حفظ مال الزوج وعرضه في غيبته يعدّ من الحقوق التي يوجب بها الشرع النساء المسلمات بحقوق أزاوجهن[1]، وذلك لقول الله تعالي: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[2]، كذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: {الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير النساء إذا نظرت إليها أسرّتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك}[3]، فالمرأة المسلمة موجبة بحفظ عرض ومال زوجها عند غيبته عنها، وتعتبر من النساء الصالحات الطائعات لأزواجهن حتى في غيبتهم، على عكس النساء اللواتي لا يحفظن أنفسهن في غيبة أزواجهنّ ويعتبرن غير مؤتمنات على الأمانة حسب الشرع.[4]
تؤمر المرأة بطاعة زوجها في كلّ شيء عدا الأمور التي فيها معصية لله والرسول، فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، فالإسلام يوجب المرأة بطاعة الزوج في أمور الحياة، مثل: السفر معه إذا شاء ذلك دون أن يكون هناك خلاف في شروط الزواج المتّفق عليها مسبقاً[1]، واستئذانه عند الخروج من المنزل، وعدم إدخال من لا يحبّ إلى بيته[5].
يقوم الزواج بشكل أساسيّ على اللقاء الحميم بينهم، لذلك لا يجوز على المرأة عدم تلبية زوجها في الفراش، وهجره، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم::{إذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ}[6]، كذلك لا يجوز أن تصوم المرأة النوافل بدون إذن زوجها مسبقاً، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك:{لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد أي حاضر إلا بإذنه}[7][4]،لذلك فإنّ تمكين المرأة نفسها لزوجها كي يأخذ حقه من الجماع والاستمتاع يعدّ أحد حقوق الزوج على المرأة الواجبة حسب الشرع، فبذلك يكون عفاف الرجل، ويبعده عن الفتنة، ويعطيه الكثير من الراحة النفسيّة.