أين دفن رسول الله

أين دفن رسول الله

مرض الرسول صلى الله عليه وسلم

مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضاً شديداً بعد حجة الوداع بثلاثة أشهر حيث أصابته حمى شديدة ونتيجة ذلك لم يكن عليه السلام يتمكن من القيام من مكانه ولا الوقوف على رجليه الكريميتين ومنعه ذلك من الإمامة في المسلمين بالصلاة، وكان عليه السلام بالاستئذان من زوجاته ليمرض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها فأذنّ له وفي تلك الفترة أنزل الله تعالى على نبيه آخر آية: (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).

اشتد المرض بنبي الرحمة ثمّ خرج ليزور شهداء أحد ورجع إلى بيته فلما رأوا الصحابة ما آل إليه وضع النبي بكوا عليه، وكان يقول عليه السلام كما روت لنا السيدة عائشة: "لا إله إلا الله إنّ للموت لسكرات"، والعرق يتصبّب منه عليه السلام حيث كانت السيدة عائشة تأخذ بيده الشريفة وتمسح بها على وجهه، وقال عليه السلام: "والله إنّي لأجد طعم الشاه المسمومة في حلقي"، وهي الشاه التي قام اليهود بوضع السم بها ليطعموها لرسول الله عليه السلام، ثم قام عليه السلام وخطب بالناس خطبته الأخيرة ثم عاد إلى بيته فدخلت عليه السيدة فاطمة فلما رأته بكت وقالت:واكرب أبتاه فقال: "ليس على أبيكي كرب بعد الآن" فأخبرها بأنّها أول أهله لحاقاً به فضحكت، ثم أخبرها أنّه ميت الليلة فبكت.

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول توفي عليه السلام وصعدت روحه الطاهرة إلى ربها بينما هو في حجر السيدة عائشة، تولى غسله عليه السلام أهل البيت وهم علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل، وقثم ولدا العباس، وأسامة بن زيد، وشقران مولى رسول الله حيث كان العباس وولداه يقلبانه عليه السلام، وأسامة وشقران يصبان الماء وعلي كان يغسله بيده ومن فوق ثيابه فلم يلمس جسده أبداً وبذلك لم يرَ من رسول الله ما يُرى من الميت وتمّ تكفينه عليه السلام بثلاثة أثواب ثوبان صحاريان وبُرد حبرة أدرج فيها إدراجاً.

مكان دفن الرسول صلى الله عليه وسلم

عند دفنه اختلفوا أين يدفنونه عليه السلام ثم قال أبو بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قبض نبي إلا دفن حيث قٌبض، فقام أبو طلحة الأنصاري برفع فراشه وحفر في مكانه ثمّ دخل الناس يصلون على النبي جماعات حيث إنه لم يأم فيهم إمام واحد حيث صلى الرجال أولاً، ثمّ النساء ثم الصبيان ولما فرغوا دفنوه عليه السلام وكان ذلك ليلة الأربعاء حيث قام علي كرم الله وجهه بالنزول إلى قبره بمرافقة ابنا العباس الفضل وقثم مع شقران أيضاً وخلال ذلك قال أوسن بن حولي الأنصاري بمناشدة علي بن أبي طالب بأن ينزل معهم إلى القبر فإذن له. وبذلك دفن عليه السلام في حجرة السيدة عائشة وهي الملاصقة لمسجده عليه السلام.