لماذا سمي الصندوق الأسود بهذا الاسم

لماذا سمي الصندوق الأسود بهذا الاسم

الصندوق الأسود

يتكوّن الصندوق الأسود من صندوقين موجودين في مؤخّرة الطائرة، حيث يسجل أحدهما كل ما يحدث داخل الطائرة خلال فترة سفرها، في حين يسجل الآخر كلّ ما يحدث في مقصورة القيادة، بهدف معرفة الأسباب التي تؤدّي إلى تحطّم الطائرة، حيث يتميز هذا الصندوق بقدرته على تحمّل النار، والانفجارات الناتجة عن تحطّم الطائرات، كما أنّ له القدرة على المكوث في محيط الطائرة، وتحمّل سقوطها من آلاف الكيلو مترات، علماً أنّ لون هذا الصندوق برتقالي زاهٍ، لكن يطلق عليه الصندوق الأسود، وفي هذا المقال سنعرفكم لماذا سمي هذا الصندوق بالأسود.

تسمية الصندوق الأسود

يعرَف الصندوق الأسود بأنّه صندوق ذو لون برتقالي، إذ يضاف إليه شرائط لاصقة وعاكسة، لمساعدة المحققين في معرفة مكان الصندوقين بعد حدوث كارثة ما، إلا أنّ لهذا التصميم خصوصية واضحة عند سقوط الطائرة في الماء، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ تسميته بهذا الاسم يعود لسببين، الأول: هو أنّ الصندوق كان يُطلى في بداية الأمر باللون الأسود، بينما الثاني: لأنّ الصندوق يغطّي كل ما يحدث داخل الطائرة في حالة حدوث حرائق ناجمة عن كارثة سقوط أو تحطّم للطائرة، وتكلفة هذا الصندوق تبلغ حوالي 15 ألف دولار.

طريقة تسجيل المعلومات

كانت الصناديق السوداء المستعملة في الطائرات تعتمد على شريط مغناطيسي يشبه شريط الكاسيت، ويعمل هذا الشريط المغناطيسي كأي شريط تسجيل، حيث يلف رأس مغناطيسي حول الشريط، ويتمّ حفظ المعلومات على الرأس المغناطيسي، ثمّ تحوّل الاعتماد عن ذلك الشريط إلى الاعتماد على لوحات ذاكرة صلبة تسمى المسجلات الصلبة، والمعلومات الخاصة بالصندوقين تخزن في طاقم لوحات الذاكرة داخل الوحدة المخصصة لها، علماً أنّ قطر اللوحة لا يزيد عن 1.57 بوصة أي ما يعادل 4.45 سنتيمتراً، في حين أنّ طولها يبلغ حوالي بوصة، أي ما يعادل 2.45 سنتيمتراً.

اختبار الجودة للصندوق الأسود

يقوم صناع الصندوق الأسود بالتأكد من قوة وجودة الصندوق الأسود، وذلك باختبار وحدة حيازة الذاكرة فيه بدقة، إذ يقوم المهندسون بتعبئة كمية من المعلومات داخل لوحات الذاكرة الموجودة في وحدة حيازة الذاكرة، ثم يتم مراجعة تلك المعلومات لتحديد فيما إذا كان فيها بيانات قد تعرضت للتلف بسبب تأثير الحريق أو الحادث.

زمن التسجيل في الصندوقين

كانت الصناديق السوداء القديمة والتي تستخدم الشريط المغناطيسي تخزّن آخر نصف ساعة من الصوت، حيث إنّ الشريط ينهي دورة التسجيل كلّ نصف ساعة، وفي حال تسجيل مواد جديدة فإنّها تحلّ مكان الأصوات القديمة، أمّا الصناديق السوداء الحديثة التي تعتمد على المسجلات الصلبة، فإنّ الصندوق المخصّص للتسجيلات الخاصة بمعلومات الرحلة يسجّل المعلومات لمدة 25 ساعة، أمّا الصندوق المخصص لمقصورة القيادة فيسجل المعلومات لمدّة ساعتين.

عمل الصندوق الأسود داخل الطائرة

يتم إرسال كل المعلومات التي تجمعها أجهزة استشعار الطائرة إلى وحدة حفظ بيانات الرحلة الواقعة في مقدمة الطائرة، ولا بد من الإشارة إلى أنّ هذه الأجهزة موجودة في أسفل مقصورة القيادة في منطقة الأجهزة الإلكترونية، ووحدة الحفظ هذه تعتبر بمثابة وسيط في عملية تسجيل البيانات، لأنّها تحصل على البيانات من أجهزة الاستشعار، ثمّ ترسلها إلى الصندوق الأسود.

العثور على الصندوق الأسود

يوجد في زاوية كلّ صندوق جهاز على هيئة جسم إسطواني صغير يحتوي جهاز استشعار يشبه عين الثور، وعندما يسقط الصندوق الأسود في الماء، ويلامس الماء جهاز الاستشعار الموجود فيه، فإنه يشغّل الجهاز الإسطواني الذي يصدر بدوره إشارات أو نبضات يمكن لأجهزة التتبع، أو جهاز السونار التقاطها.