ما المقصود بالبيئة

ما المقصود بالبيئة

تعريف البيئة لغةً

تُعرف البيئة لغةً بأنّها مَجْمُوعة العَنَاصِرِ الاصْطنَاعيَّة والطبيعية التي تُحِيطُ بالكائنات الحية (الإنْسَانِ، وَالحَيَوَانِ، وَالنَّبَاتِ)، وهي أيضاً المنزل والمكان الذي يسكنه الكائن الحي، وبشكلٍ عام هي جميع الظروف الخارجية التي تؤثر في شيء معين. أمّا عوامل البيئة فهي عبارة عن العَوَامِلُ الَّتِي تحيط وتتحكم في أحوال الكائنات الحية، وكيفية توزيعها وأماكن عيشها. ويمكن القول إنّ البيئة هي الحال؛ حيث يُقال البيئة الطَبيعيَّة، والبيئة السياسيَّة، والبيئة الاجتماعيَّة. وقد وردت كلمة البيئة في القرآن الكريم والسنة النبوية بعدة معانٍ متقاربة، ويعود الأصل الاشتقاقي لكلمة البيئة إلى مصطلح (بوأ) الذي يعود بأصله إلى كلمة (باءَ) أو (أباءَ).[1][2]

تعريف البيئة اصطلاحاً

البيئة (بالإنجليزية: Environment): (هي كل ما يحيط بالإنسان من مكونات عضوية حية مثل النباتات والحيوانات، ومكونات غير عضوية والتي يؤثر فيها الإنسان ويتأثر بها مثل الماء، والهواء، والغطاء الصخري)، ويمثل التفاعل المستمر والمتبادل بين المكوّنات العضوية وغير العضوية جزءاً أساسيّاً من عناصر البيئة الطبيعية المتداخلة والمعقّدة، وتعد البيئة المكان والإطار الذي يحيا فيه الإنسان ويمارس فيه أنشطته المختلفة ويتفاعل مع سائر الكائنات الحية وغير الحية من طقس، ومناخ، وتغيرات، وتقلبات قد تؤثر سلباً أو إيجاباً على حياته الاجتماعية وحالته النفسية، والبيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقوّمات حياته من غذاء، وكساء، ودواء، ومأوى، ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، وبصورة موجزة يمكن تعريف البيئة بأنها (المكان بمعالمه الطبيعية وملامحه البشرية). وقد تضمن الإسلام مفهوم البيئة بأسلوب أكثر تحديداً، حيث تم تعريفه بأنه (الأرض وما تضمه من مكوّنات غير حية في مظاهر سطح الأرض من جبال، وهضاب، وسهول، ووديان، وصخور، ومعادن، وتربة، وموارد المياه، ومكونات حية مثل النباتات، والحيوانات برية النشأة أو التي تعيش في الماء، وما يحيط بالأرض من غلاف جوي يضم العناصر الأساسية اللازمة لوجود الحياة على سطح الأرض). ويمكن تعريف البيئة في التصور الإيماني بأنه جملة الأشياء التي تحيط بالإنسان، بدءاً من الأرض التي تحتضنه ومروراً بالسماء التي تظله وما بينهما من العوامل والمؤثرات المختلفة. كما أنها تتعمّق داخل النفس البشرية لتضبط ما فيها، مستعلية على غرائز الشر. ومن الجدير ذكره، أن مفهوم البيئة في الإسلام يختلف عن التعريفات الاصطلاحية الأخرى، حيث ينظر الإسلام إلى البيئة نظرة أعمق وأشمل باعتبارها شريكاً يقاسم الإنسان الحياة والوجود، وأن مصيره الأخروي على مدى إحسانه بعناصر البيئة. في حين تنظر التعريفات الأخرى إلى البيئة من منظور مادي واستغلالي، باعتبار انحصار دورها فقط في كونها خزّاناً ومستودعاً للموارد الطبيعية، ومصدراً للإنتاج ووسيلةً لتلبية الرغبات البشرية.[2]

العوامل الطبيعية المؤثرة في النظام البيئي

تتعدد العوامل المؤثرة في النظام البيئي، ونذكر فيما يأتي أهم هذه العوامل:[3]

