-

ماذا كان يلبس الرسول

ماذا كان يلبس الرسول
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرسول

هو محمد (أبا القاسم) بن عبد الله بن عبد المطلب (أو شيبة) بن هاشم (أو عمرو) بن عبد مناف (أو المغيرة) بن قصي (أو زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (أو قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (أو عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من قبيلة قريش التي كانت تعتبر من أحسن القبائل والعشائر في ذلك الوقت، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأمه هي آمنة بنت وهب، وله أبناء وبنات (ثلاثة بنين، وثلاث بنات): زينب، وفاطمة الزهراء، وأم كلثوم، ورقية، وعبد الله، والقاسم، وابراهيم، وقد أنجب الرسول كل أبنائه من السيدة خديجة بنت خويلد، ما عدا ابنه إبراهيم.

يُؤمن المسلمون بأنَّ الرسول هو الإنسان الذي يرشدهم إلى الطريق الصحيح، وإلى التفريق بين الصواب والخطأ، وبين الطرق التي تؤدّي إلى الدخول إلى الجنة ونعيمها، وإلى الطريق التي تؤدّي إلى الدخول إلى النار وجحيمها. وكان يرفض عبادة الأصنام التي لا تتكلم، ولا تتحرّك وليس فيها روح، وقد أُنزل عليه الوحي وهو في الأربعين من عمره، وأُمر حينها بالدعوة إلى الاسلام سراً، وبعد ذلك انتقل إلى المدينة بعد أن دعا للإسلام جهراً.

مولد الرسول

وُلد الرسول في (مكة المكرمة)، وذلك في يوم الاثنين من عام 571 ميلادياً، في شهر ربيع الأول من عام الفيل، وقد وُلد يتيم الأب، وماتت أمه وهو في سن الطفولة (في السادسة من عمره)، وبعد ذلك أخذه عمه أبو طالب لتربيته. وكان عمر والده عندما توفي يناهز الخامسة والعشرين من عمره، وكان ذاهباً إلى بلاد الشام للتجارة، ومرض هناك وظل قرابة شهر وهو مريض ثم توفي، في حين كانت أمه تحمله في بطنها وهي في الشهر الثاني من الحمل، وكانت الروايات تحكي أن أمه لم تعاني من أي صعوبات في الحمل من وحام أو ثقل، وعندما وُلد كان متجهاً إلى القبلة رافعاً اصبعه السبابة وكأنه يُسبّح.

صفات الرسول

صفات الرسول الخُلقية

لُقّب الرسول صلّى الله عليه وسلّم بصفات كثيرة ومتنوعة، وهي من أحسن الصفات الأخلاقية، حيث كان يتصف بما يلي:

  • الأمين: حيث كان الناس يودعون أماناتهم عنده.
  • لم يسجد لأي صنم، حيث كانت عبادة الأصنام منتشرة وسائدة في ذلك الوقت.
  • كان يُشارك الكبار في مساعداتهم وحروبهم وجلساتهم، ولم يكن يلعب من هم في جيله من الشباب عندما كان صغيراً.
  • كان يتعوذ دائماً من الأخلاق السيئة، ويدعو دائماً إلى الأخلاق الحسنة.
  • كان كريماً، ويُحسن إلى الفقراء.
  • كف الأذى عن الطرق.
  • صادقاً في كلامه، حيث كان يلقب بالصادق.
  • حكيماً متزناً في كلامه.
  • رحيماً ويعفو عن المضطر.
  • زاهداً، تقياً، متواضعاً، حيث إنّه كان يجلس على الأرض.
  • متعاوناً، ومشاوراً في أموره.
  • صابراً، ومرحاً.

