عاش الشاعر عنترة بن شداد فيما يعرف اليوم ببلدة القصيباء في السعودية، وهي بلدة تبعد 65كم شمال بريدة، والواقعة بمنطقة عيون الجواء في القصيم، وكانت القصيباء تسمى قديماً بإسم قو، وقد تم ذكرها كثيراً في أشعاء عنترة بن شداد والكثير من الشعراء فقد كانت منطقة مهمة لأنها تعتبر مصدر مهم للماء والغذاء في تلك الفترة.[1]
هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، وأمه زبيبة حبشية وقد ورث اللون الأسود منها، ويعد من شعراء الطبقة الأولى، وقد كان من أشهر فرسان العرب في الجاهلية، إمتاز بأخلاقه، وشيمه، وعزة نفسه، وكان لشعره رقةً وعذوبة، إذ كان لابنة عمه عبلة ذكر واضح في معظم قصائده، وذلك بسبب شدة حبه لها، وكان عنترة بن شداد قد عاصر أمرؤ القيس في شبابه، وشارك في معركة داحس والغبراء، ويذكر أنه قد قتل على يد الأسد الرهيص، أو جبار بن عمرو الطائي.[2]
لم يعترف والد عنترة بعنترة فبذلك كان عنترة عبداً، وكان والده قد نفاه، وكانت العرب تستعبد من يكون نسبه لأمه، وفي الحادثة الشهيرة (كر وأنت حر) حصل عنترة بن شداد على حريته، إذ أنّ هذه الحادثة حصلت عندما قام بعض العرب بالهجوم على بنو عبس والذين كان يعيش عنترة معهم، فاستطاعوا سرقة الإبل من بنو عبس، فقام بنو عبس باللحاق بهم لقتالهم، وفي ذلك اليوم قال أبو عنترة لعنترة كر يا عنترة فقال له عنترة أنّ العبد لا يحسن الكر بل يحسن الحلاب والصر، فقال له أبوه كر وأنت حر، فكر عنترة وقاتل قتال الأبطال، فقام أبو عنترة بتحريره وإعطائه نسبه.[3]
كان عنترة بن شداد مغرماً جداً بحب ابنة عمه عبلة بنت مالك بن قراد، ولم يكن عمه موافقاً على أن يتزوج عنترة من عبلة، فما كان من عنترة إلا أن يستمر بالمحاولة للحصول على عبلة، وفي النهاية ذُكر أن عنترة قد تزوج من محبوبته، وكان ذلك قد حصل بعد عناء طويل، وكان عنترة قد قال كثيراً من الشعر في حب عبلة ومن هذه الأبيات أنه قال "يا عبل لا أخشى الحمام وإنما.. أخشى على عينيك وقت بكاك"، وقال أيضاً: "بكرت تخوفني كأنني.. أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل".[4]
عُرف عنترة بن شداد بجمال شعره وفروسيته، ومن بعض قصائد عنترة بن شداد ما يلي:[5]