ما سبب نزول سورة النصر

ما سبب نزول سورة النصر

سورة النصر

سورة النصر من السّور المُتّفق على مدنيّتها؛ أي التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وهي من أواخر ما نزل من القرآن الكريم من قِصار السور، وعدد آياتها ثلاثة. لسورة الفتح عدّة مسمّياتٍ فتُسمّى بسورة النصر، وسورة الفتح لاشتراكها مع سورة الفتح بآية (إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً)، وتسمّى أيضاً بسورة التوديع، وكذلك بسورة إذا جاء نصر الله والفتح.

سورة النصر وسبب نزولها

في هذه السورة العظيمة البشارة من الله تعالى لرسولِه الكريم والمؤمنين بالنّصر والتمكين، ودخول الناس بأعدادٍ كبيرةٍ في الإسلام، والمقصود بالفتح ههنا فتح مكة المكرمة، وفيها أمرٌ من الله تعالى بتَسبيحه وحمدِه واستغفاره، وقد تمّ ذلك؛ حيث فَتَح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة المكرمة دونما قتالٍ، وكَسر الأصنام الموجودة في الكعبة المشرّفة وطهّرها من الرجس والأوثان، ودَخل الناس في دين الله أفواجاً، وعفا النبي الكريم عن أقوامٍ وأطلقهم.

نزلت سورة الفتح جملةً واحدةً لمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حُنين، وهذه السورة فيها نعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي إنّ الله عز وجل بيّن لنبيه أنه لن يعيش بعد النصر والفتح إلا القليل، وقال قتادة إنّ النبي لم يعش بعد نزولها إلا حوالي سنتين، وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثر في سجوده وركوعه بعد نزول هذه السّورة من التسبيح والحمد لله تعالى وكذا من الاستغفار، فيقول سبحان الله وبحمده اللهمّ اغفر لي.

مضمون سورة الفتح

تضمّنت سورة النصر معاني عظيمة، وقد خاطب فيها الله تعالى نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم حيث جاء فيها:

  • نصر الله وفتحه وتمكينه لرسوله الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم وللمؤمنين وذلك بفتح مكة المكرمة، وخذل الشرك والمشركين.
  • دخول الناس في دين الله تعالى بأعدادٍ ضخمةٍ.
  • أمر من الله تعالى لنبيّه الكريم بحمده وتسبيحه وشكره على إنجازه وعده له بالنّصر والظفر.
  • أمر من الله تعالى لنبيّه الكريم بطلب المغفرة منه لذنوبه، وما أُمر به النبي فالمؤمنون مأمورون به أيضاً.
  • وعدٌ من الله بالمغفرة والتوبة على من استغفره وتاب إليه.

دروس من سورة النصر

  • الاعتقاد بأنّ النصر من عند الله وحده.
  • الأخذ بالأسباب الموصلة للنصر ثم التوكّل عليه تعالى.
  • استغفار الله عزّ وجل وحَمده وشكره على نعمه.
  • التواضع لله تعالى والذلّ بين يديه؛ فالفضل كله والنصر من عنده.