ما علاج الصداع النصفي

ما علاج الصداع النصفي

الصّداع النصفي

يُعرّف الصّداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine) المعروف بالشقيقة على أنّه مرض عصبيّ يتميز بحدوث نوبات صداع تختلف في طبيعة ألمها عن أنواع الصداع الأخرى، وتتراوح في شدتها من المتوسطة إلى الشديدة، وقد يمنع هذا الصداع المصاب من ممارسة أنشطته اليومية، ويُطلَق عليه صداع الرأس الأوليّ (بالإنجليزية: Primary headache)؛ وذلك لأنّ الألم لا ينتج بسبب مرض آخر مثل سرطان الدماغ أو الإصابة بضربات الرأس. ومن الجدير بالذكر أنّ ألم الصداع النصفي يتركّز على يمين الرأس أو يساره، وقد يكون لدى البعض في كل الرأس، ويستمر على الأقل لمدّة أربع ساعات وقد يصل إلى عدّة أيام،[1] وينقسم الصداع النصفي بشكل رئيسيّ إلى نوعين هما الصداع النصفي مع الهالة أو ما يُعرف بالأورة (بالإنجليزية: Aura) والصداع النصفي بدون هالة، والفرق بينهما وجود الهالة؛ وهي تعبّر عن قدرة المريض على الإحساس بقدوم النوبة قبل مجيئها.[2]

علاج الصّداع النصفي

لا يوجد علاج تام للمرض، فعلاج الصداع النصفي يقوم على التخفيف من أعراضه، وتتنوع الأساليب المتَّبعة في علاج الصداع النصفي والتي تعتمد على عمر المريض، وتكرار وشدة الألم، ونوع الصداع، وفيما إن كان المصاب يُعاني من مشاكل صحيّة أخرى،[3] ومن أكثر الأعراض الشائعة التي تُصاحب الصداع النصفيّ الشعور بألم نابض في الرأس، وحساسية للضوء والضوضاء، والغثيان، وتغيرات في الرؤية، والاستفراغ، وغيرها.[4]

العلاج بالأدوية

يُقسم علاج الصداع النصفي بالأدوية إلى قسمين يأتي تفصيلها فيما يأتي:[5]

  • الأدوية المسكنة للألم: (بالإنجليزية: Pain-relieving medications)، وهي الأدوية التي يتم أخذها أثناء حدوث نوبة الشقيقة للتخفيف من الأعراض، وتشمل:[5]
  • الأدوية الوقائية: (بالإنجليزية: Preventive medications) وهي الأدوية التي يتمّ أخذها بشكل دوريّ وعادةً بشكل يوميّ لتقليل حصول نوبات الصداع وشدتها، ويكون الشخص مؤهلاً لأخذ هذه الأدوية في حال حدوث نوبات الصداع النصفي أربع مرات أو أكثر شهرياً، أو في حال استمرت النوبة الواحدة ما يزيد عن 12 ساعة، أو في حال عدم استفادة المريض من الأدوية المسكنة للألم، أو إذا شملت أعراض الصداع النصفي هالة مطوّلة، أو المعاناة من الخدران والضعف،[5] وتشمل هذه الفئة من الأدوية ما يأتي:[6]
  • مسكنات الألم: مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسيتومينافين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، وتوجد بعض الأدوية التي تضم كلاً من الأسبرين والأسيتومينافين مع الكافيين، ولكن هذه الأدوية قد تكون فعالة في الحالات المتوسطة ولا تفيد في الحالات الشديدة، ويجب التنبيه على أنّ تناولها لفترات طويلة قد يؤدي لحدوث قرحة ونزيف في القناة الهضمية، بالإضافة إلى احتمالية حدوث الصداع الناتج عن فرط تناول الأدوية (بالإنجليزية: Medication-overuse headaches). ومن مسكنات الألم أيضاً دواء إندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethacin) والذي يتوفر على شكل تحاميل.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، تقوم هذه الأدوية بقبض الأوعية الدموية وبالتالي إغلاق مسار الألم في الدماغ، وتتوفر على شكل حبوب، وبخاخات أنفية، وإبر، ومن الأمثلة عليها سوماتريبتان (بالإنجليزية: Sumatriptan)، وفروفاتريبتان (بالإنجليزية: Frovatriptan)، وريزاتريبتان (بالإنجليزية: Rizatriptan)، وألموتريبتان (بالإنجليزية: Almotriptan)، وغيرها.
  • الإرجوت: (بالإنجليزية: Ergots)، وتشمل الإرجوتامين (بالإنجليزية: Ergotamine) والأدوية المحتوية على الكافيين، وتعد هذه الأدوية أقل فعالية من التريبتانات، وتُبدي أفضل تأثير في الأشخاص الذين يستمر الألم لديهم أكثر من 24 ساعة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الإرجوتامين قد يؤدي إلى زيادة الاستفراغ والغثيان المصاحبَين للصداع النصفي سوءاً، وقد يؤدي كذلك للصداع الناتج عن فرط استخدام الأدوية، ومن مشتقات الإرجوت دواء ثنائي هيدروإرغوتامين (بالإنجليزية: Dihydroergotamine) ويتميز بأنّه أكثر فعاليّة وأقل آثار جانبيّة مقارنةً بالإرجوتامين، ويتواجد على شكل بخاخ أنفي وإبر.
  • الأدوية المضادّة للغثيان: (بالإنجليزية: Anti-nausea medications)، في العادة يتمّ دمج هذه الأدوية مع خيارات الأدوية الأخرى، ومن الأمثلة الشائعة عليها كلوربرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine)، وميتوكلوبراميد (بالإنجليزية: Metoclopramide)، وبروكلوربيرازين (بالإنجليزية: Prochlorperazine).
  • الأدوية الأفيونية: (بالإنجليزية: Opioid medications)، والتي تشمل المخدّرات (بالإنجليزية: Narcotics)، وبالتحديد الكودايين (بالإنجليزية: Codeine). وتؤخذ هذه الأدوية فقط في الحالات التي لا يمكن فيها تناول التريبتانات أو الإرجوت، وذلك بسبب خطر الإدمان على الأفيونات.
  • الغلوكوكورتيكويدات: (بالإنجليزية: Glucocorticoids)، يتمّ أخذ هذه الأدوية مع الأدوية الأخرى، ومن الأمثلة عليها البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) والديكساميتازون (بالإنجليزية: Dexamethasone)، ويجب التنبيه على عدم أخذها بشكل دوري تجنباً للآثار الجانبيّة.
  • مضادّات الاختلاج: وتُعرف هذه الأدوية أيضاً بمضادّات الصرع (بالإنجليزية: Anticonvulsants)، مثل فالبروات الصوديوم (بالإنجليزية: Valproate sodium)، والتوبيرامات (بالإنجليزية: Topiramate)، والغابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin).
  • مضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants)، مثل الأميتريبتيلين (بالأنجليزية: Amitriptyline).
  • مضادّات الهستامين: (بالإنجليزية: Antihistamines)، مثل السيبروهيبتادين (بالإنجليزية: Cyproheptadine).
  • حاصرات مستقبلات بيتا: (بالإنجليزية: Beta-blockers)، مثل البروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol) والتيمولول (بالإنجليزية: Timolol).
  • مضادّات الالتهاب: مثل النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • توكسين البوتولينيوم A: (بالإنجليزية: Botulinum toxin A)، وهي مادة يتمّ إفرازها من قبل أحد أنواع البكتيريا، وقد تمّت الموافقة على استخدامها عام 2010 في الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج الصداع النصفي، وتكون على هيئة حقنة يتم إعطاؤها في مقدمة الرأس أو الرقبة، وغالباً ما تُعطى كل ثلاثة شهور إذا دعت الحاجة.

