زكاة عروض التجارة

زكاة عروض التجارة

الزكاة

فرض الله -تعالى- على المسلمين العبادات التي تقرّبهم منه، وهي طريق المسلم إلى الجنّة التي وعد بها الله تعالى، فالإسلام يقوم على خمسة أركان وقواعد أساسيّة لا بدّ لكلّ مسلم من القيام بها، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةِ، وتصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلاً)،[1] ومن أركان الإسلام التي فرضها الله -تعالى- على المسلمين ركن الزّكاة، وهي عبادة تتعلّق بالأموال التي يملكها المسلم، ولكنّ الأموال تختلف أشكالها وتتعدّد، فمنها: زكاة الذهب والفضّة، وزكاة الزروع والثّمار، وزكاة عروض التجارة، فما هي عروض التجارة، وما هي زكاة عروض التجارة؟

زكاة عروض التجارة

من الأموال التي يجب على المسلم تزكيتها؛ زكاة عروض التجارة، وفيما يأتي بيان ما يتعلّق بزكاة عروض التجارة:

  • تعريف الزّكاة: الزّكاة في اللغة تعني: النّماء والزيادة والبركة والطهارة والصّلاح،[2] أمّا الزّكاة في الاصطلاح فهي: الحقّ الواجب في نوع خاص من المال والذي يؤدى لطائفة مخصوصة من النّاس في وقتٍ مخصوصٍ.[3]
  • تعريف عروض التجارة: هي جميع الأموال التي يملكها المسلم بنيّة الربح والتجارة، سواء مَلَك تلك الأموال عن طريق الاستيراد الخارجيّ أم عن طريق الشراء من السوق المحليّة، ومن الأمثلة على عروض التجارة: العقارات، والمواد الغذائيّة، والمواد الزراعيّة، والمواشي وغير ذلك، وقد تكون العروض التجاريّة مِلكاً لفرد واحد أو لمجموعة من الأفراد، وعروض التجارة تختلف عن عروض القُنية؛ فعروض القُنية هي كلّ ما يعدّ للاستعمال والاستخدام الشخصيّ، فجميع ما يملكه الفرد بنيّة الاستعمال الشخصيّ تعدّ من عروض القُنية، ومن الأمثلة عليها البيت الذي يسكنه الشخص، والسيارة التي يستخدمها دائماً ولا يُؤجّرها، وهذه العروض لا زكاة عليها.[4]
  • كيفيّة إخراج زكاة عروض التجارة: بعد مرور حول كامل على عروض التجارة يحسب التاجر المسلم كلّ ما يملكه بنيّة التجارة والربح، مع إضافة الأموال المستغلة وغير المستغلة بالتجارة والديون مرجوّة السّداد كذلك، ويطرح من كلّ ذلك الديون التي عليه للغير، والناتج من ذلك يزكّى بنسبة 2.5%؛ ويتم تقويم البضاعة وغيرها من ممتلكات التاجر التي يملكها بنيّة التجارة بسعر بيع البضاعة وقت وجوب إخراج الزّكاة؛ لأنّ الزّكاة حقّ واجب في مال المزكّي لمستحقيها فيجب التأكّد من إخراج الزّكاة باعتبار القيمة السوقية التي تضمن التكلفة والرّبح، ويكون ذلك بحساب قيمة البضاعة وقت وجوب الزّكاة، وتكون زكاة عروض التجارة بإخراج قيمة الزّكاة الواجبة نقداً؛ فإنّ حاجات الفقير تتنوّع وهو أعلم بما يحتاجه فيُعطى الزّكاة ويلبّي احتياجاته، ويجوز إخراج زكاة عروض التجارة من عين العروض نفسها في حالة كساد البضاعة، أو في حالة عدم توفّر النقد مع التاجر المزكّي، وإذا كانت البضاعة تحقّق حاجة الفقير.[4]

شروط وجوب الزّكاة

لا بدّ من توفّر عدّة شروط لوجوب الزّكاة في أموال الإنسان، وهي:[5]

