متى يكون الجمع والقصر

متى يكون الجمع والقصر

السفر

يتعلق بالجمع في السفر مسألتان، مسألة حد مسافة السفر، وطبيعة السفر، أما مسافة السفر فكل سفر جاز القصر فيه، فإنه يجوز الجمع فيه، وقد اختلف بين العلماء في مسافة السفر التي تبيح للإنسان أن يجمع الصلاة، فذهب البعض إلى أن مرجع ذلك العرف، فكل ما عد عند الناس سفراً جاز الجمع فيه، ولا حد للمسافة، بينما الصحيح أنه إذا تجاوزت مسافة السفر ثمانين كيلو متراً جاز للمسافر الجمع فيها، أما طبيعة السفر فإن كان السفر مباحاً جاز الجمع فيه، بينما إذا كان في معصية فقد ذهب بعض أهل العلم أنه لا يجوز الجمع فيه. [1]

المرض

المريض إذا لحقته مشقة من ترك الجمع جاز له أن يجمع الصلاة، وإن كان به ألم في رأسه أو ظهره أو غير ذلك فالأصل أنه لا حدّ للمرض، وإنما العبرة في المشقة التي تلحقه نتيجة مرضه[1]، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ)[2]، وقال ابن عباس: إنّه قد تم الإجماع على أن الجمع في الصلاة لا يجوز لغير عذر، ولم يبقَ غير المرض، ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر سهيلة بنت سهيل وحمنة بنت جحش بجمع الصلاة بسبب الاستحاضة وهي من من أنواع الأمراض .[3]

الاستحاضة

يجوز الجمع فيها لأنها تعتبر مرض، ودليلها حديث حمنة بنت جحش التي كانت تستحاض حيضة شديدة فرخص لها النبي الكريم في الجمع.[1]

المطر

من الأدلة على جواز الجمع في المطر حديث ابن عباس: (جمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين الظهرِ والعصرِ ، والمغربِ والعشاءِ ، بالمدينةِ . في غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ)[4]، وهذا الحديث يدل دلالة مفهوم على جواز الجمع في المطر والخوف إذا كان هناك بلل للثياب بسبب غزارة المطر أما إذا كان قليلاً فلا يجوز .[1]

شروط الجمع والقصر في الصلاة

من شروط الجمع والقصر في الصلاة نذكر:[5]

  • أن تبلغ مسافة السفر الحد الذي يجوز فيه القصر وهو أربع برد وتساوي خمسة وثمانين كيلومتراً.
  • أن تكون الصلاة رباعية كصلاة العصر والظهر والعشاء.
  • أن يكون السفر مباحاً في غير معصية، قال ابن عبد البر في الكافي: (صلاة المسافر ركعتان إلا المغرب ولا يقصر أحد صلاته حتى يكون سفره طاعة أو مباحاً).
  • مجاوزة الإنسان محل إقامته عند الجمع والقصر في السفر، وعندما سئل الإمام مالك عن الرجل يقصر في السفر، قال: يتم صلاته حتى يبرز عن بيوت القرية، فإذا رجع من سفره أتم صلاته حتى يدخل بيوتها.
  • عدم قصر الصلاة أو جمعها في حال وجود النية لدى المسافر في الإقامة مدة أربعة أيام فما فوقها، أو ما يستوعب وقته عشرين صلاة .
  • عدم جواز قصر الصلاة أو جمعها قبل دخول وقتها، أو قبل أن يسافر الإنسان .
  • أن يكون الجمع بين صلاة الظهر والعصر، أو صلاة المغرب والعشاء، تقديماً أو تأخيراً.
  • النية لجمع الصلاة أو قصرها عند تكبيرة الإحرام، وقال أبو بكر بعدم اشتراطها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث الدكتور عبد الله بن أحمد الطيار ، اتحاف أهل العصر في مسائل الجمع والقصر ، صفحة 9،13،14،15. بتصرّف.
  2. ↑ سورة البقرة ، آية: 185.
  3. ↑ عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (1994)، الكافي في فقه الإمام أحمد (الطبعة 1)، بيروت - لبنان : دار الكتب العلمية ، صفحة 314، جزء 1. بتصرّف.
  4. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 705، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  5. ↑ "الجامعة لبعض أحكام الجمع والقصر في السفر"، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، اطّلع عليه بتاريخ 2017-09-28. بتصرّف.