  • الضوء: يؤثر الضوء بشكل أساسي في النظام البيئي عبر التأثير في سلوك الكائنات الحية، حيث تتأقلم الكائنات الحية في سلوكها ومعيشتها بناءً على كمية الضوء الذي تتعرض له، وتختلف الكائنات الحية في مدى تعرضها لضوء الشمس تبعاً لاختلاف الأوساط التي تعيش فيها. على سبيل المثال، تقل شدة الإضاءة تدريجياً في البحار والمحيطات عند الاتجاه نحو الأعماق حتى تصل إلى بيئة مائية لكائنات حية نباتية وحيوانية نادرة متخصصة تعيش في ظلامٍ دامس، وفي المناطق القطبية يطول كل من الليل والنهار لبضعة أشهر، وهذا يوضح الاختلاف الكبير في الزمن الذي تتعرض فيه الكائنات الحية لأشعة الشمس تبعاً لموقعها على سطح الأرض. وهو من أهم العوامل بالنسبة للنباتات حيث إنه يساعدها على عملية البناء الضوئي.
  • الحرارة: تؤثر الحرارة في توزيع النباتات والحيوانات، عن طريق التأثير في سير العمليات الحيوية التي تجري في أجسام الكائنات الحية، وقد نجد أن معظم الكائنات الحية لا تستطيع التكيف مع التذبذب الحراري الشديد بين الارتفاع والانخفاض، حيث يتراوح المدى الحراري للنشاط اليومي لمعظم الكائنات الحية ما بين 10 - 45 درجة مئوية، وقد تتعدى بعض الكائنات هذه النسبة أو أقل منها.[4]
  • الماء: يمثل الماء العنصر الأساسي لبقاء الكائنات على قيد الحياة، حيث إن جميع الأنشطة الحيوية والتفاعلات الكيميائية الخلوية في الكائنات الحية لا تتم إلا في وسط مائي، لذا نجد أن الماء يمثل نسبةً عاليةً من محتوى خلايا الكائنات الحية على اختلاف أنواعها، حيث يحصل كل كائن حي على كفايته من الماء من بيئته لمواجهة احتياجاته اليومية، وتحصل الحيوانات على الماء الذي تحتاجه عن طريق الشرب أو عن طريق الماء الموجود في الغذاء أو في الفرائس، وتستطيع الحيوانات التي تعيش في المياه الاحتفاظ بالتوازن المائي داخل أجسامها.
  • التربة: هي الطبقة البسيطة التي تغطي قشرة الأرض، والتي تتكون عن طريق تحلل الطبقة السطحية للصخور بواسطة الماء وعوامل التعرية، وتمثل التربة الركيزة الأساسية لنمو النباتات ووسطاً مهماً لمعيشة الكثير من الكائنات الحية. ويعتمد وجود الكائنات الحية النباتية والحيوانية على التركيب الكيميائي للتربة وطبيعة حبيباتها، حيث تتعدد التربة في أنواعها، فمثلاً هناك تربة رملية، وتربة طينية، وتربة طفيلية، ويعيش في كل نوع من أنواع التربة كائنات حية تميزها عن غيرها.

أهمية البيئة للإنسان

تكمن أهمية البيئة للإنسان بصفة عامة في أنها تمثل أصل نشأته وبداية حياته، فمنها خلق وعليها يحيا ويمارس دوره المنوط به، وفي باطنها يُدفن ويوارى جثمانه، ويمكن توضيح أهمية البيئة للإنسان كما يأتي:[5]

  • الأهمية العلمية والثقافية: حيث ترتبط مواهب العمل العلمية والثقافية للبشر ارتباطاً وثيقاً بالبيئة التي تحيط بهم.
  • الأهمية الاقتصادية والعمرانية: حيث تحدد طبيعة البيئة أنماط الاستغلال الاقتصادي لها، فلكل من البيئة الزراعية والصناعية والتجارية مقومات خاصة، وعلى أساسها يتم تحديد طبيعة الاستغلال الاقتصادي لها.
  • الأهمية الصحة: لكل بيئة أمراضها الخاصة التي تصيب سكانها ومن يخالطونهم.

المراجع

  1. ↑ "تعريف ومعنى البيئة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أبي نصر الله عبد العزيز فاضلي، البيئة من المنظور الشرعي وسبل حمايتها في الإسلام، لبنان-بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 26-27-28-29. بتصرّف.
  3. ↑ ابراهيم عبد الرحمن ابراهيم، أساسيات علم البيئة، صفحة الصفحات غير مرقمة (عنوان الموضوع: مكونات أو عوامل النظام البيئي). بتصرّف.
  4. ↑ A. K. Srivastava (2008), Animal Physiology & Biochemistry, NewDelhi, India: s. Chand $ Compant LTD., Page 328. Edited.
  5. ↑ علاء الضاوي , بشير سبيطة، حماية البيئة والتراث الثقافي في القانون الدولي، صفحة 28-29. بتصرّف.