أين تزرع الحبة السوداء

أين تزرع الحبة السوداء

الحبة السوداء وزراعتها

تتعدّدُ مُسّميات الحبّة السوداء؛ فهي تُعرَف أيضاً بحبّة البركة، والكمّون الأسود، إضافةً إلى اسمها العلميّ Nigella sativa، وغير ذلك، واستُخدمت الحبّة السوداء في الطب منذ أكثر من 2000 عامٍ، حيث وُجدت في قبر الملك الفرعونيّ توت عنخ آمون، واشتُهِرت النبتة باستخداماتها الطبيّة قديماً في علاج العديد من الحالات، مثل: الصداع، وألم الأسنان، والتهاب الملتحمة أو ما يُعرَف بالعين الورديّة (بالإنجليزية: Conjunctivitis)، وغيرها، بالإضافة إلى أنّها استُعمِلت منذ القِدَم في الأطعمة كنوع من التوابل، والمواد الحافظة، والمنكهة، ومن الجدير بالذكر أنّ حبّة البركة تنمو بشكلٍ واسعٍ في الهند، والوطن العربيّ، وكذلك في أوروبا، ولا بدّ من الإشارة إلى حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما قال: (ما مِن داءٍ، إلَّا في الحَبَّةِ السَّوْداءِ منه شِفاءٌ، إلَّا السَّامَ).[1][2][3]

فوائد الحبة السوداء

تُعتبَر الحبة السوداء من الأعشاب المفيدة لجسم الإنسان؛ وذلك بسبب خواصّها الدوائيّة، ولذا فإنّها استخدمت لقرونٍ عدّة في علاج كثير من الأمراض، وفيما يأتي أبرز فوائدها:[4]

  • إمكانية خفض مستوى الكولسترول في الدم: حيث وَجَدت مقالة مراجعة لـ 17 دراسةً أنّ تناول المُكمّلات الغذائيّة للحبّة السوداء أدّى إلى انخفاض مستوى الكولسترول الضار أو ما يُعرَف اختصاراً بـ LDL، ومستوى الكولسترول الكليّ في الدم بشكل كبير، وتقليل مستوى دهون ثلاثي الغليسيريد (بالإنجليزية: Triglyceride)، كما لوحظ أنّ زيت الحبة السوداء أكثر فعالية من مسحوقها في ذلك، ومن جهة أخرى وُجد أنّ مسحوق الحبة السوداء يرفع من مستوى الكولسترول الجيّد الذي يُعرَف اختصاراً ب HDL، كما أنّ العديد من الدراسات التي أُجريَت على مرضى السكريّ أثبتت فعاليّة حبّة البركة في تحقيق هذه النتائج.
  • مضادّ للبكتيريا: إذ أظهرت الدراسات المخبَريّة أنّ نبتة الحبّة السوداء قد تساعد على مكافحة نموّ سلالات مختلفة من البكتيريا، مثل: بكتيريا العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين (بالإنجليزية: Methicillin-resistant Staphylococcus aureus) والمعروفة اختصاراً بـ MRSA؛ حيث يُعتقد أنّها تمتلك خصائص مضادّةٍ للبكتيريا، كما أثبتت إحدى الدراسات فعاليّة النبتة في التطبيق الموضعي لها على جلد الأطفال الرضّع الذين يعانون من عدوى بكتيريّة، حيث إنّها تمتلك ذات تأثير المضادّات الحيويّة، وبالرّغم من ذلك فهناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات؛ وذلك لتحديد كيفيّة تأثيرها على سلالات البكتيريا المختلفة في الجسم.
  • مصدرٌ غنيٌّ بمضادات الأكسدة: حيث إنّها تحتوي على عدّة مركبّات كيميائيّة تُكسبها خصائص مضادة للأكسدة، مثل: الثيموكينين (بالإنجليزية: Thymoquinone)، وغيره، وتساهم هذه المضادات في مكافحة الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي، كما أنّها قد تقلل من خطر الإصابة بعدة أمراض مزمنة، مثل: السرطان، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، ووجدت إحدى الدراسات المخبريّة أنّ الزيت الأساسي للحبّة السوداء يؤثر كمضادٍ للأكسدة أيضاً، وبالرغم من ذلك، فما زالت آليّة تأثير هذه المضادات التي توجد في الحبة السوداء على الصحة بحاجةٍ إلى المزيد من الأبحاث.
  • إمكانية المساهمة في حماية الكبد: حيث بيّنت مجموعة دراساتٍ واعدة أُجريَت على الحيوانات أنّ حبّة البركة قد تُساعد على حماية الكبد من التلف، والإصابة؛ وقد وضحت مقالة مراجعة أنّ هذا التأثير يعود إلى احتوائها على مضادّات الأكسدة، وقدرتها على التقليل من الالتهابات، والإجهاد التأكسديّ، كما بيّنت دراسة أجريت على الفئران وحُقنت بمادة كيميائية سامة وظهر أنّ استهلاكها لحبة البركة يقلل من السمية وتلف الكيد والكلى، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ كيفيّة تأثير الحبة السوداء على كبد الإنسان لا يزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات.
  • احتوائها على خصائص محتملة لمكافحة السرطان: ويعود ذلك للمركّب النشط الثيموكينين الذي يوجد في الحبّة السوداء، فقد أشارت دراسةٌ مخبريّة أنّه يؤدّي إلى موت الخلايا السرطانيّة في الدم، وأظهرت دراسةٌ أخرى أنّ مستخلصات النبتة تُساعد على إبطال تأثير خلايا سرطان الثدي، بالإضافة إلى أنّها قد تكون فعالة ضدّ أنواعٍ أخرى من السرطانات، مثل: سرطان الرئة، والقولون، والبنكرياس، والجلد، وكذلك سرطان البروستاتا، وعنق الرحم، ومن الجدير بالذكر أنّ محتواها الكبير من مضادات الأكسدة يساعد على السيطرة على مكافحة الجذور الحرّة الضارّة التي قد تؤدي إلى تطوّر أمراضٍ مختلفة، ومنها السرطان، ومع ذلك فلا يوجد دليل علمي على تأثير الحبة السوداء المضاد للسرطان على البشر، كما أنّ الدراسات لم تتوصّل إلى فعاليّتها في مكافحته عند تناولها كتوابل، أو كمكمّلات غذائيَة.
  • إمكانية تخفيف الالتهابات: ففي دراسةٍ أُجرِيت على 42 شخصاً مصاباً بالالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، ولوحظ عند تزويدهم يومياً بـ 1000 ملغرامٍ من زيت الحبة السوداء مدّة ثمانية أسابيع، أنّ مؤشرات الالتهاب، والإجهاد التأكسديّ قد انخفضت، ومن ناحيةٍ أخرى، فقد أظهرت دراسةٌ مخبرية أنّ الثيموكينين يُساعد على التقليل من التهاب خلايا سرطان البنكرياس، لكنّ يجدر التنويه إلى أنّ معظم الدراسات أجريت على فئات تعاني من أمراض معينة وما تزال هناك حاجة لمعرفة تأثيرها على الأشخاص بشكل عام.
  • إمكانية الوقاية من قرحة المعدة: حيث أظهرت بعض الأبحاث أنّ الحبّة السوداء تقي تقرّح المعدة (بالإنجليزية: Stomach Ulcers)؛ من خلال المساعدة على حفظ بطانتها، إضافةً إلى ذلك، فقد وجدت الدراسات التي أجريت على الفئران التي تعاني من تقرح المعدة أنّ علاجها بالحبة السوداء أدى إلى معافاة 83% منها، بالإضافة إلى أنّها تؤثر تقريباً بفعاليّة مماثلة للأدوية المستخدمة في علاج تقرّحات المعدة، ولا يزال تأثيرها على الإنسان بحاجةٍ إلى المزيد من الأبحاث.
  • تنظيم مستويات السكّر في الدم: حيث وجدت إحدى الدراسات أنّه يُعزّز خلايا بيتا في البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic beta cells)؛ ممّا يُحسّن من مستوى الإنسولين، وكذلك يدعّم عمليّات الأيض في الدم. وفي دراسةٍ أخرى أُجرِيَت مدّة 12 أسبوعاً، أفادت أنّ تناول حبّة البركة إلى جانب الأدوية التي تُعطى عبر الفم يُحقّق النتائج ذاتها.[5]
  • المساعدة على تخفيف الوزن: فقد نشرت مجلة Diabetes & Metabolic Disorders عام 2013 مقالة مراجعة أفادت أنّ زيت الحبّة السوداء قد يكون فعّالاً في علاج السمنة، إضافةً إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أنّ مكمّلاتها قد تساعد على التقليل من مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) المعروف اختصاراً ب BMI دون ظهور آثارٍ جانبيّة شديدة.[6]
  • الحدّ من أعراض الربو: كالسُعال، والأزيز ( بالإنجليزية: Wheezing)، حيث أظهرت الدراسات أنّ تناول الحبّة السوداء إلى جانب أدوية الربو يُمكن أن يُخفّف من هذه الأعراض، ويحسن من وظائف الرئة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الربو، إلّا أنّها لا تُعتبر بديلاً لأدوية الربو، مثل: الثيوفيلين (بالإنجليزية: Theophylline)، والسالبيوتومول (بالإنجليزية: Salbutamol)، كما أنّها قد تكون فعّالةً فقط للأشخاص الذين يُعانون ضعفاً شديداً في وظائف الرئة قبل علاجهم.[7]

