تعبير كتابي عن العمل

تعبير كتابي عن العمل
(اخر تعديل 2024-04-22 11:18:01 )

العمل هو أحد الركائز الأساسية في المجتمع؛ حيث يقوم كلّ شخصٍ بعملٍ مُعينٍ يصبّ في خدمة المجتمع في نهاية المطاف ليتطور المجتمع الإنساني ويستطيع جميع الناس العيش متمتّعين بكافة مظاهر الحياة الرئيسيّة منها والثانوية؛ فلهذا يعدّ العمل أحد المواضيع الموجودة في أولويّات الحكومات والدول والناس أيضاً، فإذا خلت حياة الإنسان من العمل أصبحت بلا جدوى أو فائدة.

يُمكننا الرجوع إلى أصل العمل في حياة الإنسان إذا نظرنا إلى أصل قيام المجتمعات، ولا أفضل من النظر إلى الطريقة التي بنيت فيها المدينة الفاضلة، فعندما بنى أفلاطون مدينته الفاضلة كان الأساس الأول الذي بنيت عليه هو عدم قدرة كلّ إنسان على القيام بجميع الأعمال التي يحتاج إليها بكفاءة كاملة، بعكس لو قام كلّ شخصٍ في مجتمعٍ واحدٍ بالقيام بعملٍ محددٍ.

لو نظرنا إلى احتياجات الإنسان الرئيسية وهي الطعام والملبس والمسكن سنرى أنّنا بحاجةٍ إلى الفلاح والخياط والبنّاء والمعلّم والصانع والطبيب، وغيرهم.

ليكون المجتمع متكاملاً فإنّ على كلّ شخصٍ أن يمارس عمله بالطريقة الصحيحة؛ فالعمل هو شرف الإنسان وبصمته في الحياة، فإن لم يقم كلّ شخصٍ بعمله بالطريقة الصحيحة ومن دون غشٍّ وخداع تسقط الأمم والشعوب وتصبح المجتمعات فاسدة، فكما ذكرنا إنّ العمل هو أحد الركائز الأساسية لقيام المجتمعات فلو سقطت هذه الركيزة لسقطت المجتمعات بأكملها، ولا يوجد أيّ عملٍ على وجه البسيطة لا يؤثر به الغش والخداع، فلو غشّ البنّاء لهدمت البيوت، ولو غشّ الطبيب لمات الناس، ولو غشّ المعلم لفسد الجيل، وحتى الأمّ تعمل فلو غشت الأم في عملها لفسد المجتمع بأكمله.

لا يجوز لأيّ شخصٍ ألّا يخلص بعمله بحجة عدم إخلاص المجتمع؛ فالعمل شرف الإنسان فإن فرّط به سيفرّط في العديد من الأمور، ولا يمكن أن يقوم مجتمعٌ لا يبدأ كلّ إنسانٍ فيه بنفسه بأن يُخلص بعمله في المقام الأول، فليُغيّر الإنسان من مجتمعه عليه أن يبدأ بنفسه فيُخلص في عمله؛ فالإخلاص في العمل أيضاً لا تقتصر آثاره على المجتمع فقط بل على كلّ إنسانٍ بعينه، فهو يكون راضياً عن نفسه ومتصالحاً معها وقادراً على الوصول في عمله إلى أعلى المراتب.

إنّ العمل باقٍ ما بقي الإنسان، فلن يَكفّ الإنسان عن العمل حتى تقوم الساعة وسيبقى العمل طيلة هذه الفترة هو الركيزة الأساسية في المجتمع والركيزة الأساسية في حياة الإنسان والبصمة التي يتركها في التاريخ، فلو أخلص الإنسان في عمله لصلحت حياته وحياة الجيل من بعده ولصلح المجتمع كاملاً.