ما سبب تشوهات الجنين

ما سبب تشوهات الجنين
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تشوهات الجنين

تحدث بعض التشوهات الجنينيّة خلال نموّ الجنين وتطوّر أعضائه في رحم والدته، مما قد يؤثّر في شكل أو عمل الأعضاء المختلفة، كما قد تُؤثّر في التطورات الجسميّة والعقليّة للجنين، وفي الغالب تحدث هذه التشوّهات خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، وتُعرف هذه التشوّهات بالعيوب الولاديّة (بالإنجليزيّة: Birth defects) أو التشوّهات الخَلقيّة (بالإنجليزيّة: Congenital disorder)، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن الكشف عن التشوّهات الجنينيّة خلال الحمل، أو عند الولادة، أو خلال السنوات الأولى من حياة الطفل،[1][2] وفي الحقيقة يوجد العديد من الأنواع للتشوّهات الجنينيّة قد تصل لأربعة آلاف نوع، منها أنواع بسيطة ولا تحتاج لأي نوع من أنواع العلاج، بينما توجد بعض الحالات الشديدة والخطيرة، والتي تحتاج لعلاجات طبيّة أو جراحيّة،[3] وتجدر الإشارة إلى أنّ التشوهات الجنينية قد تُسبّب للطفل الإعاقة البدنيّة أو العقليّة بالإضافة إلى الموت في بعض الأحيان.[4]

أسباب تشوهات الجنين

بالرغم من عدم معرفة سبب حدوث مُعظم حالات التشوّهات الخَلقيّة، إلا أنّ هناك عوامل وراثيّة وبعض العوامل البيئيّة التي قد تُؤدّي لحدوثها،[3] وفيما يلي توضيح لهذه الأسباب:

