ماذا يجب أن تأكل المرضعة

ماذا يجب أن تأكل المرضعة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الرّضاعة الطبيعية

يستعدّ جسم الأم خلال فترة الحمل لإفراز الحليب استعداداً لتغذية المولود بالغذاء المناسب عن طريق عمليّة الرضاعة؛ إذ إنّ الرضاعة تُلبّي كل ما يحتاجه الرّضيع من الغذاء المتكامل الذي يمنح بدوره الطفل الغذاء الصحيّ المُناسب والمناعة الذاتية تجاه مُعظم الأمراض المُعدية والمزمنة، بالإضافة إلى حِمايته من الالتهاب الرئوي والإسهال والربو.

يُسهم حليب الأم في نموّ المهارات الحسية والمعرفيّة للطفل، ونظراً لإفراز الحليب داخل جسم الأم فإنه يكون دائماً في درجة الحرارة المناسبة للطفل، ولا تقتصر فائدة عمليّة الرضاعة على الطفل فقط بل إنها تُساعد في عودة رحم الأم إلى وضعيته قبل الولادة وتخفيف النزيف الذي يتبعها، فضلاً عن توفير الحماية من سرطان الثدي والمبيضين.[1]

تغذية الأم المرضعة

تمنَح الأمّ المُرضعة لطفلها الكثير من العناصر الغذائية، وتفقد الكثير من السعرات الحرارية، لذلك من الواجب عليها تعويض هذا الفقدان بالإضافة لاستمراريّة الإنتاج بشكل فعال، فتحتاج الأم للغذاء الصحي المتوازن، ويتوجب على الأم المرضعة تناول كميات كافية من السوائل والفيتامينات، وفيتامين د على وجه الخصوص، إضافة لما يناسب احتياجاتِ جسمِها وبنيتها الصحية من المعادن المتوفرة بأنواع الأطعمة، ومن المُستحسن في مثل هذه الظروف اقتراح برنامج غذائي مناسب ومنظم، تلجأ إليه المُرضع ليساعدها على تحديد غذائها المتوازن كماً ونوعاً وتوقيتاً، فكلّما كانت تغذية الأم متوازنةً كان الطفل أكثر استقراراً وأقلّ عُرضةً للاضطرابات الهضميّة كالانتفاخ والغازات.[2]

النظام الغذائي للمرضعة

تُنتج الأم المرضع من ثلاثة أرباع الكيلوغرام إلى كيلوغرام كامل من الحليب يومياً؛ حيث يعكس هذا الحليب نوع وكميّة الغذاء الذي تتغذاه، ففي حال حدوث أيّ نقصٍ في توافر العناصر الغذائية المهمة للرضيع فإنّه يتمّ تعويضها من المَخزون الاحتياطي في جسم الأم، لذا فيجب أن يحتوي غذاء الأمّ المُرضعة على جميعِ العناصر الغذائية الضرورية لتأمين غذائها وإتمام عمليّة نمو وتطوّر الطفل، كما ينبغي تنظيم البرنامج الغذائي بالعدد والكم بما يضمن استمراريّة حصول الأم على الطاقة وعدم تعرّضها لأيّ نقصٍ بشكلٍ مستمر على طول فترة الرضاعة، فمن الأفضل تَقسيم الوجبات الرئيسيّة إلى عدة وجبات مُتسلسلة بكميّاتٍ مناسبة لا تتعدّى حدود الحاجة من غير إفراط يؤدي بها إلى السمنة ولا تفريط يُشعرها بالجوع،[3]أمّا مُكوّنات الغذاء الصحي للمرضع فإنّها يجب أن تُدعّم بالعناصر المهمّة لإتمام عملية نمو الطفل بالشكل السليم، ويُمكن إجمال العناصر المهمّة الرئيسية من حيث احتياج الأم لها والمصادر الغذائية لها في الآتي:

الأسماك

تُعدّ الأسماك غذاءً بروتينياً متكاملاً، فهي تحتوي على فيتامين د والزيوت غير المشبعة، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية كالأوميغا 3 التي تعدّ من المواد المهمة جدًاً في نمو أغشية الدماغ عند الطفل، ويجب الحرص على الحصولِ على كميّة كافيةٍ منها نظراً لقلة مصادرها الغذائية؛ فحصول الطفل على الكميّات الكافية من الأوميغا 3 أثناء مرحلة الرضاعة لها الأثر الإيجابيّ في إبصار الطفل وتطور قدراته العقلية والمعرفية.[4]

الفواكه والخضروات

تحتوي الفواكه والخضروات على كميّاتٍ وافرةٍ من الفيتامينات والأملاح المعدنية فضلاً عن الماء وباقي عناصر الغذاء الرئيسيّة بنسبٍ مُتفاوتة، كما أنّ الخضار الورقية تحتوي على نسبٍ عالية من فيتامين أ، وفيتامين سي، والحديد، والمواد المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى أنها تحتوي على كميّةٍ قليلةٍ من السعرات الحراريّة لذا يجب الإكثار منها.[5]

الحليب ومشتقات الألبان

يحتوي الحليب ومشتقّاته على الدهون النباتيّة والبروتينات المفيدة، وبالتالي يجب على الأم المرضع شرب ما لا يقلّ عن ثلاثة أكواب من الحليب يومياً، فهي مصدرٌ رئيسيٌّ للكالسيوم، بالإضافة إلى أنّ الحليب يُزوّد الجسم بكميّاتٍ من فيتامين د وفيتامين ب اللذين يساعدان على نموّ عظام الطفل وتأسيس أسنانه.[6]

