اتفق العلماء على جواز صباغة الشعر باللّون الأسود في حالة الحرب، والجهاد في سبيل الله، كما اتفق العلماء كذلك على حرمة صبغ الشعر باللّون الأسود بهدف الخداع، والتدليس، كما تفعله بعض النساء حينما يتقدم أحد لخطبتها، ونكاحها، بينما وقع الاختلاف بين العلماء في الصبغ باللون الأسود بغرض تغيير لون الشّعر، أو تغطية الشيب، وغير ذلك، فكرهه جماعة من العلماء منهم المالكية والحنابلة، بينما ذهب آخرون، ومنهم الشافعية إلى اعتقاد حرمة صباغة الشعر بالأسود، كما رُوِيَ عنهم استحبابُ أن يخضبَ الرجل والمرأة بحُمرة، أو صُفرة، مع اجتناب السواد، لاعتقادهم تحريمَه، بينما ذهب الحنفية إلى اعتقاد إباحة صبغ الشعر باللون الأسود بلا كراهة أو تحريم، وأمّا رأي جمهور العلماء وما ذهب إليه أكثرهم فهو القول بكراهة خضاب الشعر بالسّواد دون تحريمه، وقد استدلّ القائلون بجوازه على فعل الصحابة، حيث روي عن جمع منهم أنّهم كانوا يخضبون بالسّواد، منهم عثمان بن عفّان، والمغيرة بن شعبة، والحسن والحسين، كما روي عن علي رضي الله عنه أنّه حثَّ الصحابة على الخضاب باللون الأسود، لأنّه أهيب في صدور الأعداء، وأعطف لنفوس النساء على أزواجهم.[1]
قد استدلّ المانعون لصباغة الشعر باللون الأسود بما جاء في السنة النبوية، حيث أُتِي بأبي قحافةَ والدِ أبي بكر الصديق وكأنّ رأسَه ثغامةٌ من البياض، فقال النبي: (غيِّروا هذا بشيءٍ واجتنِبوا السَّوادَ).[2]كما جاء في الحديث الآخر: (يَكونُ قومٌ يخضِبونَ في آخرِ الزَّمانِ بالسَّوادِ كحواصلِ الحمامِ لا يَريحونَ رائحةَ الجنَّةِ).[3]والوعيد في الحديث لا يكون إلا بسبب إتيان شيء مُحرَّم.[4]
قد أجاز العلماء للرجل والمرأة صبغ الشّعر بأيّ لون غير اللون الأسود، ما لم تكن المادة المستعملة في الصبغ نجسةً، أو فيها ضرر.[5]