  • الأسباب الوراثيّة (بالإنجليزيّة: Genetic Causes): من المعروف أنّ الجنين تتحدّد صفاته وخصائصه المميّزة عن طريق الكروموسومات أو الصّبغيات الوراثيّة (بالإنجليزيّة: Chromosomes) الموجودة على شكل أزواج في جميع خلايا الجسم؛ حيث يأخذ الجنين أحد الكروموسومات التي تحمل الجينات الوراثيّة من والدته والآخر من والده، وفي حال حدوث خلل ما في عمليّة توريث الكروموسومات للجنين خلال الحمل، يسبب حدوث تغيّرات في عددها، أو تلفها، أو حدوث طفرات جينيّة فيها، أو في حال تمّ نقل جين مَعِيب يُسبب مرضاً مُعيّناً من كلا الأبوين، فهذا يُؤدّي إلى التشوّهات الخَلقيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ زواج الأقارب من بعضهم تزيد فرصة ظهور التشوّهات الخَلقيّة النادرة، والإعاقات العقليّة، وموت حديثي الولادة،[2][3] وفيما يلي ذكر لبعض التشوّهات الوراثيّة:[3]
  • الأسباب البيئيّة (بالإنجليزيّة: Environmental Causes): هناك مجموعة واسعة من العوامل البيئيّة التي قد تسبّب التشوّهات الجنينيّة فيما إذا تعرّضت الأم لها خلال الحمل،[2] ومن أهمّها ما يلي:
  • متلازمة داون (بالإنجليزيّة: Down syndrome) التي تحدث بسبب وجود كروموسوم زائد.
  • الودانة (بالإنجليزيّة: Achondroplasia) وهي نوع من أنواع التقزم (بالإنجليزيّة: Dwarfism)، الذي يحدث نتيجة وراثة جينات هذا المرض من أحد الأبوين.
  • عمى الألوان (بالإنجليزيّة: Color blindness) ونزف الدم الوراثي (بالإنجليزيّة: Hemophilia) وتنتقل هذه الأمراض وراثيّاً من الأم لأطفالها الذكور فقط.
  • الإصابة بالعدوى (بالإنجليزيّة: Infections): في حال أُصيبت الأم خلال الحمل بالحُميراء (بالإنجليزيّة: Rubella)، أو الحصبة الألمانيّة (بالإنجليزيّة: German measles)، أو الجدري (بالإنجليزيّة: Chickenpox) فهذا قد يؤدّي لحدوث التشوهات الخَلقيّة، ويعتمد نوع التشوه الناتج عند الجنين على وقت الإصابة بالعدوى خلال الحمل؛ حيث تتسبّب الإصابة بعدوى الحُميراء في الأسبوع السادس من الحمل إلى إعتام عدسة العين (بالإنجليزيّة: Cataracts)، بينما تُسبّب الصمم في حال الإصابة بها في الأسبوع التاسع، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأنواع من العدوى نادرة الحدوث بسبب تلقّي المطاعيم الخاصّة بها مُسبقاً.[3][5]
  • الحالة الغذائية للحامل (بالإنجليزيّة: Maternal nutritional status): من المهمّ الاعتناء بالتغذية خلال فترة الحمل لتفادي حدوث التشوّهات الجنينيّة؛ حيث يتسبّب نقص حمض الفوليك (بالإنجليزيّة: Folic acid) إلى زيادة احتمالية حدوث عيوب الأنبوب العصبي، أمّا زيادة تناول فيتامين أ (بالإنجليزيّة: Vitamin A) فقد يؤثّر سلباً في النموّ والتطوّر الطبيعي للجنين.[2]
  • التعرّض للإشعاع (بالإنجليزيّة: Radiation): يُشكّل الإشعاع خطراً على الحمل خاصّةً خلال الثلاثة أشهر الأولى منه؛ حيث من الممكن أن يُؤدّي إلى الإصابة بصغر حجم الرأس (بالإنجليزيّة: Microcephaly)، أو السنسنة المشقوقة (بالإنجليزيّة: Spina bifida)، أو العمى.[5]
  • استخدام الأدوية (بالإنجليزيّة: Medicines): هناك العديد من الأدوية العلاجية التي قد تتسبّب في حدوث التشوّهات الجنينيّة إذا تم استخدامها خلال الحمل خاصّةً خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل؛ حيث يسبّب دواء ثاليدوميد (بالإنجليزيّة: Thalidomide) الذي كان يُستخدم سابقاً لعلاج الغثيان في حدوث حالة تفقّم الأطراف (بالإنجليزيّة: Phocomelia).[5]
  • تناول الكحول (بالإنجليزيّة: Alcohol): يسبب تناول الكحول خلال فترة الحمل متلازمة الجنين الكحولي (بالإنجليزيّة: Fetal alcohol syndrome) التي تتمثّل بالتخلّف العقلي، وصعوبات التعلّم، وفرط الحركة، وضعف التنسيق، وتشوّه في ملامح الوجه.[5]
  • مشاكل في السائل الأمينوسي (بالإنجليزيّة: Amniotic fluid): يحيط السائل الأمينوسي بالجنين في رحم أمّه لحمايته من أي ضغط يتعرّض له، وفي حال كانت كميّة هذا السائل أقلّ من اللازم ينتج عنه نقص تنسّج الرئة (بالإنجليزيّة: Pulmonary hypoplasia)، بينما تنتج متلازمة الشريط السلوي (بالإنجليزيّة: Amniotic band syndrome) عن تكسر الألياف التي تحمل السائل الأمينوسي والتفافها حول الجنين مُسبّبةً بتر أحد أطراف الجنين.[5]
  • أسباب أخرى: التعرّض للمواد الكيميائيّة مثل المبيدات الحشريّة، والدخان قد تزيد من احتمالية حدوث التشوّهات الجنينيّة.[2]

أنواع تشوهات الجنين

يوجد نوعين أساسيّين للتشوّهات الجنينيّة، وهي:

  • العيوب الخَلقيّة في البنية (بالإنجليزيّة: Structural birth defects): وهي التشوّهات الجنينيّة التي تحدث في أجزاء الجسم المختلفة، ومن الأمثلة على هذه التشوّهات؛ الشفة الأرنبيّة (بالإنجليزيّة: Cleft lip)، والحلق المشقوق (بالإنجليزيّة: Cleft palate)، وحنف القدم (بالإنجليزيّة: Club foot)، ومن الممكن أن تظهر عيوب في الصمّامات القلبيّة، كما قد تظهر عيوب في الأنبوب العصبي (بالإنجليزيّة: Neural tube defects) مثل السنسنة المشقوقة.[4]
  • العيوب الخَلقيّة في الوظيفة (بالإنجليزيّة: Functional birth defects): وهي التشوّهات الجنينيّة التي تُؤثّر في عمل الأجهزة والأعضاء المختلفة مُسبّبةً مشاكل جسميّة مُختلفة، ومنها ما يلي:[3][4]
  • مشاكل الجهاز العصبي: (بالإنجليزيّة: Nervous system problems) وهذا قد يُؤدّي لحدوث صعوبات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning disabilities)، والتخلّف العقلي (بالإنجليزيّة: Mental retardation)، والاضطّرابات السلوكيّة (بالإنجليزيّة: Behavioral disorders)، والمشاكل الحركيّة (بالإنجليزيّة: Movement trouble).
  • المشاكل الحسيّة: (بالإنجليزيّة: Sensory problems) كما في المشاكل البصريّة التي قد تصل للعمى (بالإنجليزيّة: Blindness)، والمشاكل السمعيّة التي قد تصل للصمم (بالإنجليزيّة: Deafness).
  • الاضطرابات الأيضية: (بالإنجليزيّة: Metabolic disorders) تُؤثّر هذه التشوّهات الجنينيّة في عمليات تحطيم الطعام للحصول على الطاقة منه، وتُؤثّر في التفاعلات الكيميائيّة التي تحدث بداخله للتخلص من الفضلات المختلفة، ومن الأمثلة على هذا النوع من الاضطرابات بيلة الفينيل كيتون (بالإنجليزيّة: Phenylketonuria) وداء تاي ساكس (بالإنجليزيّة: Tay-Sachs disease).
  • الاضطرابات التنكسيّة: (بالإنجليزيّة: Degenerative disorders) وفي هذا النوع من التشوّهات الجنينيّة قد لا تظهر منذ البداية، ولكنّها تؤثر في صحّة الطفل، ومن الأمثلة عليها؛ متلازمة ريت (بالإنجليزيّة: Rett syndrome)، والحثل العضلي (بالإنجليزيّة: Muscular dystrophy).

عوامل تؤدي لتشوهات الجنين

هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث تشوّهات جنينيّة في حال وجودها عند الأم الحامل، ومنها ما يلي:[1]

  • وجود تاريخ عائلي لحدوث تشوّهات خَلقيّة أو أمراض وراثيّة.
  • شرب الحامل للكحول، أو المخدّرات، أو التدخين.
  • الوصول لسنّ الخامسة والثلاثين أو أكثر للحامل.
  • عدم تلقّي الرعاية الكافية خلال فترة الحمل.
  • التعرّض للعدوى الفيروسيّة أو البكتيريّة دون تلقّي العلاج المناسب.
  • تناول بعض أنواع الأدوية الخطرة على الحمل مثل آيزوتريتينوين (بالإنجليزيّة: Isotretinoin) والليثيوم (بالإنجليزيّة: Lithium).
  • الإصابة بمرض السكري قبل الحمل.

تشخيص تشوهات الجنين

يُمكن للطبيب تشخيص العديد من التشوّهات الجنينيّة خلال مرحلة الحمل، وذلك باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتيّة، أو بالفحوصات المخبريّة للدم، أو عن طريق بزل السائل الأمينوسي (بالإنجليزيّة: Amniocentesis)، ويتم عادةً إجراء هذه الفحوصات للنساء اللواتي لديهنّ عوامل تزيد من خطر حدوث التشوّهات الجنينيّة، كما يُمكن ملاحظة التشوّهات الجنينيّة بعد الولادة من قبل الطبيب المختصّ بالفحص البدني للطفل، وإجراء فحوصات الدم خلال فحص حديثي الولادة (بالإنجليزيّة: Newborn screening)، ومن الجدير بالذكر أنّه ليس من السهل الكشف عن هذه التشوّهات قبل الولادة.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Healthline Editorial Team (26-5-2017), "Birth Defects"، www.healthline.com, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Congenital anomalies", www.who.int,1-9-2016، Retrieved 5-3-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Steven Dowshen (1-9-2017), "Birth Defects"، www.kidshealth.org, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Margaret Walsh (14-5-2008), "Birth Defects"، www.medicinenet.com, Retrieved 5-3-2018. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Birth Defects", my.clevelandclinic.org,17-8-2012، Retrieved 5-3-2018. Edited.