ما هو الفرق بين الرسول والنبي

ما هو الفرق بين الرسول والنبي

الرّسل والأنبياء

عندما خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفته في الأرض، جعل له شريعة يسير عليها وتحكمه حتى لا تسود الفوضى، فقد أرسل الله عزّ وجلّ الرّسل والأنبياء إلى النّاس لإبلاغهم الرّسالة، وهي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والفوز برضاه في الدّنيا والفلاح بالجنة في الآخرة.

نجح بعض هؤلاء الرسل والأنبياء في تبليغ ما كُلّف به، والبعض الآخر تم قتله ومحاربته لدحض تلك الدّعوة والسّير على الضلالة، فقد ذكر الله تعالى الأنبياء وقصصهم في القرآن الكريم، ولكن سنوضح هنا في كيفية التّمييز ما بين الرّسول والنّبي.

النّبي

بداية كلمة النّبي هي مشتقة من الفعل نبّأ أي أخبر، فالنّبي هو المُخبِر الذي اختاره الله تعالى وأوحى إليه الشّرع، ولكن لم يَبعثه لأحد ولم يَأمُره بتبليغ ما أوحى له، فالنّبي كُلّف ليوضح لأهل الدّين أمور الدّين التي يعرفونها من قبل، حيث إن الرّسالة كانت موجودة بينهم من قبل، ويُذكر أنّ عدد الأنبياء الذين تمّ ذكرهم في القرآن الكريم هم خمسة وعشرين نبياً.

الرّسول

الرّسول هي كلمة مشتقة من الفعل أرسل أي بعث، فالرّسول هو المبعوث الذي بعثه الله تعالى للناس الذين يجهلون ويخالفون شرع الله حتى يبين لهم سبيل الهداية. فلنتذكر كيف بعث الله تعالى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إلى العرب الذين كانوا يعبدون الأوثان، أي كانوا مخالفين لشرع الله وأنهم كانوا على دين آبائهم، لهذا كُلّف الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بإقامة شرع الله تعالى في الأرض.

الفرق بين الرّسول والنّبي

  • بداية يعتبرالعلماء هم ورثة الأنبياء وليسوا ورثة الرّسل، فالنّبي كالعالم يُذكِّر ويعظ وينهى ويأمر النّاس، فالقائمون على الدّين يحتاجون لنبيٍ يعظهم ويذكّرهم، أمّا الرّسل فيبعثهم الله لمن يخالفون الدّين؛ لإقامة الحجة وبيان طريق الهداية لهم، فالرّسول يُخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور.
  • كلاهما أُوحي إليهما الشّرع، ولكن من حيث التّبليغ والتّكليف فالرّسول مُكلّف ومرسل إلى قوم كافرين يهديهم ويبلغهم رسالة الدّين التي بُعث بها كرسالة الإسلام التي بُعث بها الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأمّا النّبي فهو مبعوث إلى قومٍ مؤمنين يهديهم ويقيم الحُجة بينهم.
  • محمد صلّى الله عليه وسلّم هو رسول ونبي، وهو خاتم الأنبياء، كما ذُكر في القرآن الكريم (كذلك هو خاتم الرّسل)، فالأنبياء يبعثون بشريعة من قَبلَهم من الرّسل، فالرّسل يبعثون برسالة لم يسبقهم بها أحد.
  • يُبعث الرّسول وهو مُؤيد بالمعجزات لتصديق رسالته التي بُعث بها، ونذكر هنا أنّ النّبي والرّسول موسى عليه السّلام أُرسل إلى قوم فرعون الضّالين، فأيده الله تعالى بالحجج كمعجزة العصا التي تحولت إلى أفعى حقيقيّة، وكذلك عيسى عليه السّلام الذي أيده الله بمعجزة المائدة التي نزلت من السّماء، ومحمد عليه الصلاة والسلام الذي أيده الله تعالى بالمعجزات الكثيرة لتصديق رسالته التي أُرسل بها.
  • يُبعث الرّسول ومعه كتابه ليحكم به بين النّاس، مثل القرآن الكريم كتاب محمد عليه الصّلاة والسّلام، والإنجيل كتاب الرّسول عيسى عليه السّلام، والتّوراة كتاب موسى عليه السّلام، والزّبور كتاب داود عليه السّلام، وهكذا نأمل بأن الفرق أصبح واضحاً ما بين الرّسول والنّبي.