ما هو مرض السل

ما هو مرض السل
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مرض السل

يُعدّ مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) مرضاً معدياً يؤثر في العديد من أجهزة الجسم، إلا أنّه يؤثر بشكل أساسي في الرئتين، وتسبّب هذا المرض بكتيريا تسمى المتفطرة السلية (بالإنجليزية: Mycobacterium tuberculosis). وهناك نوعان أساسيان لمرض السل؛ هما: السلّ النشط (بالإنجليزية: Active tuberculosis infection) والسل الكامن (بالإنجليزية: Latent tuberculosis infection)، وأمّا السل النشط فيُعرف بالحالة التي تظهر فيها أعراض السل على المريض وتكون لديه القدرة على نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، في حين يُعرف المرض الكامن بالحالة التي يصاب فيها الشخص ببكتيريا السل المتفطرة دون ظهور أعراض على المريض؛ إذ إنّ جهاز المناعة في الجسم يعمل على منع نمو البكتيريا وانتشارها، ومن الجدير بالذكر أنّ المصاب بالسل الكامن لا ينقل العدوى إلى الآخرين إلا إذا تم تنشيط البكتيريا نتيجة فشل الجهاز المناعي. وفي الحقيقة يُعدّ السلّ المُسبّب الأكثر شيوعاً لحالات الوفاة المرتبطة بالأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم، حيث سجّلت منظمة الصحة العالمية حوالي 10 ملايين إصابة بالسل في جميع أنحاء العالم في عام 2015، توفي منهم ما يقارب 1.8 مليون شخص في العام ذاته.[1]

أعراض مرض السل وعلاماته

يسبّب مرض السلّ مجموعة واسعة من الأعراض التي تُشبه أعراض الكثير من الأمراض المختلفة، وتختلف أعراض مرض السل بحسب موقع الإصابة، ويمكن بيان أعراض السل فيما يلي: [1]

  • أعراض عدوى الرئتين:
  • أعراض السل المرتبطة بالأجهزة الأخرى غير الرئتين:
  • الحمى والتعرق الليلي.
  • السعال المزمن المصحوب بالبلغم الدموي.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • فقدان الوزن.
  • الشعور بالتعب والإعياء العام.
  • ألم الصدر أثناء التنفس وضيق التنفس.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية.
  • الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonitis) الذي قد يكون العرض الوحيد لدى كبار السنّ المصابين بالسلّ الرئويّ.
  • مرض السل المرتبط بالهيكل العظمي (بالإنجليزية: Skeletal TB): ويُعرف أيضاً باسم مرض بوت (بالإنجليزية: Pott's disease)، وتتمثل أعراضه بالشعور بألم العمود الفقري، وتيبّس الظهر، والشلل في بعض الأحيان.
  • التهاب السحايا السلي (بالإنجليزية: TB meningitis): يسبب التهاب السحايا السليّ شعور المصاب بالصداع المستمر، والغيبوبة، والاضطرابات العقلية.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي السلي (بالإنجليزية: TB arthritis): يُسبّب هذا النوع من السلّ الألم في مفصل واحد من مفاصل الوركين أو الركبتين.
  • السل التناسلي البولي (بالإنجليزية: Genitourinary TB): يسبب السل التناسلي البولي صعوبة التبول، والشعور بالألم في الخاصرة، وكثرة التبول، وظهور كتل أو أورام حبيبية (بالإنجليزية: Granulomas).
  • السل المعوي (بالإنجليزية: Gastrointestinal TB): يُسبّب هذا النوع صعوبة البلع، والقرحة الهضمية، وألم البطن، وسوء الامتصاص والإسهال الذي قد يرافقه ظهور الدم.
  • السل الجنبي (بالإنجليزية: Pleural TB): يُسبّب هذا النوع من السل ظهور أعراض مثل الدبيلة الجنبية (بالإنجليزية: Pleural empyema) التي تتمثل بتجمع القيح على الصدر، وكذلك الانصباب الجنبيّ (بالإنجليزية: Pleural effusions).

