ما حكم صبغ الشعر بالسواد للنساء

ما حكم صبغ الشعر بالسواد للنساء

حكم صبغ الشعر بالسواد للنساء

اختلفَ الفقهاءُ في حكم صبغ الشعر بالسواد على أقوال:[1]

  • القول الأول: يحرمُ صبغُ الشعر بالسواد للنساء والرجال، وهو قول عند الشافعية رجّحه الإمام النووي، واستدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: (جيءَ بأبي قحافةَ يومَ الفَتحِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: وَكَأنَّ رأسَهُ ثغامةٌ فقالَ: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: اذهَبوا بِهِ إلى بعضِ نسائِهِ، فلتغيِّرهُ، وجنِّبوهُ السَّوادَ).[2]
  • القول الثاني: يُكره صبغ الشعر بالسواد للنساء والرجال، وهذا قولُ الحنفية، ومعتمد عند المالكية، ومشهور عند الحنابلة، وهولاء وفّقوا بين الأحاديث التي يدلّ ظاهرها على المنع من الخضاب بالسواد، وبين ما قام به طائفة من الصحابة الذين ثبت عنهم الخضاب بالسواد، مثل الحسن والحسين، أو عثمان بن عفان، وكذلك عبد الله بن جعفر، وسعد بن أبي وقاص، فخضاب هؤلاء بالسواد دون الإنكار عليهم دالّ على أنّ النهي ليس للتحريم، إنّما للكراهة.
  • القول الثالث: يجوز الصبغ بالسواد بلا كراهة للنساء والرجال، وهو قول عند الأحناف، واختيار لأبي يوسف، وكذلك محمد بن الحسن، واختاره طائفة من التابعين، منهم ابن سيرين، وأبو سلمة، بقولهم إنّه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام تحريم الصبغ بالسواد، فالأصل في الأشياء الإباحة مالم يرد نصّ محرم.
  • القول الرابع: يجوز الصبغ بالسواد للمرأة دون الرجل، وقال فيه إسحاق، والحميدي، والدليل أنّ المرأة يُطلب لها التزين خلافاً للرجل، فأبيح لها التحليّ بالذهب، والخضاب، والوارد في النهي عن السواد خاصّ بالرجال فقط.

وأمّا باقي الألوان كالأحمر، والأصفر، فيجوز الصبغ بها بلا خلاف.[3]

حكم وصل الشعر للنساء

هناك أحاديثُ عديدة دلّت على تحريم وصل المرأة شعرهَا بشعر آدمي، من هذه الأحاديث ما روته أسماء بنتُ أبي بكر رضي الله عنها: (جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن لي بنتا عريس أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفأصل شعرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الواصلة والمستوصلة)،[4]أمّا إذا كان الوصل بغير الشعر الآدمي فاختلف فيه أهلُ العلم، ورجّحت طائفة منهم جوازَه كابن قدامة، والنووي.[5]

حكم إزالة الشعر للنساء

يجوز للمرأة أن تزيلَ جميعَ شعر جسدها،[6]أما شعر الحاجبين ففيه تفصيل:

  • يحرمُ على المرأة نمصُ شعر الحاجبين، إلا في حالة العلاج، أو التّشوه غير المقبول، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النّمص، ولعن فاعلَه.[7]
  • اختلف العلماء في حكم حلق شعر الحاجبين:[8]
  • ذهاب الشافعية إلى حرمة حلق شعر الحاجبين، واستدلالهم بعدم وجود فرق بين الحلق، والنتف.
  • ذهاب الحنابلة وكذا المالكية إلى جواز حلق شعر الحاجبين، لأنّ النهيَ ورد في النتف أو النمص، والحلق لا يُعدّ نتفاً.

المراجع

  1. ↑ دبيان الدبيان (2012-10-8)، "تغيير الشيب بالسواد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-17. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2937 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح .
  3. ↑ "حكم صبغ الشعر باللون الأحمر والأصفر"، islamqa.info، 2003-9-30، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-17. بتصرّف.
  4. ↑ رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم: 2/935، خلاصة حكم المحدث : صحيح .
  5. ↑ "حكم تركيب المرأة شعرا صناعيا"، fatwa.islamweb.net، 2011-7-3، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-17. بتصرّف.
  6. ↑ "إزالة شعر الوجه للمرأة"، islamqa.info، 2002-12-24، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-17. بتصرّف.
  7. ↑ "حكم نمص الحواجب للرجال والنساء"، fatwa.islamweb.net، 2007-10-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-28. بتصرّف.
  8. ↑ أحمد الخليل (2013-12-29)، "حكم إزالة الشعر من الحجابين أو الوجه بغير النتف كالقص والحف"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-17. بتصرّف.