عبادات تؤدى حتى لا يضيع أجر رمضان

عبادات تؤدى حتى لا يضيع أجر رمضان
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

شهر رمضان

شهر رمضان هو تاسع الأشهر الهجرية، حيث يأتي بعد شهر شعبان، وقبل شوال، ويبلغ عدد أيامه تسعة وعشرين أو ثلاثين يوماً،[1] ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- فرض على المسلمين صيام شهر رمضان، وجعله ركناً من أركان الإسلام، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)،[2] وكان ذلك في العام الثاني للهجرة، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسع سنواتٍ قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى في العام الحادي عشر للهجرة.[3]

عبادات تؤدى حتى لا يضيع أجر رمضان

يُعدّ شهر رمضان من الأزمنة المباركة التي أكرم الله -تعالى- بها الأمة الإسلامية، حيث جعله فرصةً لتصويب الأحوال بالتزام الطاعات واجتناب المعاصي، ويُشرع استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة النصوح، ورد المظالم إلى أهلها، وثمّة العديد من العبادات الفاضلة التي ينبغي عدم تفويتها في شهر رمضان، وفيما يأتي بيان بعضها:[4][5]

  • الصوم: يمكن تعريف الصوم لغةً على أنه مطلق الإمساك، أما شرعاً فيُعرّف على أنه عبادة الله -تعالى- بالإمساك عن جميع المفطرات؛ كالأكل، والشرب، والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وتجدر الإشارة إلى أن صيام رمضان من أعظم العبادات، فهو ركنٌ من أركان الإسلام، وسببٌ لمغفرة الذنوب، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[6] ومما يدل على عظم أجر الصوم أن الله -تعالى- لم يبيّنه كسائر الأعمال، وإنما أضافه إلى نفسه وتولّى سبحانه جزاءه من غير حصر، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل- أنه قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به).[7]
  • الصدقة: تُعدّ الصدقة من الأعمال الفاضلة في شهر رمضان، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُكثر منها، حيث رُوي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وأنه كان أجود من الريح المرسلة، وكان -عليه الصلاة والسلام- يحثّ على الصدقة في رمضان، وثمّة العديد من صور الصدقة في رمضان؛ ومنها إطعام الطعام للفقراء والمساكين، أو تفطير الأصحاب والأقارب الصائمين.
  • قراءة القرآن الكريم: من أعظم الأعمال في رمضان تلاوة القرآن الكريم، حيث إن شهر رمضان شهر القرآن، وقد كان جبريل -عليه السلام- يُدارس النبي -عليه الصلاة والسلام- القرآن في رمضان، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يكثرون من تلاوة القرآن فيه، فكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يختم القرآن في كل يومٍ من رمضان، وقيل إن بعض السلف كان يختم القرآن في رمضان كلّ ثلاث ليالي، ومنهم من كان يختم كل ليلتين، وقيل إن الإمام الشافعي -رحمه الله- كان يختم في رمضان ستّين مرة، وكان سفيان الثوري -رحمه الله- يترك كل العبادات في رمضان ويُقبل على قراءة القرآن.
  • الجلوس في المسجد بعد الفجر: حيث إن الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر وذكر الله -تعالى- إلى أن تطلع الشمس له أجر عظيم، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).[8]

دخول شهر رمضان

يثبت دخول شهر رمضان المبارك بأحد أمرين وهما: رؤية هلال رمضان، أو تمام شهر شعبان ثلاثين يوماً، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)،[9] وقد ذهب عددٌ من أهل العلم من الشافعية، والحنابلة، وجماعة من السلف الصالح -رحمهم الله جميعاً- إلى أن شهادة مسلم عدل واحد تكفي لثبوت رؤية الهلال، وبالتالي دخول شهر رمضان، وقد حرص الصحابة -رضي الله عنهم- في حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- وبعد وفاته على رؤية هلال رمضان، حيث رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: (تراءَى النَّاسُ الهلالَ فأخبرتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أنِّي رأيتُه فَصامَه وأمر النَّاسَ بصيامِهِ)،[10] وفي حال عدم رؤية الهلال في التاسع والعشرين من شعبان يثبت دخول شهر رمضان بتمام عدّة شعبان ثلاثين يوماً.[11]

خصائص شهر رمضان

إن شهر رمضان أفضل شهور العام، فهو من الشهور المعظّمة في الإسلام، وقد خصّه الله -تعالى- بالعديد من الخصائص، وفيما يأتي بيان بعضها:[12][13]

  • نزول القرآن الكريم: اصطفى الله -تعالى- شهر رمضان من بين سائر الشهور وأنزل فيه القرآن الكريم، مصداقاً لقول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).[14]
  • العمرة فيه تعدل حجّة: من خصائص شهر رمضان أن الله -تعالى- جعل أجر العمرة فيه بأجر حجّة، فقد رُوي عن رسول لله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي)،[15] وكان السلف الصالح -رحمهم الله- يسمّون العمرة في رمضان بالحج الأصغر، إلا إن العمرة في رمضان لا تجزئ عن حجّة الإسلام الواجبة وإن كانت مساويةً لها بالثواب.[16]

تسمية شهر رمضان

اختلف أهل اللغة في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، حيث ذهب بعضهم إلى أن التسمية مُشتقّة من الرمض وهو شدّة الحر، وأن السبب في التسمية يرجع إلى أنه غالباً ما يصادف زمن الرمضاء وهو وقت ارتفاع الحرارة في الجزيرة العربية، وقيل لارتماض الصائمين فيه من شدّة حر الجوع والعطش، وقيل لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة، وذهب بعض أهل اللغة إلى أن التسمية مُشتقّة من الرميض وهو السحاب والمطر في آخر الصيف وأول الخريف، وأن السبب في التسمية يرجع إلى أن شهر رمضان يرمض الذنوب أي يغسلها بالأعمال الصالحة.[3]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى رمضان في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  3. ^ أ ب محمد الشوبكي (28-6-2015)، "سبب تسمية شهر رمضان وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2109. بتصرّف.
  4. ↑ سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، "شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ عبد الله الصالح، محمد ابراهيم النعيم، "خير الأعمال في رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2014، صحيح.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5927، صحيح.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6346، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1909، صحيح.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2342، صحيح.
  11. ↑ "طُرُقُ إثباتِ دُخولِ شَهرِ رمضان"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  12. ↑ "خصائص شهر رمضان"، www.ar.islamway.net، 2015-1-9، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  13. ↑ "خصائص شهر رمضان"، www.islamqa.info، 2002-11-8، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  14. ↑ سورة البقرة، آية: 185.
  15. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1863، صحيح.
  16. ↑ "خصائصُ شَهرِ رَمَضان"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.