متى يكون وقت صلاة الضحى

متى يكون وقت صلاة الضحى

صلاة الضُّحى

صلاة الضُّحى سنَّة مؤكَّدة، صلَّاها النبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام في غير جماعة، وأوصى أصحابه بها، وليس لصلاة الضُّحى عدد محدَّد من الرَّكعات، فيمكن تأديتها بركعتين على الأقل، أو ثماني ركعات، أو اثنتي عشرة ركعة على الأكثر، وذهب كثير من العلماء إلى عدم وجود حدٍّ لأكثرها؛ فيمكن للمرء أداء ما يريد من الرَّكعات حسب استطاعته، وما يتيسَّر له ويقدر عليه، وتؤدَّى صلاة الضُّحى كما تؤدَّى الصَّلوات المفروضة، إلَّا أنَّها تؤدَّى مثنى مثنى كباقي النَّوافل، ومعنى مثنى مثنى أي أن يصلِّي العبد ركعتين ثم يسلِّم، ثم يقوم ويصلِّي ركعتين ويسلِّم، وهكذا حتى يُنهي الركعات الَّتي يريد أن يصلِّيها.

وقت صلاة الضُّحى

سمُّيت صلاة الضحى بهذا الاسم لأنَّها تؤدَّى في وقت الضُّحى، وهو أوَّل النَّهار. ويبدأ وقت صلاة الضُّحى من طلوع الشَّمس وارتفاعها في السَّماء قيد رمح؛ وهو ما يقدَّر بخمس عشرة دقيقة تقريباً بعد شروق الشَّمس، وينتهي وقتها قبل زوال الشَّمس بقليل؛ وهو ما يقدَّر بعشر دقائق تقريباً قبل دخول وقت صلاة الظُّهر، ويفضَّل للمسلم أن يصلِّي صلاة الضُّحى عند اشتداد الحر إدراكاً للأجر المضاعف، فقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (صلاةُ الأوَّابينَ حين ترمَضُ الفِصالُ) [رواه مسلم]، ومعنى ترمض الفصال أي حين اشتداد الحر.

فضل صلاة الضُّحى

صلاة الضُّحى نافلة غير واجبة، والنَّوافل في الشَّرع هي كلُّ ما زاد على الفرض، وهي أعمال غير واجبة، قد شُرعت لسدِّ ما وقع من نقص وخَلل في الفرائض، وهي قُربة ينال بها العبد رضا الله تعالى، فلا حرج على من ترك صلاة الضُّحى دائماً أو بعض الأيَّام، ولكن من الأفضل للعبد المداومة عليها لما فيها من الأجر والفضل العظيم.

وصف النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام صلاة الضُّحى بأنَّها صلاة الأوَّابين، وأكَّد عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّه لا يحافظ على صلاة الضُّحى إلَّا الأوَّاب، وقد ورد عن النبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام في فضل صلاة الضُّحى، أنَّه قال: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى) [رواه مسلم] ومعنى الحديث أن على كل سلامى -وهي العظمة أو المفصل من جسم الإنسان- كلَّ يوم صدقة، وعدد عظام الإنسان هو ثلاثمئة وستِّين عظمة؛ أي أنَّ على كلِّ إنسان كلَّ يوم ثلاثمئة وستِّين صدقة بعدد عظامه، وأنَّ أجر أداء ركعتي صلاة الضُّحى كلَّ يوم يعادل أجر كلَّ هذه الصَّدقات الَّتي على الإنسان.