ما معنى تكيسات المبايض

ما معنى تكيسات المبايض
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

المبايض

تُعتبر المبايض (بالإنجليزيّة: Ovaries) من الجهاز التناسليّ الأنثويّ (بالإنجليزيّة: Female reproductive system)،[1] وتوجد على جانبيّ الرحم (بالإنجليزيّة: Uterus) في تجويف الحوض (بالإنجليزيّة: Pelvis)، ومن أبرز وظائف المبايض إنتاج البويضات (بالإنجليزيّة: Eggs)، والهرمونات الأنثويّة المُتمثّلة بهرمون الإستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen)، وهرمون البروجيستيرون (بالإنجليزيّة: Progesterone)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الهرمونات تتحكّم في خصائص الجسم الأنثويّة، والدورة الشهريّة (بالإنجليزيّة: Menstrual cycle)، والحمل.[2]

تكيسات المبايض

في بعض الأحيان يظهر كيس أو جيب بصورة غير طبيعيّة داخل المبيض أو على السطح الخارجيّ له؛ حيث تملؤه مادة تكون إمّا في الحالة السائلة، أو الغازيّة، أو شبه الصلبة، وتُعرف هذه الحالة بتكيّسات المبايض (بالإنجليزيّة: Ovarian cysts)، وتُعتبر التكيّسات مُشكلة شائعة بين النساء خاصّة خلال الفترة الإنجابيّة (بالإنجليزيّة: Reproductive years) بما في ذلك فترة الحمل، ويتراوح حجم الأكياس بين الصغير والكبير، ولكن في معظم الأحيان يكون حجمها صغيراً، وغالباً ما تكون التكيّسات غير مُؤذيةٍ، وتختفي دون اللجوء للعلاجات الطبيّة، ولكن في بعض الأحيان تكون هذه التكيّسات كبيرة في الحجم ومُؤلمة وقد لا تختفي من تلقاء نفسها، وعلى الرغم من ندرة ظهور السرطان في هذه التكيّسات، إلا أنّ فرصة ظهوره تزداد بتقدّم المرأة بالعمر.[3][4]

أنواع تكيسات المبايض

تختلف أنواع تكيّسات المبايض، ويُمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيّين؛ الأنواع الوظيفيّة (بالإنجليزيّة: Functional cysts) وهي مُرتبطة بالوظيفة الطبيعيّة الشهريّة للمبيض أي الدورة الشهريّة، والأنواع غير الوظيفيّة (بالإنجليزيّة: Nonfunctional cysts) غير المُرتبطة بالدورة الشهريّة.[5]

الأنواع الوظيفيّة

هي تكيّسات شائعة وغير مُؤذية، ولها نوعان:[4][5]

  • الكيس الجُريبيّ: (بالإنجليزيّة: Follicular cyst) وهو أكثر أنواع تكيُّسات المبايض شيوعاً. في الوضع الطبيعيّ ينمو بشكل شهري جُريب يحوي بويضة تستعدّ لتخرج في مُنتصف الدورة الشهريّة باتجاه الرحم، ويحتوي الجُريب على سوائل تُحيط بالبويضة لحمايتها، ولكن إذا لم يُطلق الجريب البويضة أو إذا لم يتخلص من السائل ويتمزّق، فإنّ الجُريب يستمرّ باحتجاز السوائل وينتفخ ليُكوّن ما يُسمّى بالكيس الجُريبيّ، والذي يختفي بشكل طبيعي خلال عدّة أسابيع.
  • كيس الجسم الأصفر: (بالإنجليزيّة: Corpus luteum cyst) وهو أقل شيوعاً من النوع السابق، وفي الحقيقة فإنّ الجسم الأصفر هو النسيج الذي تُخلّفه البويضة بعد إطلاقها من الجريب بشكلٍ طبيعيّ، ولكن إذا امتلأ الجسم الأصفر بالدم فإنّه يكوّن ما يُسمى كيس الجسم الأصفر، وغالباً ما يختفي بشكل طبيعي خلال عدّة أشهر، ولكن قد يتمزّق بشكل مُفاجئ مُسبّباً ألماً ونزيفاً داخلياً.

