعدم القدرة على الحصول على كميّة كافية من الهواء، ويُرافق ذلك عادةً الشعور بضيقٍ في الصّدر، والعجز عن أخذ نفس عميق، ممّا يجعل المصاب يلهث خلال التنفس. ومن الجدير بالذّكر أنّ مشاكل التنفس البسيطة التي تظهر عند ممارسة التمارين الرياضيّة مثل التمارين الهوائيّة (بالإنجليزيّة: Aerobics) تُعدّ أمراً طبيعياً ولا يدعو للقلق، أمّا صعوبة التنفس التي تدعو للقلق وتُعتبر حالة طبية تستدعي العلاج فهي تلك التي تحدث بشكل مُفاجئ خلال دقائق أو ساعات وتُعدّ حادة (بالإنجليزيّة: Acute)، أو تتطوّر بشكل تدريجي وتستمرّ بحيث تُؤثّر في أنشطة المصاب اليومية العادية مثل المشي الخفيف أو القيام من الجلوس وتُعدّ مزمنة (بالإنجليزيّة: Chronic).[1][2]

أسباب صعوبة التنفس

غالباً ما تكون صعوبة التنفس مُؤشّراً لوجود مُشكلة صحيّة في القلب أو الرئتين لما لهما من دور مُباشر في عمليّة تزويد الجسم بالأكسجين والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون، وفيما يلي بيان لبعض الأمراض والمشاكل الصحية التي قد تُسبّب صعوبة التنفس:[3][4]

أمراض الرئة

هناك الكثير من المشاكل الرئويّة التي تؤدّي لضيق التنفس، ومعظمها يحتاج للتدخّل الطبي السريع، ومنها:[1][3][4]

  • الربو: ويُعرّف الربو (بالإنجليزيّة: Asthma) على أنّه تضيّق الممرات الهوائيّة والتهابها، ويُرافق ذلك سعالٌ، وضيق في الصدر، بالإضافة إلى صعوبة التنفس.
  • التهاب الرئة: ويُعتبر الالتهاب الرئوي (بالإنجليزيّة: Pneumonia) حالة مرضيّة خطيرة تتمثّل بإصابة الرئة بالعدوى (بالإنجليزيّة: Infection)، وتظهر على المريض أعراض مختلفة مثل؛ صعوبة التنفس، والسعال، وألم الصدر، والقشعريرة، وارتفاع درجة الحرارة، والتعرّق، وألم العضلات.
  • المرض الرئوي الخلاليّ: حيث يتسبّب المرض الرئوي الخلاليّ (بالإنجليزيّة: Interstitial lung disease) بتندّب نسيج الرئة وضيق التنفس المزمن.
  • داء الانسداد الرئوي المزمن: حيث يتسبّب داء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic obstructive pulmonary disease) بقصور في وظائف الرئة ومعاناة المريض من ضيق مزمن في النفس، ويُعدّ النفاخ الرئوي (بالإنجليزيّة: Emphysema) الناتج عن التدخين المزمن أحد أشكال هذا المرض.
  • الانصمام الرئوي: يُعدّ الانصمام الرئوي (بالإنجليزيّة: Pulmonary embolism) مشكلة ذات أبعاد خطيرة وتحدث بعد أن تتكوّن جلطة دمويّة في أحد أجزاء الجسم ثم تنتقل مع مسار الدم لتصل إلى الرئة، مُسبّبة بذلك انسداداً في واحد أو أكثر من الشرايين الرئويّة، وتنتج عن ذلك أعراضٌ مختلفة منها ضيق التنفس الحادّ، وازرقاق الجلد، وفقدان الوعي، وألم الصدر.
  • فرط ضغط الدم الرئوي: (بالإنجليزيّة: Pulmonary hypertension)، وهي حالة ارتفاع ضغط الدّم في الشرايين الرئويّة، وتحدث في أغلب الأحيان نتيجة تضيّق هذه الشرايين أو تصلّبها.
  • الخانوق: يُعرّف الخانوق (بالإنجليزيّة: Croup) على أنّه عدوى فيروسيّة حادّة غالباً ما تُصيب الأطفال دون الثلاث سنوات، ويتميّز هذا المرض بمعاناة المصاب من السعال النُباحيّ.
  • الاسترواح الصدري: حيث يتسبّب الاسترواح الصدري (بالإنجيزيّة: Pneumothorax) بمعاناة المريض من صعوبة حادة في التنفس.
  • التهاب لسان المزمار: (بالإنجليزيّة: Epiglottitis) هو عدوى تُصيب النسيج الذي يُغلق فتحة القصبة الهوائيّة والمُسمّاة بلسان المزمار، مُسبّبة انتفاخه ومعاناة المريض من أعراض كثيرة أهمّها؛ صعوبة التنفس، وصعوبة البلع، وبحّة الصوت، والحرارة، وألم الحلق. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك مطعوم يُعطى للأطفال دون الخامسة من العمر ضدّ أهمّ مُسبّبات هذا المرض.

أمراض القلب

يلعب القلب الدور الأساسي في ضخّ الدم المُزوّد بالأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم، ولكن قد تحدث بعض المشاكل الصحيّة في القلب وينجم عنها ضيق التنفس، ومنها:[1][3][4]

  • داء الشريان التاجي (بالإنجليزيّة: Coronary artery disease): ويتمثّل بحدوث تضيُّق في الشرايين التاجيّة القلبيّة ونقصان في تدفق الدم إلى القلب، ومن أعراضه صعوبة التنفس، وألم الصدر، والإصابة بالنوبات القلبية.
  • العيب القلبي الخَلقي (بالإنجليزيّة: Congenital heart disease): ويُعرف على أنّه وجود مُشكلة ذات منشأ وراثي في عمل القلب أو بُنيته.
  • اضطّراب النظم (بالإنجليزيّة: Arrhythmias): وهو تسارع، أو تباطُؤ، أو عدم انتظام في دقّات القلب.
  • فشل القلب (بالإنجليزيّة: Heart failure).

