من هم شعراء العصر الجاهلي

من هم شعراء العصر الجاهلي
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الجاهليّة

شُعراء العصر الجاهليّ

يُعتبَر الشِّعر الجاهليّ من أهمّ الموارد التي تُبيِّن لنا أحوال التاريخ الجاهليّ، وقد كان الصحابة، ومُفسِّرو القرآن يستعينون به لتفسير كتاب الله؛ فالشِّعر الجاهليّ ديوان العرب، وبه تُعرَف اللغة، وتتَّضح معانيها، وألفاظها، إضافة إلى أنَّه مصدر للأخبار المُتعلِّقة بالعصر الجاهليّ، والمُناسبات المُهمَّة فيه، وفي هذا المقال حديث عن شُعراء العصر الجاهليّ.[2]

امرؤ القيس

هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكنديّ، من أشهر الشعراء العرب، وأصله يمانيّ، وُلِد في نجد، وفي رواية أخرى أنَّه وُلِد في مخلاف السكاسك في اليمن، وقد اختلف المُؤرِّخون في اسمه الحقيقيّ؛ إذ إنَّه اشتُهِر بلقبه الذي لُقِّب به، وهو (امرؤ القيس)، وقد ذكر البعض أنَّ اسمه حندج، وقِيل: عديّ، وقِيل أيضاً إنَّ اسمه مليكة، علماً بأنّ والد امرئ القيس كان ملك قبيلتَي غطفان، وأسد، وأمُّه هي أخت المُهلهل، وقد أخذ امرؤ القيس الشِّعر عن المُهلهل وهو صغير،[3] ويُذكر أنَّ امرأَ القيس عاش حياة التَّرَف، كما كان يُحبُّ اللَّهو، ونَظْم الشِّعر في النساء (الشعر الماجن)، وهذا ما جعل والده يطرُده، فعاش حياةً بعيدةً عن أهله حتى جاء خبر وفاة والده، فتَرَك ما هو عليه، واتَّجه نحو القبائل؛ لتنصرَه، وتأخذَ معه ثأرَ أبيه.[4]

وليلٍ كمَوْج البحْرِ أرْخى سُدُولَه ... عليَّ بأنواع الهُمُومِ ليَبْتَلي

فقلتُ له لمَّا تمطَّى بصُلْبه ... وأرْدَفَ أعْجازًا وناءَ بكَلْكَلِ

ألَا أيُّها الليلُ الطَّويلُ ألَا انْجَلي ... بصُبْحٍ وما الإصْباحُ مِنكَ بأمْثَلِ

فيالَكَ من ليلٍ كأنَّ نُجومَه ... بكُلِّ مُغارِ الفَتْلِ شُدَّتْ بيَذْبُلِ

كأنَّ الثُّريَّا عُلِّقَتْ في مَصَامِها ... بأمْراسِ كتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدلِ

عنترة بن شدَّاد

عنترة بن شداد العبسيّ، ولقبه (عنترة الفلحاء)، وكنيته (أبو المغلس)، وُلِد عنترة عام 525م، من أمّ حبشيّة سوداء البشرة تُدعى (زبيبة)، وقد أخذ لون بشرته منها، وقد عُرِف عنه أنَّه كان فارساً، حيث لُقِّب أيضاً ب(عنترة الفوارس)؛ لشجاعته، وفروسيّته، وعلى الرغم من هذه الفروسيّة، والشجاعة، إلّا أنَّ أهله كانوا ينبذونه؛ لأنَّه من أبناء الإماء، ولم يعترفوا به إلّا عندما برزت هذه الشجاعة بين قومه، ومن الجدير بالذكر أنّ عنترة أحبَّ ابنة عمِّه عبلة، وكان لهذا الحبّ أثرٌ عظيم في شِعره؛ حيث كتب فيها العديد من الأبيات التي نذكر منها:[6]

