ما الفرق بين الشرك والكفر

ما الفرق بين الشرك والكفر

الكفر

الكفر هو جحد الحق وإنكاره؛ كالذي يجحد الرب، أو صفاته، أو أفعاله، أو أسماءه، أو رسالته، أو أصل من أصول الإيمان أو وجوب بر الوالدين، أو تحريم الزنا، أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك، وللكفر أشكال عدة فقد يتمثل بالتكذيب أوالشك أو النفاق أو الاسكتبار وغيرها.قال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء:135]، وقال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) [الكهف:105].

الشرك

الشرك فهو التسوية بين الخالق والمخلوق في شيء من صفات أو أسماء أو أفعال الله، وهو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته أو ألوهيته أو فيهما معاً، وهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يعبد الأصنام أو النجوم، أويستغيث بالأموات أو الجن، أو ينذر لهم ويذبح قرابيناً ويسألهم الشفاعة.كما قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) [المائدة:72]، وقال عز وجل: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ*إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر:13\14] ، وقال تعالى في سورة الأنعام: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام:21].

العلاقة بين الكفر والشرك

هناك علاقة بين الكفر والشرك وهي علاقة عموم وخصوص، فكلّ مشرك كافر وليس كلّ كافر مشرك، والكفر أعمّ من الشرك، والشرك بمعناه يتداخل معه.

المشرك كافر؛ لأنّه أنكر شيئاً من خصائص الله وعبادته وصرفها لغيره، ومن أشرك بالله لا ينفعه عمل دنياه، وأمّا الكافر فقد يكون مشركاً وقد لا يكون كذلك. قال الله سبحانه: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:32\33].

الشرك والكفر من المصطلحات التي إن اقترنت في اللفظ افترقت في المعنى، وإن افترقت في اللفظ اقترنت اجتمعت في المعنى كالإسلام والإيمان، ويُطلق كلّ منهما على الآخر من جانب، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا) [البينة:6]، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) [أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما].

الأحكام المترتبة على الكفر والشرك

لا يوجد اختلافات بين الأحكام والآثار المترتبة على الكفر والشرك، فكلاهما يترتب عليه البراءة، والهجران، وغيرها من الأحكام المتماثلة، ولكنّ سبحانه وتعالى خص أهل الكتاب بشيء من الأحكام تتمثل في إباحة طعامهم وردّ السلام، وقد خفّف الشارع في أحكامهم وطريقة التعامل معهم فهم أدنى منزلة في الكفر؛ وذلك لما معهم من أصل الكتاب وإن كان محرفاً.