متى يجوز إجهاض الجنين شرعاً
الإجهاض
الإجهاض أو الجهيض هو العضو الذي لم يكتمل نموّه، ويُعرّف لغةً بأنّه عملية إسقاط الجنين والتخلّص منه لأسبابٍ عديدة قد تكون مقنعة أو غير مقنعة، وأمّا اصطلاحاً فيعني إنهاء الحمل عن طريق إخراج الجنين من الرحم بحيث لا يُعدّ قادراً على إتمام حياته. تتساءل الكثير من الأمّهات عن حكم الإجهاض وحالاته ولذلك سيبيّن المقال الحالات التي يجوز فيها إجهاض الجنين.
أنواع الاجهاض
- الاجهاض التلقائي دون إرادة من الأم، ويكون ناتجاً عن خللٍ في الرحم، أو شذوذ في كروموسومات الجنين، أو ضعف الجهاز المناعي للأم.
- الإجهاض العلاجي أو المُستحث وهو يكون بسبب تدهور صحة الأم، بحيث يُشكّل الحمل خطراً على حياتها، وقد يؤدّي إلى وفاتها.
- الاجهاض الاختياري أو المحرّض، ويكون لأيّ سببٍ آخر كالرغبة في تحديد النسل علماً أنّ تحديده حرام، والأصل تنظيمه فقط، أو التستر على فاحشة الزنا والعياذ بالله وهو ما يُعرف بالحمل غير الشرعي.
إجهاض الجنين شرعاً
قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 12-14]. من المعروف وفق الشّريعة الإسلامية أنّ الأصل في الحمل ضرورة احترامه والمُحافظة عليه لاستمراريّته بعيداً عن أيّة اعتداءات إنسانية.
حالات إجهاض الجنين شرعاً
قد يكون الاجهاض مشروعاً وجائزاً في مجموعة من الحالات التي حدّدتها الشريعة الإسلامية، نذكر منها:
- إذا تجاوز عمر الجنين مئةً وعشرين يوماً، وتمّ نفخ الروح فيه، وبعد ذلك توضّح لدى الطبيب أنّ الحمل يضر بالأم، ويُشكّل خطراً على حياتها فإن القاعدة الشرعية تقتضي الإجهاض للمحافظة على الأصل وهو الأم، علماً أنّ هذا القرار يتطلّب لجنةً طبية موثوق بها وذلك بعد استنفاد كل الوسائل المُتاحة للحفاظ على صحة الأم.
- إذا تجاوز عمر الجنين أربعين يوماً ولم يتجاوز مئةً وعشرين يوماً، وتبيّن أنه سيولَد مشوّهاً بصورة كبيرة لا يُمكن شفاؤها أو لا يمكن استمرار حياته يجوز إجهاضه شريطة أن يوافق الزوجان على ذلك.
- يجوز الاجهاض ما دام الجنين نطفة سواء أكان ذلك لعذر أم لغير عذر.
ملاحظة: اختلف جمهور العلماء والفقهاء في الحكم الشرعي للإجهاض إذا كان عمر الجنين أقلّ من أربعين يوماً، فمنهم من حرّمه كالمذهب المالكي، ومنهم مَن أباحه كالمذهب الجنبلي وبعض الحنفيين حتى لو لم تكن حاجة في ذلك، ومنهم من أجازه مع كراهيته كالمذهب الشافعي والحنفي.