العناصر المعدنية

تُسهم العناصر المعدنية في عملية النمو السليم والصحي للطفل الرضيع، فهو يستمدّ كل ما يحتاجه جسمه من حليب الأم كالكالسيوم المهم جدّاً في عمليّة تكوين العظام والأسنان وسلامة نموّها، بالإضافة إلى دوره المهم في تخثّر الدم وعملية الاستقلاب، وتعتبر الألبان ومشتقّاتها مصدراً رئيسيّاً له، بالإضافة إلى تناول كميّاتٍ من الأغذية التي تحتوي على الحديد؛ كاللحوم الحمراء، والكبدة، والخضار، الورقية.[7]

نقاط يجب على المُرضعة مراعاتها

توجد بعض النقاط على الأم المرضعة مُراعاتها، منها:[8]

  • يجب على الأم تجنّب بعض الأغذية التي قد تُسبب المغص والغازات والنفخ في البطن؛ كالزهرة، والملفوف، والبقوليات، لأنها ستُسبّب الغازات والمغص المُزعج والمؤلم للأم وبالتالي للطفل أيضاً.
  • يجب معرفة أنّ حليب الأم يحمل نفس مذاق غذائها، لذا يجب الانتباه واختيار الأغذية بشكل جيد، فيجب الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة ذات الطعم الحار واللاذع، كما يجب الاعتدالُ في شرب الكافيين فالإكثار منه يؤدّي إلى التلبّكات المعويّة والتوتر والمغص للطفل.
  • تُنصح عادةً الأمّهات بتناول المكمّلات الغذائية من فيتامين د، وذلك لأهميّتهما للنموّ والتطور السليم لجسم الطفل، بالإضافة إلى تدعيم مخزون الأم ليُغطّي حاجة الطفل دون الانتقاص من حاجة جسمها، وهذا لا ينتقص من حاجة الأم للحصول على العناصر المهمة من مصادرها الطبيعيّة من الغذاء الجيّد قدر الإمكان، وفي حال تَعرّض الأم لنقص الحديد قد تحتاج إلى الجرعات المُدعَّمة والمُكملة التي تُؤخذ بعد استشارة الطبيب.[9]

مكونات حليب الأم

يتكون حليب الأم من أكثر من مئة نوع من أنواع العناصر الغذائية التي تُلبي حاجة الطفل الغذائية والمناعية وبكميات متناسبة مع مراحل نموه المختلفة، ومن أبرز العناصر المكون’ له ما يلي:[10][11]

  • الحديد: على الرّغم من أنّ الحديد في حليب الأم أقلّ نسبياً من غيره من العناصر إلا أنه سهل وسريع الامتصاص على الطفل بعكس الحديد الموجود في الحليب الصناعي فهو صعب الامتصاص والهضم.
  • البروتينات: يحتوي حليب الأم على كميّات من البروتينات المناسبة التي يحتاجها الطفل في عمليّة النمو وتطور الدماغ، وتتميّز بأنها سهلة الهضم والامتصاص بعكس البروتينات الحيوانيّة الموجودة في الحليب الصناعي
  • الدهون: تتكوّن الدهون في حليب الأم من نسبٍ مُتوازنة من سلسلة من الأحماض الدهنيّة المُشبعة وغير المشبعة التي تمدّ الطفل بالطاقة الحراريّة اللازمة لنموّه، بالإضافة لدورها المهم في نمو دماغ الطفل.
  • السكريات: يحتوي حليب الأم على الكميّات المُناسبة من سكر اللاكتوز بنِسبٍ تتَناسب مع بناء الدهون وعمليّة النمو لدماغ الرضيع، بالإضافة لمُناسبتها لعمليّة الهضم الأساسية عند الطفل.
  • الفيتامينات: يحتوي حليب الأم على العديد من الفيتامينات المتنوّعة التي يحتاجها الرضيع في عمليّة نموه في مختلف مجالاتها، بالإضافة لفيتامين د الذي يُعدّ من الفيتامينات الضرورية لامتصاص الكالسيوم والفوسفات وبالتالي الوقاية من مرض الكساح وغيره من الأمراض.
  • المواد المناعية: هي المواد التي تُوفّر الحمايَة اللازمة من العدوى والأمراض؛ فالمواد المناعيّة الموجودة في حليب الأم ترفع كفاءة الجهاز المناعي ونموّه، بالإضافة إلى العوامل المُحفّزة لتكوين البكتيريا النافعة.[10][11]

المراجع

  1. ↑ "الاقتصار على الرضاعة الطبيعية"، منظمة الصحة العالمية، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2017.
  2. ↑ كارلا مراد، أسرار التغذية مع كارلا، صفحة 61-62.
  3. ↑ "غذاء المرضع.. البروتينات تؤمن الاحتياجات اللازمة للطفل والأم"، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2017.
  4. ↑ "Eating fish when you're breastfeeding: How to avoid mercury and still get your omega-3s", babycenter, Retrieved 14-2-2017.
  5. ↑ "10 أغذية يوصى بها ضمن رجيم المرضعة"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 22-3-2017.
  6. ↑ "أهمية التغذية الصحية خلال الرضاعة... لك ولطفلك"، نستلة، اطّلع عليه بتاريخ 22-3-2017.
  7. ↑ منظمة الصحة العالمية-نخبة من أساتذة الجامعات في العالم العربي (2005)، الغذاء والتغذية (الطبعة الثانية)، بيروت-لبنان: أكاديميا، صفحة 171.
  8. ↑ "التغذية الأمثل للأم المرضعة"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2017.
  9. ↑ "التغذية الأمثل خلال فترة النفاس"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 22-3-2017.
  10. ^ أ ب "مكونات حليب الأم"، طبيب نت، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2017.
  11. ^ أ ب "حليب الأم والحليب الصناعي أيهما الأفضل لمستقبل الطفل"، جريدة الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2017.