حالات أخرى

هناك حالات أخرى قد تؤدي إلى المعاناة من صعوبة التنفس ومنها:[3][4]

  • الفتق الحجابيّ (بالإنجليزيّة: Hiatal hernia): هو بروز المعدة إلى تجويف الصدر مروراً بالحجاب الحاجز، ويتمّ علاجه بالأدوية وتغيير نمط الحياة، ولكن في بعض الأحيان يكون الفتق كبيراً لدرجة الحاجة لإجراء عمليّة جراحيّة
  • انخفاض ضغط الدم، ويتسبّب بضيق حاد في التنفس.
  • التسمّم بأوّل أكسيد الكربون، ويؤدي إلى صعوبة حادة في التنفس.
  • نزف كميات كبيرة من الدم، وقد ينتج عن ذلك ضيق حاد في التنفس.
  • انسداد الممرّات الهوائيّة العلويّة بجسم غريب.
  • السمنة؛ إذ تُسبّب صعوبة مزمنة في التنفس.
  • القلق الشديد والتوتر، وينتج عن ذلك ضيق تنفس حادّ.
  • التفاعلات التحسّسية (بالإنجليزيّة: Allergic reactions)، ويعاني المريض في هذه الحالة من صعوبة حادّة في التنفس.

تشخيص صعوبة التنفس

من المهم التمييز بين الحالة الطبيّة الجديّة التي تكون بحاجة لعرضها على الطبيب في أقرب وقت، والحالة الطارئة التي تستدعي الذهاب للمستشفى مباشرة لوجود خطورة على حياة المريض، وتتمثّل بوجود أكثر من عَرَض يدعو للقلق مثل؛ بداية مُفاجئة للحالة، أو ألم الصدر، أو الغثيان.[4]

ويحتاج الطبيب لتشخيص المرض لمعرفة التاريخ الطبيّ للمريض وطبيعة المشكلة، وفيما إن كان الإجهاد البدني يجعلها تزداد سوءاً، ومن ثمّ يقوم بعمل الفحص السريري، كما قد يطلب عدّة فحوصات للتأكد من سلامة القلب والرئتين وأهمّها ما يلي:[1][2]

  • فحوصات دم: وأهمّها؛ تعداد الدم الكامل (بالإنجليزيّة: Complete blood Count)، وفحوصات للتأكد من عدم وجود خثرات دمويّة أو ماء في الرئة.
  • صورة للصدر: بالأشعّة السينيّة (بالإنجليزيّة: Chest X-ray) أو التصوير المقطعي المُحوسب (بالإنجليزيّة: Computerized tomography) للتأكد من سلامة الرئة من الالتهاب أو الجلطات الدمويّة.
  • تخطيط كهربائيّة القلب: ويُعنى تخطيط القلب الكهربائي (بالإنجليزيّة: Electrocardiography) بمعرفة طبيعة نظم دقّات القلب وسرعتها، والتأكّد من سلامة القلب من الأمراض.
  • قياس التنفس: (بالإنجليزيّة: Spirometry) وهو أحد اختبارات وظائف الرئة الذي يهدف إلى قياس سعة الرئة للهواء وسرعة انسيابه فيها.
  • قياس التأكسج النبضي: يهدف قياس التأكسج النبضي (بالإنجليزيّة: Pulse oximetry) إلى قياس مستوى الأكسجين الموجود في الدم.

علاج صعوبة التنفس

يُمكن علاج المشكلة بعد أن يتمّ التشخيص السليم للحالة ومعرفة السبب الرئيسي وراءها، حيث يُمكن علاج الربو باستخدام أدوية موسّعات القصبات (بالإنجليزيّة: Bronchodilators) والستيرويدات (بالإنجليزيّة: Steroids)، كما يُمكن استخدام المضادّات الحيويّة في حالات العدوى، بينما تُساعد بعض تمارين التنفس على تحسين المشاكل المتعلقة بالرئتين كما في حالة داء الانسداد الرئوي المزمن، وفي حال كانت نسبة الأكسجين في الدم قليلة يتمّ تعويض هذا النقص.[4]

الوقاية من صعوبة التنفس

للوقاية من حدوث المُشكلة يُمكن للفرد القيام بالتدابير التالية:[4]

  • الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن البيئة التي يوجد فيها المدخّنون لتفادي التدخين السلبي.
  • تجنّب مُحفّزات ضيق التنفس؛ مثل أبخرة الكيماويات والدخان المتصاعد من حرق الخشب.
  • التخلّص من الوزن الزائد، لتخفيف الجهد على القلب والرئتين.
  • في حال الانتقال إلى الأماكن المرتفعة، ينبغي أن يكون الانتقال تدريجياً وبالاستعانة بالتمارين.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Chitra Badii and Marijane Leonard (22-2-2016), "What Causes Shortness of Breath?"، www.healthline.com, Retrieved 22-2-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Melinda Ratini (21-3-2017), "What Is Shortness of Breath (Dyspnea)?"، www.webmd.com, Retrieved 22-2-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (11-1-2018), "Shortness of breath"، www.mayoclinic.org, Retrieved 22-2-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Danielle Dresden (2-1-2017), "Dyspnea: Causes, Symptoms, and Treatments"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-2-2018. Edited.