صفات الرسول الخَلقية

  • جسمه: كان جسم النبي صلّى الله عليه وسلّم ربعياً، ليس بالقصير ولا بالطويل، وكان إلى الطول أقرب، وما من أحد مشي معه إلّا طاله، وكان لونة أزهر، أي لا بالأبيض ولا الأسود.
  • رأسه وشعره: رأس النبي صلّى الله عليه وسلّم يتميز بأنه عريض، عظيم الجبهة، شديد سواد الشعر، وكان شعره لا هو مرسل ولا شديد الجعودة، بل كان فيه ثنن قليلة، وكان كثيف اللحية، وتوفي ولم يكن في شعره أي شعرة بيضاء إلّا في لحيته حسب الروايات.
  • الذراعين و اليدين: كان رحب الراحة، وغليظ الكفين والقدمين، طويل الأطراف، وضخم المفاصل.
  • الإبطين: أبيض الإبطين، وهذه من علامات النبوة عند المسلمين.
  • الصدر و المنكبين و البطن: كان عريض الصدر، طويل المسربة، ما بين اللبة و السرة شعر موصول مثل الخيط، وكان أيضاً واسع المنكبين، كثير الشعر وعاري الصدر و البطن.
  • خاتم النبوة: وهي عبارة عن غدة حمراء صغيرة بين كتفيه تشبه بيضة الحمام.
  • جبينه ووجهه: كان واسع الجبين مستوياً، و مستوى الوجه سهل الخدين.
  • الحاجبين والعينين: كان حاجباه مقوسين قويين متصلين اتصالاً خفيفاً، وكان شديد سواد العينين، في بياضها حمرة، وكانت عيناه واسعتين ذات أهداب طويلة.
  • الأنف: أنفه مستقيم أقنى (طويل في وسطه بعض ارتفاع) مع دقّة أرنبته.
  • الفم والأسنان: واسع الفم في أسنانه رقة وحدة.
  • القدمين: ضخم القدمين، حيث إنّه إذا وطئ الأرض يطؤها كلها، ليس فيها أخمص ومنهوس العقبين.

لباس الرسول

كان الرسول يحب اللون الأبيض في لبسه، وكان يحث به. وكان ثوبه ليس طويلاً ولا قصيراً، حيث كان إلى ركبته، وكان كمه إلى رسغه، وكان يلبس عمامة سوداء اللون، ويترك طرفيها مرخية على كتفيه، وكان يلبس تحتها قلنسوة، حيث كان أحياناً يلبس القلنسوة بدون عمامة، أو العمامة بدون قلنسوة.

كانت أفضل ملابسه القميص، وهي كالجلباب أو الجلابية في وقتنا الحاضر، وكان كمه حتى الرسغ. وكان يلبس أي شيء، حيث ذكرت الروايات أن ملك الروم أهداه مُسْتَقَةً مِنْ سُنْدُسٍ، فلبسها، وكان يلبس السراويل، والتي كان يشتريها ليلبسها، وكان عليه الصلاة والسلام يلبس النعل، كما أنه كان يلبس الخاتم، ولبس الخوذة والدرع في فترات المعارك، وكان يلبس البُردة، وهي كالعباءة ولكنها أصغر قليلاً، وكانت ملابسه من القطن تقريباً.

زوجات الرسول

خديجة بنت خويلد

تزوَّجت في الجاهلية من (هند بن النباش التميمي) وكنيته أبو هالة، وبعد موته تزوَّجت (عتيق بن عابد المخزومي)، ثم مات عنها عتيق، وكانت من أرفع بيوت قريش وأوسطها نسباً وحسباً، وولدت له السيدة خديجة كلَّ أولاده وبناته باستثناء إبراهيم؛ فقد ولدته مارية القبطية (الجارية التي أهداها المقوقس عظيم مصر إلى النبي) ولم يتزوج صلّى الله عليه وسلّم أخرى حتى ماتت السيدة خديجة عن خمس وستين سنة، بينما كان عليه السلام قد تخطَّى الخمسين سنة.

سودة بنت زمعة

تَزوجت في الجاهلية بالسكران بن عمرو بن عبد شمس (ابن عمها)، وأسلما بمكة وخرجا مهاجرَين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ثم قدما من الحبشة، ومات السكران بمكة، وترمَّلت زوجته السيدة سودة، فلما انقضت عدتها أرسل لها النبي صلّى الله عليه وسلّم فخطبها وتزوجها بمكة، وهاجرت معه إلى المدينة.