القيمة الغذائيّة للحبة السوداء

تحتوي الحبّة السوداء على العديد من العناصر الغذائيّة الضروريّة لصحّة الجسم، ويُوضّح الجدول الآتي القيمة الغذائيّة لكل 100 غرامٍ من الحبّة السوداء:[8]

العنصر الغذائيّ
الكميّة
السعرات الحراريّة
340 سعرةً حراريّة
الدّهون
22 غراماً
الألياف الغذائيّة
13 غراماً
البروتين
18 غراماً
الصوديوم
150 ملغراماً
الكالسيوم
680 ملغراماً
الكولسترول
0 ملغرام
الكربوهيدرات
49 غراماً
فيتامين ج
0 ملغرام
الحديد
16 ملغراماً

المراجع

  1. ↑ Cathy Wong (24-1-2019), "Nigella Sativa Health Benefits and Uses"، www.verywellhealth.com, Retrieved 25-3-2019. Edited.
  2. ↑ "BLACK SEED", www.rxlist.com, Retrieved 25-3-2019. Edited.
  3. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2215 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  4. ↑ Rachael Link (15-2-2018), "9 Impressive Health Benefits of Kalonji (Nigella Seeds)"، www.healthline.com, Retrieved 25-3-2019. Edited.
  5. ↑ "Stem Cells And Runaway Blood Sugar", www.worldhealth.net,1-11-2018، Retrieved 25-3-2019. Edited.
  6. ↑ Kat Gal (9-11-2018), "Benefits of black seed oil"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-3-2019. Edited.
  7. ↑ "BLACK SEED", www.webmd.com, Retrieved 26-3-2019. Edited.
  8. ↑ "Full Report (All Nutrients): 45275229, BLACK ZEERA (BLACK CUMIN), UPC: 8443678719270", www.ndb.nal.usda.gov,28-1-2018، Retrieved 25-3-2019. Edited.