لماذا سمي قوم لوط بهذا الاسم

لماذا سمي قوم لوط بهذا الاسم

الأقوام السابقون

أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم عن أخبار الأقوام السّابقة، فهذه معجزة القرآن الكريم ليحدثنا كيف أهلك الله تعالى الأقوام التي كذبت وقتلت أنبياء الله تعالى عندما أرسلهم إليهم، ومن الأقوام التي ذكرها الله تعالى هم قوم هود، وعاد، وقوم فرعون، وقوم شُعيب، وقوم إبراهيم وقوم لوط، وقوم يونس -عليهم أفضل الصّلاة والسلام-، سنعرض في هذا المقال قصة قوم لوط عليه السلام وسبب تسميتهم بهذا الاسم.

معنى كلمة لوط

  • كلمة لوط هي من الفعل: لاط أي لصق أو التصق أو تمسك، ويقال لاط الحب بقلبها أي التصق حبه بقلبها، ولاط الطّين بالحوض، أي التصق الطّين بالحوض أو طلاه.
  • وسُميّ لوط عليه السّلام بهذا الاسم لأن قلب إبراهيم عليه السلام أحبّ ابن أخيه النّبي لوط عليه السلام، فإبراهيم عليه السلام هو عمّ لوط عليه السّلام، فلوط هو ابن هاران بن تارخ ابن أخي إبراهيم عليه السلام، فعندما هاجر وخرج إبراهيم من أرض بابل هاجر معه ابن أخيه لوط عليه السلام إلى أرض الشام، وقد نزل كلاهما في قريتين مختلفتين.

سبب تسمية قوم لوط بهذا الاسم

سُمي قوم لوط بهذا الاسم نسبة إلى اسم النّبي الذي أُرسل إليهم وهو لوط عليه السّلام، فقد كان هؤلاء القوم ينزلون في قرية سدوم وعمورة شرق نهر الأردن ويقال في منطقة البحر الميت التي تعتبر أخفض منطقة في العالم، ومن عادة هؤلاء القوم إنهم كانوا يمارسون الرّذيلة، والفاحشة النّكراء التي لم يسبقهم أحدٌ في فعلها وهي إتيان الرّجل للرجل، فقد كان هذا التّصرف يغضب النّبي لوط عليه السّلام، وعندما طغوا بكفرهم برسالة النبي لوط عليه السلام أهلكهم الله تعالى.

أرسل الله ملكين ليهلكا قوم لوط، ولكن قبل وصولهما للقرية كانا قد زارا النّبي إبراهيم عليه السّلام وأخبراه بعذاب الله تعالى على قوم لوط، وبشراه كذلك بغلامين من زوجته سارة وهما إسحق ويعقوب عليهما السّلام.

فعندما وصل الملكيْن إلى قرية لوط عليه السّلام دخلاها على صورة شابين جميلين مرتديان أحسن الثّياب، فدخلاها في المساء، وعندما التقيا النّبي لوط أخباراه بهلاك قومه، وأن الصّبح موعدهم، وإن عليه الخروج هو وابنتيه خارج القرية ما عدا زوجته التي أصابها الله تعالى بعذابه؛ حيث أهلكها الله تعالى وذلك لأنّها هي من أخبرت قومها بالشّابيْن اللذين زارا زوجها لوط عليه السّلام؛ حيث هرع القوم لطلب هذين الشابيْن، فكان أمر الله تعالى بأن يخرج لوط وأهله خارج القرية حتى ينزل العقاب بقومه، فسخط بهم الأرض وأمطرت السّماء عليهم حجارة من سجيل، فأصبح عاليها سافلها أي انقلبت القرية رأساً على عقب ولم ينج أيّ أحد منهم حتى امرأة لوط عليه السلام، فكان هذا العقاب هو الردّ على الفاحشة وتكذيبهم لنبي الله تعالى لوط عليه السلام.