ما هي حمى البحر المتوسط

ما هي حمى البحر المتوسط

حمّى البحر المتوسط

تُعتبر حمّى البحر الأبيض المتوسط العائلية (بالإنجليزية: Familial Mediterranean Fever) أحد الأمراض الوراثية النادرة، وأكثر الأعراق إصابةً بها هم اليهود السفارديون (بالإنجليزية: Sephardic Jewish)، وبعض العرب، والأمريكيين، والأتراك، إذ يُصاب بالمرض ما يُقارب واحداً من بين كل 200 شخص من هذه الأعراق، ويتمثّل المرض بمعاناة المصاب من الحمّى المتكررة (بالإنجليزية: Recurrent Fever)، والتهاب الغشاء المبطّن للبطن والمعروف بالتهاب البريتون (بالإنجليزية: Peritonitis)، والتهاب البطانة المحيطة بالرئتين والمعروف بالتهاب الجنبة (بالإنجليزية: Pleuritis)، والتهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis) وآلامها (بالإنجليزية: Arthralgia)، بالإضافة إلى ظهور الطفح الجلديّ في منطقة الكاحل، ومن الجدير بالذكر أنّ أولى نَوبات المرض تظهر في 80-90% من المصابين عند بلوغهم العشرين من العمر، وهذا لا يمنع احتمالية ظهورها في مرحلة الطفولة، وفي الحقيقة تختلف الفترة الزمنية الممتدة بين النَّوبة والأخرى من شخص إلى آخر، وغالباً ما تتراوح بين أيام وسنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ ظهور هذا الداء يتطلّب حمل كلا الأبوين للجين المسبب للمرض، وذلك لاعتبار المرض أحد الاضطرابات الجسمية المتنحيّة (بالإنجليزية: Autosomal recessive).[1]

أعراض حمّى البحر المتوسط

تتفاوت الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بحمى البحر الأبيض المتوسط بطبيعتها وشدتها، وإنّ 50% من المصابين يُعانون من الشعور بالانزعاج وتراجع الحالة الصحية قبل ظهور الأعراض في مرحلة تُعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome)، وكما ذكرنا فإنّ ظهور الأعراض يُعرف بالنوبة، وممّا يُحفّز حدوث النّوبة التعب والإعياء، والتوتر، وبذل المجهود الجسديّ، ومن الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين ما يلي:[2][3]

  • الحمّى؛ فقد تتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئويّة.
  • التهاب المصلية (بالإنجليزية: Serositis) ويعني التهاب الغشاء المبطّن للرئتين، والقلب، والبطن.
  • اضطرابات البطن؛ إذ وُجد أنّ 90% من المصابين يُعانون من اضطرابات البطن مثل الانتفاخ (بالإنجليزية: Bloating)، وآلام البطن، وقد يُعاني البعض من الإمساك (بالإنجليزية: Constipation) خلال النّوبة ذاتها، وقد يتبع ذلك معاناة المصاب من الإسهال عند انتهاء النّوبة.
  • آلام المفاصل والتهابها، وقد يُصاحب ذلك حدوث الانتفاخ، وقد يؤثّر ذلك في حركة المفصل المتأثّر، وغالباً ما تظهر هذه الأعراض فجأة وتختفي خلال سبعة أيّام، ومن الجدير بالذكر أنّ أكثر المفاصل عُرضةً لذلك هي مفاصل الحوض، والركبة، والكاحل.
  • ألم الصدر (بالإنجليزية: Chest Pain)، وغالباً ما يختفي خلال 48 ساعة.
  • ضيق في التنفس (بالإنجليزية: Shortness Of Breath).
  • آلام العضلات.
  • الطفح الجلديّ الذي يُصيب الساق وخاصةً في منطقة الكاحل.
  • انتفاخ كيس الصفن (بالإنجليزية: Scrotum) والشعور بالألم عند لمسه.