التغيير في نمط الحياة

قد تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة على التقليل من نوبات حدوث الصداع النصفي، وتشمل هذه التغييرات الحصول على نوم كافٍ، ومحاولة تجنب الضغط النفسي، وشرب كميّة وافرة من الماء، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب بعض الأطعمة[2] والأشربة؛ مثل البيض، والشوكولاته، والكحول، ومنتجات الألبان، والمحليّات الصناعية، والكافيين وغيرها.[6]

تجنب محفزات الصّداع النصفي

يستطيع المريض تحديد المحفزات لنوبات الصداع النصفي لديه عن طريق الاحتفاظ بمفكرة لتسجيل ما يتعلق بكلّ نوبة تحصل له، ومراقبة هذا الأمر لعدّة أشهر، ومن المحفزات التي يمكن بتجنّبها الوقاية من حصول نوبة الصداع النصفي وتحسين كفاءة الحياة ما يأتي:[6]

  • الجفاف.
  • الجو الدافئ، والتغير في الجو.
  • الجوع.
  • الضوء الساطع ويشمل ضوء الشمس.
  • الأصوات العالية.
  • التمارين الرياضية الشديدة.
  • التدخين.
  • السمنة.
  • الروائح القوية.
  • حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة.

العلاج البديل

قد يفيد العلاج البديل في التخفيف من ألم الصداع النصفي المزمن، ويشمل العلاج البديل ما يأتي:[6]

  • الوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture)، حيث يقوم معالج متخصص بحقن الإبر في أماكن معيّنة من الجلد.
  • المساج.
  • تقنيات التغذية الراجعة الحيوية (بالإنجليزية: Biofeedback techniques)؛ وهي تقنيات للراحة تفيد في تعليم الشخص القدرة على التحكم الفيزيائي المرتبط بالضّغط وانقباض العضلات.
  • المنتجات العشبية، مثل الأرام (بالإنجليزية: Butterbur) وأقحوان زهرة الذهب (بالإنجليزية: Feverfew).
  • الفيتامينات مثل فيتامين ب2، والمغنيسيوم، ومساعد الإنزيم Q-10 (بالإنجليزية: Coenzyme Q10).

المراجع

  1. ↑ "Migraine Basics", www.migraine.com, Retrieved 23-12-2017. Edited.
  2. ^ أ ب Dr Helen Webberley (22-11-2017), "Everything you need to know about migraines"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-12-2017. Edited.
  3. ↑ Rachel Nall (20-12-2017), "Everything You Want to Know About Migraine"، www.healthline.com, Retrieved 23-12-2017. Edited.
  4. ↑ "Migraine Symptoms", www.migraine.com, Retrieved 23-12-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (26-4-2017), "Migraine"، www.mayoclinic.org, Retrieved 23-12-2017. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Healthline Editorial Team (2-6-2015), "Migraine Treatments"، www.healthline.com, Retrieved 23-12-2017. Edited.