-

صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم

صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

رسول الله صلى الله عليه وسلم

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشيّ، ويرجع نسب قريش إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ولذلك هو أشرف الخلق نسباً، وأمه أمنة بنت وهب ومن أسمائه الثابتة في السنة النبوية أحمد، ومحمد، وعبد الله، ونبي الملاحم، وخاتم الأنبياء والمرسلين، والحاشر، والعاقب، والماحي، وقد ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في أربعة مواضع، حيث ذكر في سورة آل عمران، وسورة الفتح، وسورة محمد، وسورة الأحزاب، وقد ولد عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة يتيم الأب، وكان ذلك يوم الاثنين الموافق الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، فعاش في كفالة جده عبد المطلب حتى توفي جده، فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب، وأرضعته ثويبة مولاة أبي لهب فترة قصيرة، ثم أرضعته حليمة السعدية أربع سنين، وعاش وترعرع في مكة المكرمة ولما بلغ من العمر أربعين عاماً بعثه الله تعالى بالرسالة إلى الناس جميعاً، فمكث يدعو الناس في مكة إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام ثلاثة عشر عاماً، ولكنهم لم يؤمنوا بدعوة الإسلام بل كانوا يزدادون كفراً وعناداً مع مرور الوقت، فهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة وأقام فيها دولة الإسلام، فأعز الله تعالى الإسلام والمسلمين، وعاش فيها عشر سنوات، حتى توفاه الله تعالى وقد بلغ من العمر ثلاثة وستين عاماً.[1]

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم

الصدق

إن الصدق من أهم الصفات التي تميز بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يُلقب قبل البعثة بالصادق الأمين، ومن المواقف التي تدل على أن صفة الصدق كانت من الصفات التي جُبل عليها النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما بعثه الله تعالى ليُنذر عشيرته الأقربين، وقف على جبل الصفا وقال لقريش: (أَرَأَيْتَكم لو أَخْبَرْتُكم أن خيلاً بالوادي تريدُ أن تُغِيرَ عليكم أَكُنْتُم مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نعم، ما جَرَّبْنَا عليك إلا صدقًا)،[2] كما أنّ الله تعالى شهد له بالصدق، حيث قال: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)،[3] وقد ربى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه وأحفاده -رضي الله عنهم- على الصدق، حتى خالط الصدق قلوبهم وعقولهم، وجبلوا عليه، ففي أحد الأيام سأل أبو الحوراء الحسن بن علي -رضي الله عنه- عما حفظه من النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَع ما يريبُكَ إلى ما لا يريبُكَ فإنَّ الصِّدقَ طمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ).[4][5]

الزهد

لقد بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منتهى الكمال البشري، وحاز من كريم الأخلاق ما لم يصل إليه أحد من البشر، ويكفي للدلالة على ذلك شهادة رب العالمين على عظيم خُلق محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى:( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[6] ومن صفاته العظيمة الزهد في الدنيا، والرضى بما يقيم الصلب من الطعام والشراب، والصبر على قساوة العيش؛ فعلى الرغم من كونه سيد الأنبياء والمرسلين، إلا أن طعامه كان التمر والشعير، وكان يمضي الشهر والشهرين ولا توقد النار في بيته ويكتفي أهل بيته بالتمر والماء مصداقاً لما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إن كنا آل َمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لنمكثُ شهراً ما نستوقد بنارٍ، إن هو إلا التمرُ والماءُ)، وكان يجوع حتى يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، مصداقاً لما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: (لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يظلُّ اليومَ يلْتَوي، ما يجدُ دَقَلاً يملأُ به بطنَه)، ولو أراد لأكل أفضل الطعام فقد حُملت إليه الأموال ولكنه لم يبقي لنفسه منها شيئاً وإنما كان يُنفقها كلها في سبيل الله، وكان ينام على الحصير، ووسادته محشوة بالليف، ولباسه البُرد الغليظ، ولو أراد أن يلبس أجمل الثياب، ويعيش في رغد ونعيم الحياة لفعل، ولكنه اختار الزهد في الدنيا لأن هدفه ما عند الله تعالى.[7]

الوفاء

ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الوفاء، ومن صور وفائه تذكره لزوجته خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها، حيث روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (جاءت عجوزٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو عندي فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: من أنتِ ؟ قالت: أنا جثَّامةُ المُزنيَّةُ فقال: بل أنتِ حسَّانةُ المُزنيَّةُ كيف أنتُم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتُم بعدنا؟ قالت بخيرٍ بأبي أنت وأمِّي يا رسولَ اللهِ فلما خرجتُ قلتُ: يا رسولَ اللهِ تُقبِلْ على هذه العجوزِ هذا الإقبالَ فقال: إنها كانت تأتينا زمنَ خديجةَ وإنَّ حسنَ العهدِ من الإيمانِ)،[8] ولم يكن وفاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حصراً على أوليائه دون أعدائه بل كان وفياً مع أعدائه أيضاً، فقد روى حذيفة بن اليمان أنه خرج مع أبي حسيل، فألقى كفار قريش القبض عليهما، وقالوا لهما: (إنكما تريدان محمداً)، فقالا: (لا نريده، وإنما نريد المدينة)، فأخذوا عليهما عهد الله بألّا يقاتلا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقابل إطلاق سراحهما، فلما وصلا المدينة أخبرا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخبر، فقال: (انصرفا، نَفِي بعهدِهم، ونستعينُ اللهَ عليهم).[9][10]

المراجع

  1. ↑ "ومضات من حياة إمام الأنبياء - صلى الله عليه وسلم-"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4770 ، صحيح.
  3. ↑ سورة الزمر، آية: 33.
  4. ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 320، صحيح.
  5. ↑ "الصدق في حياة رسول الله"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2018. بتصرّف.
  6. ↑ سورة القلم، آية: 4.
  7. ↑ "زهد النبي (صلى الله عليه وسلم)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2018. بتصرّف.
  8. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/424، صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 1787 ، صحيح.
  10. ↑ "وفاء النبي (صلى الله عليه وسلم)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2018. بتصرّف.