كيف تصلي المرأة صلاة العيد في البيت
صلاة العيد
يأتي عيد الفطر، وعيد الأضحى في كلّ عامٍ بعد ركنين عظيمين من أركان الإسلام، فعيد الفطر يعقب شهر رمضان المبارك، الذي يتمثّل فيه ركن الصيام لدى المسلمين، وعيد الأضحى يعقب ركن الحج، وقد شرع الله -تعالى- صلاة العيد للمسلمين؛ ليشكروه على ما أنعم عليهم من أداء تلك العبادات، وإنّ صلاة العيد سنّةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد جاء ذكر صلاة العيد في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[1] ويبدأ وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس مقدار رمحٍ، إلى زوال الشمس؛ أيّ بعد طلوع الشمس بحوالي ربع ساعةٍ تقريباً، والسنّة في صلاة عيد الأضحى أن تصلّى في أول الوقت؛ وذلك ليتّسع وقت ذبح الأضاحي، فيباشر المسلمون بذبح أضاحيهم بعد أدائها، أمّا في صلاة عيد الفطر، فإنّ السنة أن تتأخر قليلاً؛ حتى يتسع الوقت لإخراج زكاة الفطر، التي يعدّ أفضل وقتٍ لتقديم زكاة الفطر هو صباح العيد، وقبل صلاته، ويسنّ في صلاة العيد أداؤها في صحراء البلد لا في المساجد، إلّا لعذرٍ؛ كالمطر أو البرد.[2]
تؤدى صلاة العيد ركعتين، ويشرع فيهما الإمام عند دخول وقتها، دون أذانٍ أو إقامةٍ، والسنّة أن يكبّر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيراتٍ مع تكبيرة الإحرام، فيرفع الإمام يديه مع كلّ تكبيرةٍ، ويكبّر الإمام في الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ دون تكبيرة القيام، ويرفع الإمام يديه مع كل واحدةٍ، ويقرأ الإمام في الركعة الأولى سورة الأعلى، بعد سورة الفاتحة، وفي الركعة الثانية يقرأ الإمام سورة الغاشية، أو يقرأ في الركعة الأولى سورة ق، وفي الركعة الثانية سورة القمر، والأفضل أن يقرأ مرةً بالوجه الأول، ومرةً بالوجه الآخر، حتى يعمل بكافة الوجوه المشروعة في السنة، ولا بأس إن نسي الإمام إحدى التكبيرات الزائدة، أو تركها كلّها، فإنّها ليست واجبةٌ، وإنّما مسنونةٌ، فإذا سلّم الإمام من صلاة العيد، التفت إلى المصلين، وخطبهم قائماً خطبةً واحدةً، وحُكم أداء الخطبة سنّةً، وكذلك حكم استماعها للمصلّين، فمن شاء أن يخرج بعد السلام من الصلاة، فله ذلك، والأفضل أن يستمع إلى الخطبة.[2]
كيفية صلاة العيد في البيت للمرأة
يستحب للمرأة المسلمة أن تخرج لصلاة العيد، وأن تصليها مع المسلمين في مصلياتهم، وذلك لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أرشد لذلك، فقد روت أم عطية -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أن نُخرجهُنَّ في الفطرِ والأضحى، العواتقُ والحُيَّضُ وذواتُ الخدورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فيعتزلْنَ الصلاةَ ويشهدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إحدانا لا يكونُ لها جلبابٌ، قال: لتُلْبِسَها أختُها من جلبابِها)،[3] يتضح من ذلك؛ أنّ خروج النساء لصلاة العيد سنةٌ مؤكدةٌ، شريطة أن يلتزمن باللباس الشرعي، ويتركن التبرج ونحو ذلك، فإن لم تخرج المرأة إلى المصلى، جاز لها أن تؤدي صلاة العيد في بيتها منفردةً، وتكون كيفية أداء صلاة العيد ذات كيفية أدائها في المصلّى مع المسلمين، فتكبر المرأة في الركعة الأولى سبع تكبيراتٍ مع تكبيرة الإحرام، وتقرأ سورة الفاتحة وسورةٌ بعدها، وتكّبر للركعة الثانية خمس تكبيراتٍ دون تكبيرة القيام، ثم تقرأ الفاتحة وسورةٌ بعدها.[4][5]