الأنواع غير الوظيفيّة

تسمّى أيضاً الأكياس المرضيّة (بالإنجليزيّة: Pathological cysts)، وقد تكون غير مؤذيةٍ أو خبيثة (بالإنجليزيّة: Malignant)،[4] وتشمل الأنواع الآتية:

  • كيسة جلدانيّة: (بالإنجليزيّة: Dermoid cysts) يُعتبر هذا النوع أكثر الأنواع غير الوظيفية شيوعاً عند النساء الأقلّ من ثلاثين عاماً، وتحتوي هذه الكيسة عادةً على أنسجة مُختلفة مثل؛ الشعر (بالإنجليزيّة: Hair)، والجلد (بالإنجليزيّة: Skin)، والأسنان (بالإنجليزيّة: Teeth) وذلك لأنّها تتكوّن بالأساس من الخلايا الجنينيّة (بالإنجليزيّة: Embryonic cells)، وتجب إزالة هذه التكيّسات جراحيّاً.[4][5]
  • ورم غُدّي كيسيّ: (بالإنجليزيّة: Cystadenomas) وينتشر هذا النوع في النساء اللواتي تجاوزن الأربعين عاماً، وينتج هذا النوع من الخلايا الخارجيّة التي تُغطي المبيض، وبعض هذه الأكياس يكون مُمتلئاً بسوائل مائيّة والبعض الآخر مُمتلئاً بمادّة مُخاطيّة، وتجب إزالة هذه التكيّسات جراحيّاً.[4]
  • ورم بِطانيّ رحميّ: (بالإنجليزيّة: Endometriomas) يحدث هذا الورم نتيجة الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزيّة: endometriosis) الذي تنمو به بطانة الرحم خارج الرحم، وإنّ وصول جزء من هذه البطانة للمبيض قد يشكّل كيساً يُسمّى ورماً بطانيّاً رحميّاً.[5]
  • مُتلازمة المبيض مُتعدّد الكيسات: (بالإنجليزيّة: Polycystic ovary syndrome) هي حالة نموّ عدد كبير من التكيّسات الصغيرة داخل المبيض مُسبّبة زيادة حجم المبيض، وإنّ عدم علاج مُتلازمة المبيض مُتعدّد الكيسات قد يؤدّى إلى العقم (بالإنجليزيّة: Infertility).[1]

أعراض تكيسات المبايض

تظهر مُشكلة تكيّس المبايض في مُعظم الأحيان دون ظهور أيّة أعراض، وقد تظهر أحياناً بعض الأعراض التي تتشابه مع مشاكل صحيّة أخرى، ومن الأعراض المحتملة لتكيّسات المبايض ما يلي:[4]

  • حدوث اضطّرابات في الدورة الشهريّة بالإضافة إلى الألم.
  • الشعور بألم في منطقة الحوض والذي قد يمتدّ إلى أسفل الظهر والفخذ، وأحياناً قد يظهر الألم قبل بداية أو نهاية الدورة الشهريّة.
  • الشعور بالألم خلال الجماع (بالإنجليزيّة: Dyspareunia).
  • الحاجة المُتكرّرة لإخراج البراز، أو الشعور بالألم خلال الإخراج.
  • الشعور بإيلام في الأثداء (بالإنجليزيّة: Breast tenderness)، والغثيان (بالإنجليزيّة: Nausea).
  • انتفاخ البطن (بالإنجليزيّة: Abdominal bloating) أو الثقل في البطن.
  • الشعور بالحاجة لتكرار التبوّل أو عدم التفريغ الكامل للمثانة (بالإنجليزيّة: Bladder).
  • حدوث تغييرات في كميّات الهرمونات المُنتجة ممّا يُؤثّر في نموّ الشعر والأثداء.