  • الإسلام؛ ودليل هذا الشرط قول الله تعالى: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها)،[6] والمُخاطب في هذه الآية هم المسلمون جميعاً.
  • الحريّة؛ فالزّكاة لا تجب على العبد والرقيق؛ فالعبد لا يملك، ومن لا يملك لا تجب عليه الزّكاة، وإنّ العبد كالفقير الذي ليس عنده مال، والفقير لا تجب عليه الزّكاة باتّفاق العلماء.
  • بلوغ النّصاب؛ والنّصاب هو المال الذي قدّره الشّرع الإسلاميّ، وعند بلوغ المال هذا المقدار المُحدّد تجب عليه الزّكاة.
  • حَوَلان الحَول؛ ويعني: أنّ يمرّ على امتلاك المسلم للنّصاب عام كامل، والمُعتبر من الأعوام هو العام الهجريّ وليس العام الميلاديّ، ويُستثنى من الأموال في شرط حَوَلان الحول: ما يخرج من الأرض من الزروع والثّمار، وصغار المواشي التي تُولد أثناء الحَول، والأرباح التي تنتج من رأس المال أثناء الحَول، وأموال الرِّكاز.

مصارف الزّكاة

أوجب الله -تعالى- إعطاء أموال الزّكاة لأصناف محدّدة من النّاس؛ حيث جاء في القرآن الكريم: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ)،[7] وبيان ذلك على النحو الآتي:[8]

  • الفقراء والمساكين؛ وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم من الحاجات الأساسيّة، وقد يجدون بعض ما يكفيهم.
  • العاملون على الزّكاة؛ أي القائمون على أمور وشؤون الزّكاة، ولا يُشترط فيهم الفقر، فقد يكونون أغنياء.
  • المُؤلّفة قلوبهم؛ وهم حديثو العهد بدين الإسلام الذين يُعطون من الزّكاة لتأليف قلوبهم.
  • الرِّقاب؛ وهم: المكاتبون، والرقيق، والأسرى من المسلمين.
  • الغارمون؛ وهم الذين عجزوا عن سداد ديونهم.
  • المجاهدون في سبيل الله تعالى، ويتضمّن ذلك الإنفاق على كلّ ما يلزم من أمور الجهاد في سبيل الله تعالى.
  • ابن السّبيل؛ وهو المسافر الذي انقطع عن بلده.

فضل الزكاة

لم يُشرّع الله -تعالى- أحكام الشريعة الإسلاميّة إلّا لحِكم عظيمة وآثار جليّة تنعكس على الأفراد والمجتمعات، ومن فضائل عبادة الزّكاة على الفرد والمجتمع ما يأتي:[9]

  • طاعة الله تعالى؛ بامتثال أمره وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام.
  • تنزيه النّفس عن البخل والشحّ وتعويدها على الكرم والعطاء.
  • تطهير النّفس وتزكيتها من الرذائل والسيئات.
  • تربية العبد على التعاون على أعمال البرّ والتقوى؛ ممّا يُضاعف حسنات العبد.
  • تكفير الذنوب والسيئات التي يرتكبها العبد.
  • طرد الحسد والبغض والكره من قلوب الآخرين.
  • البعد عن الكبر والخيلاء، والقرب من التواضع والتذلّل.
  • نيل محبّة الله تعالى وإطفاء غضبه.
  • الفوز بمعيّة الله تعالى؛ فقد جاء في القرآن الكريم: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ).[10]

المراجع

  1. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5005، صحيح.
  2. ↑ "تعريف ومعنى زكاة"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "تعريف الزكاة لغةً واصطلاحاً"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "زكاة عروض التجارة"، www.zakat.al-islam.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
  5. ↑ "شروط وجوب الزكاة وحكم مانعها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
  6. ↑ سورة التوبة، آية: 103.
  7. ↑ سورة التوبة، آية: 60.
  8. ↑ "مصارف الزكاة والمراد بكل منها"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
  9. ↑ "فوائد الزكاة والصدقات"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
  10. ↑ سورة النحل، آية: 128.