ما هي فدية الصيام

ما هي فدية الصيام
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الإسلام

يُعدّ الإسلام دين يسرٍ لا دين عسرٍ، ومن تيسيرِه أن جُعل للّذين يَعجزون عن أداء بعض الفرائض لسببٍ مشروع كالمرض والسفر وغير ذلك مَخارج يَخرجون من خلالها من دائرة الإثم والعقوبة، وقد فرَّق الإسلام بناءً على ذلك من يَترك الفريضة لسببٍ ما عَمّن يَتركها تعدّياً أو تقصيراً منه.

الصيام

شُرع التسهيل كما تمّ التوضيح في بعض العبادات نتيجة ظروفٍ محدّدة بيّنها الشرع، ومن بين هذه العبادات الصيام؛ فقد شَرَع الإسلام للمُسافر، والمريض، والحائض، والنفساء، والمُرضع، والرجل والمرأة العجوزين الإفطار في رمضان، وجعل على المُستطيع منهم ضرورة القضاء، وعلى العاجز الفدية، فما هي فدية الصيام؟ وعلى من تجب؟ وما هي حالاتها؟

فدية الصيام

تعريف الفدية لغةً واصطلاحاً

  • الفدية في اللغة جمعها فِدْيات وفِدًى، وهي على معنيين: الأول: ما يُقدَّم من مالٍ ونحوه لتخليص أسيرٍ أو غيره، يُقال: دفعت أسرة الفتاة الفدية إنقاذًا لابنتها، والثاني: بمعنى كفّارة؛ أي ما يُقدَّم لله سبحانه وتعالى جزاءً لتقصير في عبادة، يُقال: صام ثلاثة أيام فِدية، قال الله سبحانه وتعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)[1]أي؛ فداء وعِوض .[2]
  • الفدية في الاصطلاح تُعرّف بأنّها البَدل الذي يُقدّمه المُكلّف ويتخلّص به من مَكروهٍ توجّه إليه.[3]

تعريف الصيام لغةً واصطلاحاً

يُعرّف الصوم في اللغة بالإمساك، أمّا الصوم في الاصطلاح فيُعرّف بأنّه تَعبُّد المُسلم المُكلّف البالغ العاقل لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن المأكل، والمشرب، وسائر المُفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، مع استِحضار نيّة الصوم بشروطٍ مَخصوصة.[4]

على من تكون فدية الصيام

ذَهب الفُقهاء إلى إباحة الفطر في رَمضان لثلاثة أصناف على أن يقوم أصحابها بإخراج فدية الصيام، وهذه الأصناف هي:[5]

  • الشيخ الكبير الذي يشق عليه الصوم مَشقّةً شديدة؛ فقد اتّفق أهل الفقه على إباحة الفطر في نهار رمضان للشيخ الكبير الذي يُجهده الصوم ويشقّ عليه الصيام؛ فإذا أفطر يتوجّب عليه إخراج الفدية عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، أمّا فقهاء المالكية فقالوا: يُندب له إخراج الفدية، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )[6] ولقول الله سبحانه وتعالى أيضاً: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )[7]
  • الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على وَلديهما: اختلف الفُقهاء في وجوب الفدية على الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على ولديهما؛ فذهب فقهاء الشافعية في أظهر الأقوال عندهم وفقهاء الحنابلة ومجاهد إلى أنّه على كلٍّ منهما قضاء ما أفطرتا من أيام وإطعام مسكين عن كلّ يومٍ أفطرتا فيه، مستدلين بما ذهبوا إليه بأنّ كلٍّ منها داخلٌ في عموم قول الله سبحانه وتعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )[7]
  • المريض الذي لا يُرجى برؤه؛ فهذا يُباح له الفطر، لوجود وحصول المشقّة عليه في الصيام، فهو في حُكم الشيخ الكبير يجب عليه الفطر وعليه إخراج الفدية عن الأيام التي لا يصومها.[8]

مقدار فدية الصيام

الفرق بين الفدية والكفارة في الصيام

  • تجب الفدية على الّذي يعجز عن الصيام كالشيخ الكبير والمريض، قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )؛ [7] فمن كان حاله كذلك ممّن لا يَستطيع الصوم فإنّه يَجوز له أن يُفطِر ويُخرِج عن كلّ يومٍ كان قد أفطره أثناء شهر رمضان فديةُ طعامِ مسكين، ويندرج تحت هذا النوع غير الشيخ الكبير المرأة العجوز الهَرِمة والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى شفاؤه، وأضافَ بعض العلماء إلى هذا الصّنف المرأة الحامل والمُرضع التي تخاف على ولدها فتفطر ثم تقضي وتُطعم مسكيناً حين استطاعتها القضاء، وفي ذلك خلافٌ بين العلماء؛ حيث إنّ الغالبية يرون أنّ الحامل والمُرضع إن أفطرتا في رمضان فليس عليهما إلا القضاء فقط.
  • الكفارة واجبةٌ على التّرتيب؛ حيث يَجب على الّذي وَجبت عليه الكفّارة أن يبدأ بالعتق أوّلاً، ولعدم وُجوده في العصر الحاضر يَنتقل إلى الجُزء الثاني من الكفّارة فيَبدأ بالصيام، فإن عَجز عنه انتقل إلى الإطعام بأن يُطعِم ستّين مِسكيناً.

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 184.
  2. ↑ "تعريف ومعنى فدية"، معاني، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2017. بتصرّف.
  3. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 65، جزء 32. بتصرّف.
  4. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، فضائل الصيام وقيام صلاة التراويح - مفهوم، وفوائد، وفضائل، وخصائص (الطبعة -)، السعودية: مطبعة سفير، صفحة 5-6. بتصرّف.
  5. ^ أ ب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 66-67، جزء 32. بتصرّف.
  6. ↑ سورة الحج، آية: 78.
  7. ^ أ ب ت سورة البقرة، آية: 184.
  8. ↑ أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 1124-125، جزء 2. بتصرّف.
  9. ↑ حسام الدين عفانة (27-6-2014)، "الفرق بين الفدية والكفارة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2017. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6709، صحيح.