ما الفرق بين المغفرة والعفو

ما الفرق بين المغفرة والعفو
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

المغفرة والعفو في القرآن الكريم

قال الله تعالى في القرآن الكريم : (يا أيّها الّذين آمنوا إنّ منْ أزْواجكمْ وأوْلادكمْ عدوًّا لّكمْ فاحْذروهمْ ۚ وإن تعْفوا وتصْفحوا وتغْفروا فإنّ اللّه غفور رّحيم) [التغابن: 14]، فذكرت في هذه الآية الكريمة ثلاث مفردات تتشابه في المعنى وهي العفو، والمغفرة، والصفح وكلها تدخل في ما يسمى بالمسامحة، وفي مصطلح المغفرة أمرنا الله تعالى بالاستغفار الذي له الفضل الكبير على حياة الإنسان، فالاستغفار هو توسل الله تعالى بأن يغفر الذنوب والمعاصي وأن يعفو عنها؛ لأنّ المرء سيسأل يوم القيامة عنها، وسنتعرف معاً على الفرق بين المغفرة وأيهما أبلغ.

المغفرة

المغفرة هي مصدر من الفعل غفر، وغفر له تعني تجاوز عنه، ومغفرة الذنوب والمعاصي أي التجاوز عنها، وعدم القنوط من المغفرة تعني عدم اليأس من رحمة الله، وغفر الشيء تعني ستره وخبأه.

المغفرة تعني ستر الذنب وإسقاطه من العقاب لينال الثواب، فالغفران هو من الله تعالى بأن يسامح المرء على ذنبه، لكن هذا الذنب يبقى مسجلاً في الصحيفة ويذكّر به المرء لكن دون عقاب.

العفو

العفو هو مصدر من الفعل عفا، وعفا عنه يعني أسقط عنه العقوبة، والله العفوّ هو اسم من أسماء الله الحسنى وتعني الذي يزيل ويمحي آثار الذنب والمعصية، وهو كثير الفضل.

العفو هو التجاوز عن الخطأ وعدم ذكره نهائياً، فالعفو هو أبلغ من المغفرة؛ لأنّه عند العفو يمحو الله الذنوب من صحيفة المرء أي الكتاب الذي يسجل كافة أعمال المرء، ولا يكون له أي أثر فيه، فلا يذكر الله تعالى فيه المرء يوم الحساب.

الفرق بين المغفرة والعفو

  • العفو يمحو الذنوب والمعاصي والخطايا من السجل يوم الحساب، ولا تذكر أبداً؛ لأنّ الله تعالى يُنسيها من قلب المؤمن، ومكان السيئات تثبت الحسنات، وهذا فيه فضل من الله تعالى للمؤمن.
  • المغفرة هي ستر الذنب دون عقاب، وفيها تذكير للمرء بالذنوب والمعاصي والخطايا، ولا تُمحى من قلب المؤمن حتى يتذكرها يوم الحساب، لذا فإنّ العفو أعمّ وأشمل من المغفرة.

في هذا الفرق بين المغفرة والعفو على المسلم أن يتمسك بهذا الدعاء الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي) [صحيح]، ولا شك أنّ طلب المغفرة والعفو والصفح لا بدّ من أن تتحقق بالتوبة، فالتوبة إدراك الذنب وعدم الرجوع إليه، فيمحو ذلك الذنب لمن يشاء، ويبدله بالحسنات، فلذلك فإنّ العفو بيد الله تعالى، فلا يعفو ولا يغفر الذنوب إلا هو ولمن يشاء حتى يلتزم المرء بطلب المغفرة والعفو حتى يكون الحساب يوم القيامة يسيراً.