مضاعفات حمى البحر المتوسط

قد تترتب على الإصابة بحمى البحر المتوسط بعض المضاعفات إذا لم يُعالج المصاب، ومن هذه المضاعفات ما يلي:[3]

  • الداء النشواني: ويعرّف على أنّه تراكم بروتين غير طبيعيّ يُعرف بالبروتين النشواني أ (بالإنجليزية: Amyloid A) في الجسم مُسبّباً تلف الأعضاء التي يترسّب بها.
  • تلف الكلى: قد تترتب على الإصابة بحمّى البحر المتوسط معاناة الشخص من المتلازمة الكلوية (بالإنجليزية: Nephrotic Syndrome) نتيجةً لتأثر الكلى بالداء النشوانيّ، ويمكن تعريف المتلازمة الكلويّة على أنّها تلف الكُبيبات الكلوية (بالإنجليزية: Glomeruli) المسؤولة عن عملية الفلترة، ويترتب على ذلك ظهور البروتين في البول، بالإضافة إلى احتمالية معاناة الشخص من جلطات الشريان الكلويّ (بالإنجليزية: Renal Vein Thrombosis) والفشل الكلويّ (بالإنجليزية: Kidney Failure).
  • العقم في النساء: قد تُعاني بعض النساء المصابات بحمّى البحر الأبيض المتوسط من التهابات في الجهاز التناسليّ، وقد يترتب على ذلك المعاناة من العقم (بالإنجليزية: Infertility).

تشخيص الإصابة بحمى البحر المتوسط

يعتمد الأطباء في تشخيص الإصابة بحمى البحر المتوسط على عدد من العوامل، ومنها الأعراض التي يعاني منها المصاب، وكيفية ظهورها وتكرارها، بالإضافة إلى استجابة المصاب للعلاج، والتاريخ العائليّ، وفحص الجينات، هذا وقد يطلب الطبيب عدداً من الفحوصات، ومنها ما يلي:[4]

  • فحص عدد خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White Blood Cells)، إذ إنّ ارتفاعها يُعطي انطباعاً عن حالة جهاز المناعة.
  • فحص سرعة ترسب الدم (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate)، ويُعطي هذا الفحص انطباعاً عن وجود التهاب في الجسم.
  • فحص الفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen)؛ إذ إنّ ارتفاعه يدل على وجود خللٍ في عملية وقف النزيف.
  • فحص الهابتوغلوبين (بالإنجليزية: Haptoglobin)؛ حيث إنّ ارتفاعه يُشير إلى تحطيم خلايا الدم الحمراء، وهذا الأمر وارد في حالات الإصابة بحمّى البحر الأبيض المتوسط.
  • فحص البروتين المتفاعل-C (بالإنجليزية: C-reactive protein)، ويُفرز هذا البروتين من قِبل الكبد في حالات الإصابة بالالتهابات الحادة فقط، وعليه فإنّ ظهوره في الفحص يُعطي انطباعاً على وجود التهاب ممّا يُساعد على تشخيص الإصابة بحمى البحر المتوسط.
  • فحص البول؛ إذ إنّ ظهور الألبيومين (بالإنجليزية: Albumin) والدم في البول قد يدلّ على إصابة الكلى بالضرر، وقد يُساعد ذلك على التشخيص.

علاج حمّى البحر المتوسط

في الحقيقة لا يُوجد علاج لحمى البحر المتوسط، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية لتجنّب المعاناة من بعض الأعراض والعلامات، ومن هذه الأدوية ما يلي:[5]

  • دواء الكولشيسين (بالإنجليزية: Colchicine): ويُعطى هذا الدواء لتخفيف الالتهاب والوقاية من الأعراض المحتملة للمرض، ويُباع على شكل حبوب، وتعتمد الجرعة على حالة المصاب، ومن الآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدامه الانتفاخ، وتشنّجات البطن (بالإنجليزية: Abdominal Cramps)، والإسهال.
  • أدوية أخرى: يمكن اللجوء لأنواع أخرى من مضادات الالتهاب في الأشخاص الذين لم يُجدِ استخدام الكولشيسين معهم نفعاً، ومن هذه الأدوية ريلوناسيبت (بالإنجليزية: Rilonacept) وآناكينرا (بالإنجليزية: Anakinra).

المراجع

  1. ↑ "Learning About Familial Mediterranean Fever", www.genome.gov, Retrieved January 3, 2018. Edited.
  2. ↑ "Familial Mediterranean Fever", www.rarediseases.org, Retrieved January 3, 2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Familial Mediterranean fever", www.mayoclinic.org, Retrieved January 3, 2018. Edited.
  4. ↑ "Familial Mediterranean fever", www.rarediseases.info.nih.gov, Retrieved January 3, 2018. Edited.
  5. ↑ "Familial Mediterranean fever", www.mayoclinic.org, Retrieved January 3, 2018. Edited.