عائشة بنت أبي بكر

بنت أبي بكر، الصدِّيقة بنت الصديق، التي نزلت براءتها من فوق سبع سماوات، وكانت صغيرةَ السن وأقربَ زوجاتِه إلى قلبِه، وهي الزوجةُ البكر الوحيدة التي تزوجها النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكانت حافظةً واعيةً فقيهةً، تعلَّم منها جمعٌ كثير من الصحابة.

حفصة

بنت عمر بن الخطاب، الصوَّامة القوَّامة تحب الله ورسوله، كانت قد تزوجت خنيس بن حذافة السهمي الذي أسلم معها وهاجر بها إلى المدينة فمات عنها عند قدوم النبي صلّى الله عليه وسلّم من غزوة أحد متأثرًا بإصابته في الغزوة، وعندما انقضت عدتها عرض عمر على أبي بكر الصديق أن يزوِّجه ابنته حفصة، فسكت أبو بكر، ثم عرضها على عثمان بن عفان، لكن الله أراد أن تكون من زوجات النبي صلّى الله عليه وسلّم.

زينب بنت خزيمة

أم المساكين، تزوجت ابن عم النبي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه، الذي استُشهد في يوم بدر وتركها وحيدة لا عائل لها، فتزوجها النبي صلّى الله عليه وسلّم.

أم سلمة

اسمها هند بنت سهيل بن المغيرة المخزومي، استُشهِد زوجُها أبو سلمة، وخلَّف وراءه السيدة أم سلمة وكثرة من الأطفال، فلما انقضت عدتها أرسل إليها النبي صلّى الله عليه وسلّم فخطبها.

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب

تَزوجت عبيد الله بن جحش بن خزيمة، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، وهناك فُتن عبيد الله في دينه فارتدَّ عن الإسلام وثبتت هي رضي الله عنها على دينها رغم الغربة والوحشة والوحدة فأكرمها رسول الله وعوضها عن الزوج الذي ارتدَّ.

زينب بنت جحش الأسدي

بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أي أنها من أعرق وأشرف بيوت قريش وأرفعها نسبًا وشرفًا.

صفية بنت حُيي بن أخطب

بنت زعيم اليهود، حيث وقعت في الأسر بعد فتح خيبر، وكان أبوها وأخوها وزوجها قد قُتلوا في المعركة، ورفقًا ورحمةً بها خيَّرها الرسول صلّى الله عليه وسلّم بين إطلاق سراحها وإلحاقها بقومها إن أرادت البقاء على يهوديتها وبين الزواج منه إن أسلمت فأسلمت وتزوجها النبي.

السيدة جويرية بنت الحارث بن ضرار

بنت زعيم بني المصطلق، فقد حارب أبوها المسلمين، ولحقت به هزيمةٌ منكرةٌ كادت تتسبب في فناء قبيلته أو إذلالهم أبد الدهر، فقد سقط المئات من بني المصطلق أسرى، ومنهم السيدة جويرية بنت الحارث، وجاءت إليه فقالت: "يا رسول الله: أنا جويرية بنت الحارث سيدِ قومه.. وقد أصابني من الأمر ما قد علمت (تقصد الأسر والذل) فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبني على تسع أواقٍ، فأعِنِّي في فكاكي (تطلب معاونته صلّى الله عليه وسلّم في دفع المتفق عليه لتحريرها من الأسر) فقال لها صلّى الله عليه وسلّم: أو خير من ذلك؟ فسألته: ما هو؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم أؤدِّي عنك كتابك وأتزوجك، فقالت: نعم يا رسول الله، قال صلّى الله عليه وسلّم: "قد فعلت".

وفاة الرسول

عندما أكمل الله للناس دينهم، وأتم عليهم نعمته، وأدى رسوله محمد صلوات الله عليه الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وفتح الله عليه بالنصر المبين، اصطفاه الله فقبض روحه، وكان ذلك في يوم الاثنين 12 من ربيع الأول لسنة 11 من الهجرة، الموافق (7 حزيران 632م).