كيف يتم قيام الليل
قيام الليل
إنّ لفظ قيام الليل يدلّ على الصلاة في الليل أو التهجّد، وقيام الليل من الصلوات غير المفروضة على المسلم، يقوم بها تطوّعاً وتقرّباً من خالقه العظيم لنيل الرضى والمغفرة، وتُعتبر الصلاة في الليل من أكثر الصلوات التي يستمتع بها المسلم ويحس بحلاوة الإيمان، حيث يكون الليل هادئاً والجو صافياً فينتاب المسلم إحساسٌ بالخوف من ربه و رغبةً بالتقرب إليه طمعاً بمغفرته ورحمته، فتكون وقفاتٌ إيمانيةٌ ملهمةٌ تطهّر قلب المسلم من الغلّ والحسد وحبّ الدنيا.
روي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنّه قال: كان أول ما سمعته من كلام محمدٍ يوم قَدِمَ إلى المدينة المنورة أنّه قال: (أَيُّها الناسُ! أَفْشُوا السلامَ، و أطْعِمُوا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلامٍ)[صحيح] " ويمثل هذا القول منهجاً اجتماعياً يرسم طريق تعامل المسلم مع مجتمعه.
كيفية قيام الليل
يبدأ قيام الليل بعد الانتهاء من صلاة العشاء وقبل ركعات الوتر؛ إذ إنّ ركعات الوتر هي خاتمةٌ للصلاة وتستمر إلى ما قبل صلاة الفجر مباشرةً، ومن الأفضل أن تكون صلاة قيام الليل في الثلث الأخير منه، حيث يكون ربّ العزة يسأل هل من سائلٍ يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفرٍ يُغفر له؟ كما يكون الجسم قد نال قسطاً من الراحة وأصبح قادراً على القيام بالصلاة بالشكل الصحيح فقد رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الثلث الأخير من الليل.
لا يوجد عددٌ محددٌ من الركعات لصلاة قيام الليل فهي حسب مقدرة المصلّي والقدرة على المواضبة عليها، فقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطعٍ، إذ يمكن للمسلم أن يصلّي ما يشاء من الركعات، وقد قالت عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عن صلاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: (ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعًا، فلا تَسَلْ عن حُسنهِنَّ وطُولهِنَّ، ثمّ يُصلِّي أربعًا، فلا تَسَلْ عن حُسنهِنَّ وطُولهِنَّ، ثم يُصلِّي ثلاثًا. قالت عائشةُ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أتنامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟ فقال: يا عائشةُ، إنَّ عيني تنامانِ ولا ينامُ قلبي)[رواه البخاري].
من الأفضل أن تكون صلاة قيام الليل تتناسب مع إمكانية المداومة عليها فيكون أفضل من تركها حتى لو كانت ركعاتها كثيرةً، كما أنّه من الأفضل أن يترك المسلم صلاة قيام الليل إذا غلبه النعاس.