يُعتبر الاشتياق للأحباء حالةً طبيعيةً، ويمُر بها كل البشر كتعبير عن تعلّقهم بأشخاص آخرين، فعند بداية أيّ علاقة عاطفيّة تتوقّف كل من اللوزة الدماغيّة، وقشرة الفص الجبهي عن العمل، ممّا يمنع الأفكار وإطلاق الأحكام السلبيّة على الشريك بسبب توقّف المناطق المسؤولة عن ذلك في الدماغ، وبعد انفصال أصحاب العلاقة يبدء دماغ الشخص بمرحلة الانسحاب من التعلّق العاطفي، ويزداد إفراز الدوبامين بعد تنشيط المنطقة القطنيّة، مما يُسبّب مرحلةً صعبةً ومتكررةً من التفكير الهوسي بالطرف الآخر والاشتياق إليه، بالرغم من أن الحب في الأساس ليس عاطفةً، بل نظاماً تحفيزيّاً وجزءاً من نظام المُكافأة في الدماغ بحسب عالمة علم الإنسان هيلين فيشر.[1]
قد يُساعد التحُّدث إلى الآخرين عن المشاعر الخاصّة في التغلّب على مشاعر الاشتياق والألم النفسي الناتج عنه، خاصةً عند التحدُّث إلى الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يُمكن الوثوق بهم، والاعتماد عليهم، والتحدّث معهم بحريّة تامّة من أجل الحصول على الدعم النفسي اللازم للنسيان، كذلك يُمكن طلب القيام بأنشطة وطُرق مُحدّدة تُحسّن من مزاج الشخص مع الأصدقاء والأقارب.[2]
يوجد العديد من الأنشطة، والأعمال التي يُمكن القيام بها من أجل نسيان مشاعر الاشتياق لأحدهم، مثل: المشي طويلاً، ومُمارسة التمارين الرياضيّة، وأخذ حمام دافئ، والقراءة، والكتابة، ومُقابلة الأصدقاء، ومُشاهدة الأفلام، واستخدام الحاسوب للترفيه واللعب، وحلّ الألغاز، والعناية بالحديقة الخاصّة، وغيرها من الأعمال، والأنشطة التي تجعل الجدول الزمني للشخص مُزدحماً، بحيث لا تترك له مجالاً للشعور بالاشتياق للشخص المعني، وذلك بسبب انشغال العقل، وتركيزه على إنجاز المهام هذه، وتُعتبر هذه الطريقة علاجاً فعّالاً للاشتياق والتعلّق، بدلاً من تلقّي المشاعر، والعواطف المُؤلمة السلبيّة.[3]