علاج تكيسات المبايض

هناك مجموعة من العوامل تُساعد على تحديد نوع العلاج اللاّزم ومنها؛ عُمر المريضة، ووجود الأعراض، وحجم الكيسة، ومظهر الكيسة، وتنقسم العلاجات إلى نوعين أساسيّين؛ العلاج الجراحي (بالإنجليزيّة: Surgical treatment)، وغير الجراحي (بالإنجليزيّة: Nonsurgical treatment).[4]

العلاج غير الجراحي

ويشمل العلاجات الآتية:[4]

  • الانتظار اليَقظ: (بالإنجليزيّة: Watchful waiting) وفي هذا النوع من العلاج يكتفي الأطباء بمراقبة التكيّسات دون أيّ تدخل، ويُفضّل الأطباء هذا العلاج وخاصةً في النساء اللواتي لم يصلن سن اليأس، وطول الكيسة لديهنّ 2-5 سنتيمترات، وعندها يُتابع الأطباء وضع التكيّسات باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزيّة: Ultrasound scans).
  • حبوب تنظيم الحمل: (بالإنجليزيّة: Birth control pills) وذلك للتقليل من تكوين التكيّسات المُستقبليّة الجديدة خلال الدورة الشهرية، كما يُقلّل فرصة حدوث سرطان المبيض (بالإنجليزيّة: Ovarian cancer).

العلاج الجراحي

يلجأ الأطباء لخيار الجراحة في بعض الحالات، ومنها إذا كان حجم الكيسة كبيراً، أو لا يزال موجوداً لدورتين أو ثلاث دورات شهرية، أو في حال وجود أعراض التكيّسات، وهناك نوعان من العمليّات الجراحيّة لهذا الغرض:[4]

  • تنظير البطن (بالإنجليزيّة: Laparoscopy): تتمّ بعمل شقّ صغير، وتجدر الإشارة إلى عدم حاجة المريضة للبقاء في المستشفى بعد إجرائها، ولا تؤثر هذه العملية في خصوبة المرأة المصابة.
  • فتح البطن (بالإنجليزيّة: Laparotomy): تتمّ بعمل شقّ كبير على حدود منطقة العانة (بالإنجليزيّة: Pubic)، لذلك تحتاج المريضة للبقاء لمدّة يومين على الأقل في المُستشفى، وغالباً ما تُستخدم هذه الطريقة في حالة الكيسة السرطانيّة (بالإنجليزيّة: Cancerous cyst)؛ حيث تُرسل الكيسة إلى المُختبر للفحص بعد إزالتها. ومن الجدير بالذكر أنّه في حالة الكيسة السرطانية قد تحتاج المريضة لإجراء عمليّات استئصال لبعض الأعضاء والأنسجة مثل؛ الرحم، والمبيض.

مضاعفات تكيسات المبايض

بالرّغم من أنّ حدوث مُضاعفات لتكيّسات المبايض هو أمر نادر، إلا أنّها تُعتبر خطيرة نوعاً ما إذا حدثت، ومن أبرزها:[1]

  • تمزّق الكيسة: إنّ تمزّق الكيسة داخل المبيض قد يؤدّي لألم شديد، ونزيف داخليّ، مما يزيد فُرصة حدوث العدوى (بالإنجليزيّة: Infection).
  • التواء المبيض: (بالإنجليزيّة: Ovarian torsion) يحدث التواء المبيض عندما تُجبر كيسة كبيرة الحجم المبيض ليلتفّ ويتحرّك من مكانه الطبيعيّ، وبالتّالي يقلّ تدفّق الدم الواصل للمبيض وتزداد فرصة موت الأنسجة إذا لم يتمّ علاج المشكلة.
  • الكيسة السرطانيّة: بالرّغم من أنّ مُعظم تكيّسات المبايض حميدة، إلا أنّه في بعض الأحيان قد يُلاحظ الطبيب خلال الفحص وجود كُتلة كيسيّة سرطانيّة في المبيض (بالإنجليزيّة: Cancerous cystic ovarian mass).

المراجع

  1. ^ أ ب ت Valencia Higuera (17-7-2017), "Ovarian Cysts"، www.healthline.com, Retrieved 30-10-2017. Edited.
  2. ↑ Melissa Conrad Stöppler (26-9-2017), "Ovarian Cysts Causes, Signs, Symptoms, Types, and Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 30-10-2017. Edited.
  3. ↑ Nivin Todd (13-2-2017), "What Is an Ovarian Cyst?"، www.webmd.com, Retrieved 30-10-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Christian Nordqvist (27-6-2017), "Ovarian cysts: Symptoms, treatment, and causes"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-10-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (7-8-2017), "Ovarian cysts"، www.mayoclinic.org, Retrieved 30-10-2017. Edited.