ألا يا عَبلَ قد زاد التصابي .... ولَجّ اليوم قومُك في عذابي

وظلّ هواك ينمو كلّ يوم .... كما ينمو مشيبي في شبابي

عتبتُ صروف دهري فيكِ حتى .... فَنِي وأبيك عمري في العتاب

النابغة الذبيانيّ

هو زياد بن معاوية بن غيظ بن مرّة، من ذبيان، من مضر، ويُكنَّى ب(أبي أُمامة)، أمَّا اسم النابغة الذبيانيّ؛ فقد جاء نسبة إلى نبوغه في الشِّعر، وهو من الأشراف في قومه، وقد كان ينظُم الشِّعر للملوك دون تكلُّف، أو صَنعة، ويُكافَأ من قِبلهم، كما أنّه يُعرَف بشِعره اللطيف، والرقيق ذي المعاني المُنسجمة، والدقيقة، والمُتآلفة، بعيداً عن الغموض، والتعقيد، ومن الجدير بالذكر أنّ الذبيانيّ تميَّز بإجادته للمَدح، والفَخر، والاعتذار، والرثاء في شِعره، إضافة إلى ظهور مكارم الأخلاق، والتديُّن، في شِعره .[7]

زهير بن أبي سُلمى

هو زهير بن ربيعة، من قبيلة مُضر، وهو من عائلة لها تاريخ في الشِّعر؛ إذ إنّ والده كان شاعراً، وكذلك خال أبيه، وهو الشاعر بشامة بن الغدير، وكان زهير حكيماً تَقصدُه غطفان إذا أرادت المُضِيّ في حرب؛ لاستشارته، وقد فضَّل البعض زهير بن أبي سُلمى على النابغة الذبيانيّ، وامرئ القيس، وذكروا أنّه أشعر العرب؛ حيث إنّ شاعريّته قد جاءت من أسباب عديدة، أهمّها:[8]

  • البيئة التي عاش فيها زهير بن أبي سُلمى، وهي بيئة بدويّة عربيّة شاعرة.
  • النهضة الأدبيّة التي ظهرت في القُرى العربيّة، ومنطقة نَجد في الفترة التي عاش فيها زهير بن أبي سُلمى.
  • وراثة الشِّعر عن عائلته؛ فقد كان والده، وخاله، من الشعراء، كما أنَّ أبناءه، وأحفاده، من الشعراء أيضاً، بالإضافة إلى أنَّ أخته (الخنساء) شاعرة أيضاً.
  • مشاركته في العديد من الحروب، والملاحم التي ساهمت في شاعريّته.

وفيما يلي ذِكر لبعض أشعار زهير بن أبي سُلمى:[9]

ومَنْ مثلُ حِصنٍ في الحروب ومثلُه ... لإنكار ضيمٍ أو لأمرٍ يُحاولُهْ

أبى الضيمَ والنُعمان يحرُق نابُه ... عليه فأفضى والسيوفُ مَعاقلُهْ

عزيزٌ إذا حلَّ الحليفان حولَه ... بذي لَجَبٍ لَجَّاتُه وصواهلُهْ

شعراء آخرون

فيما يلي ذِكرٌ لأسماء بعض الشعراء من العصر الجاهليّ:[10]

  • المُهلهل.
  • تأبَّط شرّاً.
  • السموأل.
  • طرفة بن العبد.
  • عمرو بن كلثوم.
  • عروة بن الورد.
  • الأعشى.

المراجع

  1. ↑ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلانم، بيروت: دار الساقي، صفحة 13. بتصرّف.
  2. ↑ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت: دار الساقي، صفحة 22-24. بتصرّف.
  3. ↑ "امرؤ القيس"، shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الاعلم الشنتمري، اشعار الشعراء الستة الجاهليين، صفحة 2-12. بتصرّف.
  5. ↑ احمد درويش (20-2-2018)، "امرؤ القيس والظمأ إلى الحب والموت"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2018. بتصرّف.
  6. ↑ ( )، ديوان عنترة بن شداد،  : ، صفحة 2 ،10، جزء . بتصرّف.
  7. ↑ الاعلم الشنتمري، اشعار الشعراء الستة الجاهليين، صفحة 61-65. بتصرّف.
  8. ↑ الاعلم الشنتمري، اشعار الشعراء الستة الجاهليين، صفحة 95-100. بتصرّف.
  9. ↑ أورنك زيب الاعظمي (18-2-2015)، "محاسن الأخلاق في شعر زهير بن أبي سلمى "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2018. بتصرّف.
  10. ↑ الاعلم الشنتمري، اشعار اشعراء الستة الجاهليين، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 137. بتصرّف.