علاج مرض السل

يعتمد علاج مرض السلّ بشكل أساسيّ على استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة تمتد من ستة إلى تسعة أشهر على الأقل، وهي فترة طويلة إذا قورنت مع غيرها من علاج الأنواع الأخرى من العدوى البكتيرية، وقد بيّنت بعض الدراسات أنّ فترة العلاج لمدة أربعة أشهر قد تكون كافية في منع تحول السل الكامن إلى السل النشط، وذلك باستخدام أكثر من مضاد حيوي في الوقت ذاته، ويجدر التنبيه إلى أنّ العلاج لفترة قصيرة يساعد على التزام المرضى بالدواء وتقليل الآثار الجانبية لها. ويعتمد اختيار المضادات الحيوية وطول فترة العلاج على عمر المريض، وصحته العامة، والأعضاء المتضررة في الجسم، ومقاومة البكتيريا للأدوية، ونوع السلّ.[2]

وتجدر الإشارة إلى ضرورة التزام المصاب بالعلاج حسب توصيات الطبيب، وألّا يتوقف عن استخدام الدواء عند الشعور بالتحسن، إذ إنّ التوقف عن استخدام العلاج قبل انتهاء الفترة الموصى بها للعلاج أو تخطي بعض الجرعات يمكن أن يُنشّط البكتيريا التي لم يتمّ قتلها، كما يمكن أن يُسبّب تحول البكتيريا إلى نوع مقاوم للمضادات الحيوية ممّا يزيد الأمر سوءاً. ويمكن أن تُسبّب الأدوية المستخدمة لعلاج السل فشل الكبد الذي يُعدّ حالة طبية خطيرة تستدعي مراجعة الطبيب بشكلٍ فوريّ، ومن الأعراض والعلامات التي قد تظهر على المصاب وتُشير إلى احتمالية فشل الكبد: الشعور بالغثيان أو القيء، وفقدان الشهية، واصفرار لون الجلد أو حدوث ما يُعرف باليرقان، وتغير لون البول بحيث يصبح غامقاً، والمعاناة من الحمّى لثلاثة أيام أو أكثر دون سبب واضح. ويمكن إجمال الأدوية التي تُستخدم في علاج السل فيما يأتي:[2]

  • الأدوية العامة: تشمل هذه الأدوية إِيزونيازيد (بالإنجليزية: Isoniazid)، وريفامبين (بالإنجليزية: Rifampin)، وإيثامبوتول (بالإنجليزية: Ethambutol)، وبيرازيناميد (بالإنجليزية: Pyrazinamide).
  • الأدوية الخاصة بحالات المقاومة: يتم العلاج باستخدام مضادات حيوية تسمى الفلوروكينولونات (بالإنجليزية: Fluoroquinolones) بالإضافة إلى الأدوية الوريدية مثل الأميكاسين (بالإنجليزية: Amikacin)، والكاناميسين (بالإنجليزية: Kanamycin)، وكابريومايسين (بالإنجليزية: Capreomycin) لمدة 20 إلى 30 شهراً. ويجدر بيان أنّ هناك أدوية حديثة يتمّ تطويرها لاستخدامها في علاج بكتيريا السل المقاومة للمضادات الحيوية بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة حالياً، ومنها بيداكويلين (بالإنجليزية: Bedaquiline) واللّنزوليد (بالإنجليزية: Linezolid).

عوامل خطر الإصابة بمرض السل

من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمرض السل ما يلي:[3]

  • بعض الممارسات غير الصحية: وتشمل التدخين، وتعاطي المخدرات، وشرب الكحول.
  • الإصابة ببعض الأمراض: من الأمراض التي تزيد خطر الإصابة بمرض السل: السكري، والمراحل النهائية لأمراض الكلى، وسوء التغذية، وبعض أنواع السرطان، وكذلك الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري.
  • تناول بعض أنواع الأدوية: مثل تلك التي تُستخدم لمنع رفض الأعضاء المزروعة، وتلك التي تُستخدم لعلاج العديد من الأمراض مثل السرطان، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، والصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، والذئبة (بالإنجليزية: Lupus).
  • السفر إلی المناطق التي ترتفع فیھا معدلات السل: وتشمل هذه المناطق جنوب صحراء أفريقيا، والهند، والمكسيك، ودول أمريكا اللاتينية الأخرى، والصين والعديد من الدول الآسيوية الأخرى، وأجزاء من روسيا ودول أخرى في الاتحاد السوفياتي السابق، وجزر جنوب شرق آسيا، وميكرونيسيا.

المراجع

  1. ^ أ ب "(Tuberculosis (TB", www.medicinenet.com, Retrieved 16-5-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Tuberculosis", www.mayoclinic.org, Retrieved 16-5-2018. Edited.
  3. ↑ "Tuberculosis", www.healthline.com, Retrieved 16-5-2018. Edited.