ولأنّ السنّة في صلاة العيد أن يجتمع لها الناس في مكانٍ واحدٍ، جاز للمرأة إن لم تخرج إلى الصلاة في المصليات، أن تجمع بناتها، وتؤمّهن بصلاة العيد في البيت، فقد قال العلماء: إنّ صلاة العيد لا يشترط لها ما يشترط لصلاة الجمعة؛ من جماعةٍ، وأعدادٍ وغير ذلك، ويسنّ لصلاة العيد الاجتماع في مكانٍ واحدٍ، وكذلك من فاتته صلاة العيد، وأراد قضائها، فإنّه من المستحب له أن يفعل ذلك، فقد كان أنس -رضي الله عنه- إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام في المصلى، جمع أهله ومواليه، ثم قام مولاه عبد الله بن عتبة، فصلّى بهم ركعتين يكبر فيهما، وإن حضر المسلم إلى الصلاة فوجد الإمام قد أنهى الصلاة، وبدأ في الخطبة، فله أن يستمع إلى الخطبة، ثم يعود إلى البيت فيصلي العيد منفرداً، ويكون بذلك قد جمع بين المصلحتين.[6][7]
سنن العيد
سنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين في العيد عدداً من السنن، وفيما يأتي بيان بعضها:[8]
- التزيّن والتجمّل والتطيب، فقد أقرّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صحابته على ذلك، ولم ينكره.
- الاغتسال قبل الخروج إلى صلاة العيد.
- تحريم صيام يومي عيد الفطر وعيد الأضحى؛ وذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا صومَ في يومِين: الفطرِ والأضحَى)،[9] وقد أجمع العلماء على حرمة صيامهما، سواءً أكان الصيام للتطوع، أو النذر، أو الكفارة أو غيره.
- تعجيل الإفطار قبل صلاة العيد من يوم الفطر، وتأخير الإفطار إلى ما بعد صلاة العيد يوم الأضحى.
- أداء صلاة العيد في الخلاء، لا في المساجد.
- خروج النساء جميعاً إلى الصلاة، حتى الحائض منهنّ، فيشهدن الصلاة محتجباتٍ مستتراتٍ غير متبرجاتٍ بزينةٍ.
- الخروج إلى صلاة العيد مشياً، ويستحب ألّا يركب الإنسان إلا لعذرٍ.
- الذهاب إلى المصلى من طريقٍ، والعودة من طريقٍ آخر،؛ ليظهر المسلم بذلك شعائر الإسلام في كلّ الطرق، فيغتاظ المنافقون لذلك.
- الإكثار من التكبير أيّام العيد، ويسنّ الجهر بذلك أثناء الذهاب إلى مصلّى العيد.
- تهنئة المسلمين بالعيد بأن يقول المسلم لأخيه المسلم "تقبّل الله منا ومنكم"، و"أحاله الله عليك"، أو نحو ذلك من عبارات التهنئة.
المراجع
- ↑ سورة الكوثر، آية: 2.
- ^ أ ب "صلاة العيدين"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-23. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 883، صحيح.
- ↑ "صلاة العيد للمرأة سنة"، www.islamqa.info، 2008-12-7، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-23. بتصرّف.
- ↑ "مسائل في صلاة العيد للمرأة"، www.fatwa.islamweb.net، 2008-10-26، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-23. بتصرّف.
- ↑ "يجوز للمرأة والمنفرد صلاة العيد في البيت والأولى جماعة المسجد"، www.aliftaa.jo، 2014-7-27، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-23. بتصرّف.
- ↑ "صلاة العيدين للمنفرد في البيت"، www.islamqa.info، 2008-5-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-23. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن يوسف، "سنن العيدين"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-23. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1995، صحيح.