لماذا سمي البحر الأسود بهذا الإسم

لماذا سمي البحر الأسود بهذا الإسم

البحر الأسود من بحار العالم، تتميّز تسميته وترتبط بالألوان، فأين يقع هذا البحر؟ وما هي سبب تسميته بهذا الإسم؟

البحر الأسود هو بحر داخليّ، ويقع هذا البحر في الجهة الجنوبية الشرقية لقارة أوروبا وآسيا، وهو متصل بالبحر الأبيض المتوّسط من خلال بحر مرمرة ومضيق البسفور. كما أنّ البحر الأسود متصل ببحر آزوف بواسطة مضيق "كيرتش". للبحر الأسود عدّة أنهار تصب فيه منها نهر الدانوب من جهة الشمال الغربيّ، ونهر "الدنيستر" ونهر "الدنيير" شمالاً، ومن الجنوب يصب فيه نهر "سقاريا". أمّا جزر البحر الأسود فهي ثلاثة فقط، وهي: جزيرة زميني، وجزيرة كفكن، وجزيرة بيرتيران.

الدول المطلة على البحر الأسود والمستفيد منها هي: دولة أوكرانيا، وتركيا، وجورجيا، وروسيا، وبغاريا، ورومانيا. ويحدّ البحر شرقاً جبال القفقاس، وجنوباً سلاسل جبال البحر الأسود، ومن الجنوب الغربي فتحدّه مرتفعات "أسترنجه"، وغرباً تحده جبال البلقان.

للبحر الأسود أهمية استراتيجية كبيرة نسبة لموقعه الجغرافي وأهمية اقتصادية بالغة الأهمية أيضاً. أمّا أهم ما يعرف به البحر الأسود فإنّه غني بالكائنات البحرية والنباتية النادرة، ويوجد فيه "الكافيار" النوع النادر من السمك القابل للإنقراض في أي وقت. أمّا أهمية موقعه الجغرافي فإنّه بالدول التي يحدّها ويحيط بها يعتبر الطريق البحري الوحيد الذي لا يتجمد من بين بحار العالم كلها في معظم أيّام السنة، وهو أيضاً لأنّه بحر داخلي فيعتبر حلقة الوصل بين أوروبا الشرقية والغربية وبقية دول العالم. كما أنّ يعتبر ملجأ صيفياً للكثير من الزوار لإعتدال مناخه وشواطئه الجميلة.

سبب تسمية البحر الأسود بهذا الإسم:

سمى العرب البحر الأسود بهذا الإسم، وقد تبعت التسميات الأخرى الحديثة لهذا البحر في اللغات الأخرى تسميات قريبة من الإسم العربي، أمّا سبب تسمية هذا البحر بهذا الإسم فإنّ هناك عدّة أقوال في ذلك، فأمّا السبب الأوّل والذي يربط التسمية بـ "الألوان"، فقد كان العرب قديماً يرمزون للإتجاهات في البوصلة بالألوان، حيث كان اللون الأسود يشير إلى جهة الشمال، واللون الأحمر يشير إلى جهة الجنوب، واللون الأصفر يشير إلى جهة الشرق، والبحر الأسود يقع شمالاً ولذلك فقد ارتبط اسمه بموقعه على البوصلة.

أمّا السبب الثاني أو القول الآخر في تسمية البحر بهذا الإسم، فقيل أنّه قد يكون بسبب الرعب والخوف الذي كان البحر يدّبه عند البحّارة، وذلك لكثرة العواصف والرياح القوية، مما جعل اجتياز هذا البحر ينطوي على مخاطر كثيرة، وقد حدثت فيه الكثير من الكوارث البحريّة، وذلك نتيجة موقعه الجغرافيّ في غرب روسيا الباردة شتاء، وجنوب البحر المتوسط الرطب، وأيضاً غرب أوروبا مصدر المنخفضات الجويّة العميقة.

أمّا القول الثالث فإنّه مرتبط بلون مياه البحر الأسود، فلون البحر أزرق وأخف حدّة من مياه البحر الأبيض المتوّسط، ويعود لونها هذا لكثرة وجود العوالق النباتية في مياهه لأنّها عذبة بسبب مصدرها (نهر الدانوب)، ولأنّه بحر شبه منغلق.